رسامون وخبازون وحلاقون في ساحة التحرير لإدامة زخم الاحتجاجات في بغداد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

وصل الأمر ببعض الشباب إلى ترك أعمالهم ومنازلهم والبقاء هناك

رسامون وخبازون وحلاقون في ساحة التحرير لإدامة زخم الاحتجاجات في "بغداد"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - رسامون وخبازون وحلاقون في ساحة التحرير لإدامة زخم الاحتجاجات في "بغداد"

الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط بغداد
بغداد ـ نهال قباني

لم يعد الذهاب إلى ساحة التحرير وسط بغداد، بالنسبة لأعداد كبيرة من الشباب مجرد ترف وعادة يومية لتزجية الوقت أو بهدف الترفيه والمتعة العابرة، إنما تحول إلى ما يشبه الواجب اليومي الذي يستهدف إدامة حياة الاحتجاج هناك لحين تحقيق المطالب المشروعة.

ووصل الأمر ببعض الشباب إلى ترك أعمالهم ومنازلهم والبقاء في ساحة التحرير لتقديم الخدمات الضرورية للمحتجين. ورغم أن هذه الفئة من الشباب «دائمة الوجود» لا يقتصر وجودها على ساحة التحرير ولها ما يماثلها في ساحات الاعتصام الأخرى في بقية المحافظات، إلا أن ساحة التحرير، باتت الأبرز والأكثر رمزية من بين تلك الساحات، نظراً لما تمثله بغداد من ثقل ثقافي وسكاني وسياسي في العراق.

ويبدو أن الناشطين والجهات الفاعلة في الاحتجاجات، وبعد قرار نصب الخيم والبدء باعتصام مفتوح منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانوا وما زالوا مدركين لأهمية تقديم الخدمات الضرورية للمحتجين بهدف الإبقاء على زخم المظاهرات والاعتصامات متواصلا، لذلك يمكن لمن يتجول في ساحة التحرير ملاحظة أن معظم الخدمات وخاصة فيما يتعلق بجانب المأكولات والمشروبات متوفرة على مدار اليوم، ولعل ذلك مثل نوعاً من الإغراء لبعض الفئات الفقيرة، دفعهم للمواظبة على الحضور بشكل يومي ودون انقطاع.
ويمكن لمن يتحول في الساحة مشاهدة أنواع الحرفيين والمتطوعين والكسبة الذين يقومون بتقديم الخدمات المختلفة على امتداد اليوم، في مشهد ربما لا يمكن العثور عليه في أي احتجاجات ومظاهرات مماثلة خارج العراق.

وفي أكثر من مكان في ساحة التحرير، نصبت الخيام الخاصة بالخبر، وصارت أشبه بأفران متنقلة تعمل ساعات طويلة في ظروف عمل ليست سهلة، خاصة مع ما يتطلب ذلك من تنانير للخبر مع خبازين مهرة، كميات الطحين الكثيرة التي يتوجب أن تصل كل يوم، إلى جانب أسطوانات الغاز التي يصعب حملها.
وأجاب أحد الخبازين: عن سؤال لماذا تخبز؟ فأجاب بأريحية وبساطة: «في الحقيقة لا أعرف، لكني أشعر أن هذا واجبي وهو أقل ما يمكن أن أقدمه في سبيل بلادي، ثم إنني أبحث عن الأجر والثواب، فأنا أمارس هذا العمل في مواسم الزيارات الدينية دائما». ويضيف الخباز: «أنا ورفاقي نواصل عملنا منذ عشرة أيام ونحن سعداء بذلك، كل رغيف نقدمه ربما يسهم في نجاح الثورة أو المظاهرات».

خباز آخر يضحك ويقول: «نريد وطنا، والذي يريد وطنا عليه أن يطعم أبناءه ليحققوا حلمهم».
وعن الجهات التي تقول بتجهيزيهم يوميا بالمواد والأدوات اللازمة لإدامة عملهم يقول الخبازون: إنهم طيف واسع من المتبرعين والمحسنين ومن يتمنون نجاح المظاهرات في تحقيق أهدافها.

