غزة ـ فلسطين اليوم
شارك العشرات من أهالي المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية اليوم الاثنين، في وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، تضامناً مع أبنائهم. ورفع أهالي المعتقلين، خلال الوقفة، صوراً لأبنائهم إلى جانب لافتات تطالب المجتمع الدولي بالعمل على الإفراج عنهم من داخل السجون الإسرائيلية وقالت الفلسطينية زهرة القصاص، والدة المعتقل بهاء، الذي أمضى (16 عاماً) داخل سجون إسرائيل:" جئنا هنا لنقول للعالم، وللمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، تحرّكوا من أجل إنقاذ أرواح أبنائنا في السجون الإسرائيلية". وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالضغط على إسرائيل للتراجع عن منع بعض أهالي المعتقلين من زيارة أبنائهم داخل السجون.
من جهة ثانية، اعتبر وزير الدفاع دفاع الاحتلال الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية هي الجدار الواقي لإسرائيل . وقال ليبرمان: "من وجهة نظري فان الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ومنطقتي الاغوار والبحر الميت، هو الجدار الواقي الحقيقي لدولة إسرائيل".
وأضاف "لقد كانت المستوطنات دائما رائدة ، رائدة في أمن إسرائيل"، بحسب الاذاعة العبرية الرسمية. وتابع ليبرمان "منذ عام 2000 لم تشهد المستوطنات اعمال بناء واسعة النطاق مثلما يجري حاليا". واعلن ليبرمان عن اعداد خطة امنية شاملة للضفة الغربية حتى منتصف نوفمبر/تشرين ثاني المقبل، دون كشف المزيد من التفاصيل. وكان ليبرمان يتحدث في مستوطنة "فيرد يريحو" المقامة على أراضي اريحا، شرقي الضفة الغربية لمناسبة حلول رأس السنة العبرية.
وسط ذلك، استبعد كتاب ومحللون إسرائيليون، اليوم الإثنين، إمكانية تحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، عقب إعلان الأخيرة، أمس، حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة. ورأى محللون في صحف ومواقع عبرية أن خطوة حماس التي جاءت "تحت ضغط مصري"، هي "خطوة تكتيكية تخدم الحركة بشدة، وتضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مأزق شديد".
واعتبر جادي حيتمان، الخبير في الشؤون الفلسطينية، في مقال حمل عنوان "خطوة حماس التكتيكية"، نشره موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" (إسرائيل اليوم) أن قرار الحركة حل اللجنة الإدارية "يخدم حماس على الساحة الداخلية والإقليمية". وأوضح أن القرار بمثابة "إبداء رغبة من حماس في الحصول على مساعدة مصر والإمارات سياسيًا واقتصاديًا".
وأضاف حيتمان، وهو محاضر بقسم الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة "آرئيل"، أن من الواضح أن "العبء المستمر لرعاية سكان غزة ونقص الأموال في الخزينة يلزمان حماس بتقديم تنازلات تكتيكية من وقت إلى آخر". وقال:" هذه المرة قرر إسماعيل هنية أن الفائدة المتوقعة لحل اللجنة الإدارية تفوق الضرر". وأشار إلى أن "قرار حماس سيرفع العقوبات التي فرضها الرئيس الفلسطيني على الحركة، وتضمنت تخفيض إمدادات الكهرباء لقطاع غزة وفصل موظفين، وتقليص وتأخير رواتب آخرين".
أما يوني بن مناحيم، الصحفي الإسرائيلي المختص في الشؤون العربية، فرأى أن عباس يواجه مشكلة كبيرة، إذ أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في خطابه في مؤتمر الرياض (مايو/أيار الماضي) أن حركة حماس تنظيم إرهابي، "فكيف يذهب عباس للقائه في نيويورك بينما يخوض مصالحة مع حماس؟" ولفت بن مناحيم في مقال نشره "مركز القدس للشؤون العامة والسياسية" إلى أنه "في حال أعلن عباس الآن عن موافقته على المصالحة مع حماس فسيقدم بذلك ذخيرة ممتازة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيلتقي ترامب هو الآخر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".
وأضاف إن قيادة حماس الجديدة "أبدت براجماتية غير مسبوقة، وألقت الكرة بذكاء إلى ملعب عباس، وأرادت استرضاء مصر وكشف الوجه الحقيقي للرئيس الفلسطيني، وإظهار أنه لا يريد مصالحة وطنية في الحقيقة وتقاسم السلطة معها". وتابع:" يمكن القول بحرص أن عباس سيقرر ألا يقرر، فقد دفعته حماس للزاوية ووضعته في اختبار مهم، لكن عباس سياسي ماكر وداهية، لن يوافق على أية مصالحة فعلية، على الأقل حتى لقائه مع الرئيس ترامب".
من ناحيته، قال عوديد غرانوت، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أن "عباس يدرك جيدا الفخ، إذ أنه إذا رفض اليد الممدودة له ظاهريًا، من غزة، سيبدو على الفور كمن يدير ظهره لفكرة الوحدة وسيفسد علاقاته أكثر بالمصريين، الذين يفضلون كما يعتقد وبصدق، غريمه الفتحاوي محمد دحلان"وتابع أنه "في المقابل، إذا ما استجاب عباس للطلب وأزال العقوبات على حماس فسوف يظهر ضعيفًا وكمن يتنازل دون الحصول على مقابل". وقال "غرانوت إن "ظروف مصالحة حقيقية بين فتح وحماس، لم تنضج بعد وبعيدة عن التحقق". ورأى أن "المهمة الفورية لعباس هي إيجاد طريقة لرفض اقتراح حماس الجديد دون أن يظهر على أنه غير متعاون".
أرسل تعليقك