مدريد - منيب سعادة
أصدر القضاء الإسباني مذكرة توقيف أوروبية في حق الرئيس الكتالوني المُقال، كارليس بوتشيمون، مع أربعة من وزرائه الموجودين في بلجيكا، والذين رفضوا المثول أمام القضاء الإسباني. وأصدر قاضي التحقيق مذكرة التوقيف في حق الخمسة، موجهًا إليهم تهم التمرد والتحريض واختلاس أموال عامة وعصيان السلطة، وفق بيان صادر عن المحكمة التي سبق أن أوقفت ثمانية آخرين من أعضاء الحكومة الاستقلالية في كتالونيا، الخميس.
وطالبت النيابة العامة الإسبانية، الخميس، بإصدار مذكرة التوقيف الأوروبية هذه في حق بوتشيمون وأربعة من أعضاء حكومته المقالة، بعدما رفضوا المثول أمام قاضي التحقيق في مدريد. واستدعت النيابة الإسبانية 19 قياديًا انفصاليًا في إقليم كتالونيا، على رأسهم رئيس الإقليم ورئيسة البرلمان، فضلاً عن وزراء ونواب. وأمر قاض إسباني بوضع ثمانية من أعضاء الحكومة الكتالونية المقالة قيد التوقيف الاحترازي، مثلوا أمام المحكمة للتحقيق معهم في اتهامات موجهة إليهم بإساءة استخدام السلطة، والتمرد والتحريض، وقد تصل العقوبة القصوى للتهمتين الأخيرتين إلى السجن بين 15 و30 عامًا. ومن المسؤولين الثمانية أوريول جونكيراس، نائب رئيس كتالونيا المقال. ويشمل الأمر القضائي أيضًا وزيرًا سابقًا في الحكومة الكتالونية، استقال قبيل إعلان البرلمان الاستقلال، لكن من الممكن الإفراج عنه إذا دفع كفالة قدرها 50 ألف يورو.
ويتهم المدعي العام المسؤولين الـ19 بتشجيع حركة عصيان في صفوف الشعب في مواجهة سلطة مؤسسات الدولة الشرعية، لتحقيق هدف الانفصال، متجاهلين قرارات القضاء وبينها منع تنظيم استفتاء تقرير المصير في الأول من تشرين الأول / أكتوبر الماضي. ويعد كتالونيا أحد أكثر الأقاليم الإسبانية ثراء، وهي منطقة صناعية ذات نزعة استقلالية، وتعتز بهويتها ولغتها الخاصة. ويمتد تاريخ الإقليم إلى العصور الوسطى، ويعتقد كثيرون من أهالي الإقليم أنهم أمة مستقلة عن بقية إسبانيا. وتعزز هذه المشاعر الذكريات المرتبطة بفترة فرانسيسكو فرانكو، الذي حاول قمع الهوية الكتالونية، وينعكس الأمر بوضوح في التنافس الشرس بين نادي برشلونة ومنافسة ريال مدريد، اللذين يمثلان قمة كرة القدم الإسبانية. ويقع الإقليم في أقصى الشمال الشرقي لإسبانيا، وتفصله جبال البرانس عن منطقة جنوب فرنسا، التي يرتبط معها الإقليم بعلاقات وثيقة، وأغلب سكان الإقليم يعيشون في عاصمته، برشلونة، التي تمثل مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا، فضلاً عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة.
أرسل تعليقك