ذات الكلمات والعبارات تسمعها من الشباب الذي تبرعوا لحلاقة المتظاهرين، وهم أيضا، يتوزعون في أكثر من مكان بساحة التحرير، وتم رصد أحدهم في نفق التحرير، ورصد آخرين في المنطقة القريبة من بناية «المطعم التركي»، وثمة آخر في الحديقة الخلفية لجدارية الفنان جواد سليم المعروفة بـ«نصب الحرية».

الحلاق الذي يقوم في عمله بنفق التحرير قال بلهجة شعبية: «أريدهم يطلعون حلوين، لأن العراق جدير بما يقومون به». ويضيف: «لن أموت من الجوع إن خصصت ساعتين أو ثلاثا لتقديم الخدمة لهؤلاء الشباب الأبطال الذين يتظاهرون في سبيل مستقبل البلاد، أشعر بالفخر حقا وأنا أساهم مساهمة متواضعة في تحقيق هذا الهدف».

أما النفق الذي يعبر من شارع السعدون، ويمر تحت ساحة التحرير وصولا إلى ساحة الخلاني، فقد تحول بين ليلة وضحاها إلى أجمل الطرق في العاصمة بغداد، بعد قيام المتظاهرين بتنظيفه يوميا وصباغة أرصفته، ليأتي بعد ذلك دور مجموعة كبيرة من الرسامين والخطاطين ومصممو الجرافيك، ليملئوا جدرانه بأنواع الخطوط واللوحات التي تتناول مختلف الموضوعات. حيث يمكن مشاهدة اللوحات التي تدين العنف الذي تمارسه السلطات ضد المتظاهرين وتمجد بالثورة والاحتجاجات وضحاياها، كذلك ثمة لوحات تدين طريقة التغطية التي قامت بها القنوات الرسمية للمظاهرات، وكتب على الأرض وسم يدين إيران ودعمها للأحزاب الفاسدة في العراق. ويمكن القول بشكل عام بأن النفق (مقطوع أمام حركة السيارات) تحول إلى ورشة عمل فنية وجاليري كبير يقصده الفنانون من جميع مناطق بغداد للمساهمة بتوثيق يوميات الاحتجاجات ورموزها وأهدافها.

ومن بين الرسامين العاملين في نفق التحرير، رسام معاق يسير على عكازتين، رسم بورتريها لرجل معاق يشبهه كان محط إعجاب واحتفاء المارة في النفق. وانسجاما مع أجواء الاحتفال والضحك التي رافقت وقوفهم بالقرب منه والنظر إلى أعماله، بادره أحد الحاضرين ضاحكا: «أستاذ أنت رسمت نفسك على الجدار وهذا نوع من أنواع الفساد الإداري! فانفجر الجميع ضاحكين. لكنه رد بابتسامة خجولة قائلا: «لا... إنما أردت أن أعبر عن شريحة واسعة من الأشخاص المعاقين المهملين في هذه البلاد».

قد يهمك أيضا:

اشتباكات عنيفة بين قيادات حوثية تخلف 4 قتلى وعدد لم يتحدد بعد من الجرحى

خروقات مستمرة لمليشيا الحوثي في مديريتي التحيتا وحيس

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسامون وخبازون وحلاقون في ساحة التحرير لإدامة زخم الاحتجاجات في بغداد رسامون وخبازون وحلاقون في ساحة التحرير لإدامة زخم الاحتجاجات في بغداد



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 05:11 2023 السبت ,18 آذار/ مارس

أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين

GMT 14:25 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

أسرار الكولاجين التجميلية للحصول على بشرة متألقة ونضرة

GMT 02:01 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

حسن الرداد يحلُم بتقديم شخصية محمد علي باشا

GMT 17:39 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

عاصفة "بابوك" تتجنّب المناطق السياحية في تايلاند

GMT 13:28 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:12 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

غيرلان تعلن عن مجموعتها المميزة من العطور الجديدة

GMT 06:34 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

اختفاء نحو ثلث الدببة القطبية خلال 40 عامًا

GMT 18:42 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الرئيس المصري يلتقي نظيره الجزائري بالقاهرة

GMT 17:35 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أغلى أنواع الجبن في العالم من حليب الحمير
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday