بكين- منيب سعادة
دعا محمود العالول، نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إلى وضع حد لحالة الانفلات في التطبيع مع الاحتلال، التي بدأت تظهر في بعض الدول العربية والإسلامية، وذلك خلال ترؤسه الوفد الفلسطيني المشارك في الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية الذي عقد في مدينة "هانج تشو" الصينية، والمكون من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، وجبهة النضال الشعبي، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، وحركة المبادرة الوطنية، وبحضور قيادة الحزب الشيوعي الصيني و66 حزبا عربيا، و8 مراكز دراسات وأبحاث من 17 دولة عربية.
وحيا العالول الحزب الشيوعي الصيني، ونقل تمنيات الشعب الفلسطيني، والرئيس محمود عباس، بنجاح الدورة، والحوار، بما يسهم في تعميق العلاقة، وتجسيد التعاون والحوار بين الأحزاب العربية، والحزب الشيوعي الصيني، الذي تربطه بحركة فتح والشعب الفلسطيني علاقة صداقة وتعاون تتطور بشكل مضطرد، معبرا عن تقدير حركة فتح للجهود الصينية والحزب الشيوعي الصيني بقيادة الأمين العام "شي جين بينغ" في بناء الجسور مع الشعوب العربية، من خلال التواصل مع ممثلي القوى الشعبية ممثلة بالأحزاب والحركات السياسية في العالم العربي، داعية الأحزاب العربية إلى الاستفادة من التجربة الصينية الاشتراكية في التنمية العلمية، على مختلف الصعد، لا سيما بعدما حققته من تقدم، وإيجاد حلول لمشاكل الواقع، جعلتها نموذج يمكن الاستفادة من تجربته، بما يتناسب مع خصائص البلاد العربية، مؤكدا أن البحث الصيني المستمر عن التواصل مع الآخرين، والذهاب باتجاه المشاريع الكونية، التي تحقق التقاطع والتعاون بين الشعوب، عبر البحث عن المصالح المشتركة كمشاريع الحزام والطريق، والبحث عن التبادل الفكري، والانفتاح على الآخرين تحت عنوان "يدا بيد نحو عالم أفضل للبشرية" هو أحد النماذج التي تستوجب الاستلهام، والمشاركة بها، بما تشكله من نموذج لتلك التوجهات الباحثة عن سعادة الشعوب، مؤكدا ضرورة أن تأخذ الأحزاب العربية دورها لأن تكون المجتمعات العربية جزءا من تلك التوجهات الهادفة إلى سعادة البشرية، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب أولا إرساء مناخ موائم يقوم على إيجاد حلول لمشكلات وتحديات الواقع، وفي مقدمتها إنجاز قواعد الحرية، والاستقلال، والخلاص النهائي من الاحتلال، وإرساء أسس العدالة والمساواة، معبرا عن تقدير حركة فتح لمبادرة الحزب الشيوعي الصيني الصديق لمأسسة فكرة التعاون والحوار وتبادل الخبرات مع أحزاب العالم العربي، وإكسابها صفة الاستمرارية لما له من أثر في تعزيز نقاط التقاطع والالتقاء.
وأردف العالول أن فلسطين ما زالت تعاني من آخر احتلال في التاريخ الحديث، يمارس كل أنواع القمع والجرائم والتمييز العنصري ضد الأرض والإنسان والمقدسات، كما استعرض العالول واقع الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن هناك ما يزيد على سبعة آلاف معتقل في سجون الاحتلال، وكذلك حصار شعبنا وتحديدا قطاع غزة، الذي يتعرض للحصار، والعدوان، والحروب والقصف الدائم، في تحد للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وفي ظل حماية كاملة من الإدارة الأميركية، التي لا تتردد في استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يدين جرائم الاحتلال، وكذلك عبر الدعم الأميركي السخي على مختلف المستويات المادية والعسكرية لحكومة الاحتلال، واتخاذ قرارات من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنسف أي إمكانية لإيجاد حل للصراع، على قواعد الشرعية الدولية سواء كان من خلال نقل السفارة الأميركية للقدس، أو موقفه من الأونروا، أو المستعمرات الإسرائيلية، تحت سقف ما يطلق عليه ترامب "صفقة القرن" التي تشكل غطاء للاحتلال، داعيا إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم، للتصدي للغطرسة الأميركية، التي لم يعد من الممكن الصمت عليها، في ظل استغوالها في كل العالم، عبر ابتزاز مالي، وعقوبات مالية، وحروب تجارية، أو ما يسمى بصفقة القرن، لا تستند جميعها إلى المرجعيات الدولية، مؤكدا موقف القيادة الفلسطينية، بأن الولايات المتحدة الأميركية جهة غير مؤهلة لرعاية أي عملية سلام، ودعوة العالم إلى إيجاد مرجعية دولية جديدة متعددة المكونات، بما في ذلك الأصدقاء في الصين الشعبية، مؤكدا استمرار جهود القيادة الفلسطينية في الدعوة إلى تنظيم مؤتمر دولي يسهم في إيقاف العدوان، ويسهم في إرساء العدالة للشعب الفلسطيني، داعيا كل محبي الحرية والسلام في العالم للتصدي الفعال لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والسعي نحو إقامة سلام أجمع عليه العالم، يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس، ووقف الاستيطان، وإزالة المستعمرات، وعودة اللاجئين، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأكد العالول تطلع القيادة الفلسطينية لكي تلعب الصين الشعبية من خلال حجمها، وتأثيرها، وتوازن علاقاتها دور نحو إنهاء الاحتلال، مؤكدا أن مبادرة "شي جين بينغ" تشكل أرضية مناسبة لإطلاق عملية سلام حقيقية وعادلة.
وختم العالول خطابه بشكر الحزب الشيوعي الصيني على تنظيمه للمؤتمر، مشيرا إلى أنه يشكل فرصة جوهرية للأحزاب العربية من أجل استثمارها لإطلاق حوار بين القوى الشعبية العربية، والأحزاب لأخذ دورها لمواجهة التحديات التي تعصف بالعالم العربي، وفي مقدمتها حالة الانفلات في التطبيع مع الاحتلال، بما يخالف أسس المبادرة العربية، وجوهر عملية السلام.
أرسل تعليقك