أوعز رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، بتعزيز قوات "حرس الحدود" في مدينة القدس المحتلة، حيث يأتي ذلك في أعقاب حالة التوتر الشديد الذي تشهده باحات المسجد الأقصى، وإصابة نحو 100 فلسطيني خلال مواجهات مع قوات الاحتلال داخل باحات المسجد.
وقال موقع "مفزاك" العبري، إن نتنياهو أوعز بتعزيز قوات حرس الحدود داخل المسجد الأقصى ومدينة القدس خشية من انفجار الأوضاع بعد صلاة الجمعة غداً في القدس"، وكانت سلطات الاحتلال أزالت البوابات الإلكترونية وجسور الكاميرات فجر اليوم، بعد انتصار إرادة المقدسيين الذين رابطوا في محيط المسجد الأقصى 12 يوماً على التوالي.
ودخل عشرات الآلاف للمسجد الأقصى بعد رضوخ الاحتلال، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الغازية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل عشوائي تجاه المصلين، وأغلقت أبواب المسجد من جديد.
وأقدم جنود الاحتلال على إنزال الأعلام الفلسطينية التي رفعها المصلون على المسجد الأقصى، معبرين عن فرحهم بتراجع الاحتلال عن إجراءاته بتركيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة متطورة عند أبواب المسجد الأقصى.
وأوضحت المرجعيات الدينية ممثلة برئيس مجلس الأوقاف الإسلامية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ومفتي القدس الديار الفلسطينية والقائم بأعمال قاضي القضاة، عصر الخميس، أن الاحتلال قام بإزالة الجسور والممرات الحديدية الأرضية وقواعد الكاميرات التي ثبتت مؤخرا على أبواب المسجد الأقصى، وذلك بعد يومين من إزالة البوابات الإلكترونية، معتبرة ذلك بالنصر العظيم المشرف لأبناء الشعب الفلسطيني حيث تراجع الاحتلال عن إجراءاته الباطلة الظالمة بحق المسجد الأقصى أمام ثبات وصمود الشعب.
وثمنت المرجعيات الوقفة المشرفة للشعب الفلسطيني، كما ترحمت المرجعيات في بيانها على الشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمنا لكرامة الأمة وعزتها، ودعوا بالشفاء العاجل للجرحى والإفراج عن الأسرى.
وأضافت المرجعيات في بيان لها، أن الصمود التاريخي والوحدة والإجماع حول قضية الأقصى أرغمت الاحتلال على التراجع عن قراراته الأخيرة الباطلة والظالمة بحق المسجد، راجين أن تبقى الهمة عالية ومرفوعة الرأس، لأن الطريق لا زالت طويلة وتحفها الأشواك والمكاره.
وتابع البيان، أن إجبار الاحتلال على سحب ما عرف بالبوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية وإنزال ما نصبه من جسور معدنية ومسارات هو جزء من مطالبنا العادلة، والمتمثلة بإعادة مفاتيح باب المغاربة المغتصبة منذ عام 1967، لدائرة الأوقاف الإسلامية ودخول كافة المسلمين من كافة أبواب الأقصى دون قيد أو إعاقة.
وأكدت أن دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمقدسات الإسلامية في القدس هي المسؤول المباشر عن شؤون الأقصى وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتدخل الاحتلال في أي شيء من مهامه، وثمنت المرجعيات الدينية الوقفة المشرفة للدائرة وصمود إدارتها وموظفيها وحراس الأقصى وسدنته ودائرة الأعمار فيه لنعاهدهم على أن نبقى السند والعون لهم في مواقفهم المشرفة.
وأضاف البيان، "نقدر موقف القيادة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها الملك عبدالله الثاني، وموقف القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس على دعمهم ومؤازرتهم المعهودة".
وناشدت المرجعيات الدينية الملك عبد الله الثاني صاحب الرعاية والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها الأقصى الاستمرار في استخدام كافة أوراق الضغط على هذا المحتل للجمه وكبح جماحه والحد من غطرسته.
وحيت المرجعيات القوى والفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني من المسلمين والمسيحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وكافة أبناء الشعب وقيادته ونوابه في الداخل الفلسطيني والشتات بمختلف فئاتهم وأطيافهم في وقفتهم المشرفة المعبرة عن صدق انتمائهم وحبهم الوطني المعهود، كما أكدت المرجعيات رفضها تحديد أعمار الداخلين إلى الأقصى، فالمسجد هو حق لكل المسلمين الصغير والكبير.
وطالبت دائرة الأوقاف الإسلامية إغلاق كافة المساجد في مدينة القدس يوم غد الجمعة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وختم البيان، "نحن المرجعيات الدينية نعاهدكم أن نبقى الأمناء الحريصون على مسجدنا والدفاع عنه، وندعو أبناء الشعب الفلسطيني من القدس والداخل وكل من يستطيع الوصول إليه الدخول الجماعي إلى رحابه مهللين وألسنتنا تلهج بالدعاء أن يحفظ أقصانا وقدسنا وشعبنا، بما يليق بمكانة الأقصى وتفويت الفرصة على سلطات الاحتلال المتربصة بنا وعدم العودة إلى إجراءات تعيق الوصول إلى المسجد بحرية".
أرسل تعليقك