رام الله ـ ناصر الأسعد
تصادف اليوم السادس عشر مِن أبريل/ نيسان مع الذكرى الثلاثين لمقتل "أمير الشهداء" خليل الوزير "أبوجهاد"، وهو مهندس الانتفاضة الأولى عام 1987، وأول من رسم برنامجها في رسالته الشهيرة يوم 27/3/1988، بعنوان: "لنستمر في الهجوم.. لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة.. لا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير الفلسطينيّة".
وقتلت إسرائيل أبوجهاد في تونس عام 1988، فجر السادس عشر من نيسان/ أبريل.
وكانت فرق "كوماندوز" إسرائيلية وصلت إلى شاطئ تونس لتنفيذ مهمة اغتيال "أبوجهاد" على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة.
واقتحمت إحدى الخلايا البيت بعد تسللها للمنطقة، وقتلت حارس الشهيد أبوجهاد، وتقدمت أخرى مسرعة للبحث عنه، فسمع ضجة في المنزل وذهب ليستطلع الأمر، وإذا بسبعين رصاصة تخترق جسده ليتوج "أميرا لشهداء فلسطين".
دُفن "أبوجهاد" في العشرين من نيسان/ أبريل 1988 في دمشق، في مسيرة حاشدة غصت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول الذي فرضه الاحتلال، الجماهير الفلسطينية من تنظيم المسيرات الغاضبة والرمزية وفاء للشهيد.
ولد خليل إبراهيم محمود الوزير في 10 تشرين الأول العام 1935 في الرملة التي غادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع عائلته، وهو متزوج وله خمسة أبناء.
ودرس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى العام 1963، وهناك تعرف إلى ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.
وفي العام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر، وسمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب، كما حصل خلال هذه المدة على إذن من الحكومة بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.
غادر أبوجهاد الجزائر العام 1965 إلى دمشق، حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكُلف بالمسؤولية عن العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين.
وشارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى، وتولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.
وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة ما بين 1976-1982 عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت العام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
وتسلم القائد أبوجهاد خلال حياته مواقع قيادية عدة، فكان عضو المجلس الوطني الفلسطيني خلال معظم دوراته، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، كما يعتبر مهندس الانتفاضة وواحدا من أشد القادة المتحمسين لها.
بعد حصار بيروت العام 1982 وخروج كادر وقوات الثورة من المدينة عاد الوزير، مع رفيق دربه ياسر عرفات إلى مدينة طرابلس ليقودا معركة الدفاع عن معاقل الثورة في مواجهة المنشقين، وبعد الخروج من طرابلس توجه أبوجهاد إلى تونس حيث مقر المنظمة ومقر إقامة أسرته، ومن هناك أصبح دائم التجوال بين العواصم العربية للوقوف عن كثب على أحوال القوات الفلسطينية المنتشرة في تلك البلدان، وكان من عادته أنه لا يمكث في تونس بين أهله، سوى بضعة أيام، لكنه مكث 15 يوما في الزيارة الأخيرة له في ربيع 1988.
أرسل تعليقك