غزة - محمد مرتجى
أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنّ وثيقة "حماس" الجديدة تحمل تناقضات كثيرة، مشددًا على أنّ الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومبيّنًا أنّه "ليس أمامنا، نحن والعالم، خيار آخر إلا الحل السلمي، لا توجد خيارات أخرى، والخيارات العسكرية، أعتقد أنها ابتعدت كثيرًا عن الأفق وانتهت".
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، في وقت سابق، في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، وثيقة سياسية جديدة للحركة حملت عنوان "وثيقة المبادئ والسياسات العامة"، وتضمنت التأكيد على قبول "حماس" بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الرئيس عباس إلى أنّه "عندما نتحدث عن الحل السلمي، نجد أن الأمم المتحدة كلها، كل دول العالم معنا، والدول العظمى كلها معنا، وأوروبا معنا، وغالبية الشعب الإسرائيلي معنا، وهذا مهم"، معربًا عن تطلعه إلى دور أميركي نزيه في عملية السلام، نافيا أن تكون إدارة الرئيس ترامب قد طلبت من القيادة الفلسطينية إدخال تعديلات على مبادرة السلامِ العربية، ومؤكّدًا أن الاستيطان غير شرعي ويخالف القوانين الدولية.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، أنّ "وثيقة حركة حماس الجديدة تمثل صفحة جديدة نحو الوحدة وحل القضية الفلسطينية أو التوافق بين حركتي حماس وفتح"، داعيًا إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، ومؤكداً أنه لا سلام في المنطقة طالما بقيت قضية فلسطين والقدس دون حل، وشدد على ضرورة أن تتراجع الولايات المتحدة الأميركية عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، مبيناً أن تركيا ترفض ذلك.
ولفت أردوغان إلى أن "الطريق الوحيد للحل هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود 1967.ولهذا يجب ممارسة ضغوط على إسرائيل"، موضحًا أنّ "مدينة القدس ملتقى الأديان السماوية الثلاثة وهي بمثابة البوصلة والساعة الزمنية والمكانية"، ومؤكدا ان "مدينة القدس هي العشق والسعادة والسرور ولها مكانة خاصة في الإسلام فهي القبلة الأولى ومدينة الإسراء والمعراج".
وأضاف أردوغان أنّ "القدس، شقيقة إسطنبول وهي مدينة الأنبياء والقديسين هذه المدينة التاريخية هي عاصمة دولة فلسطين ومن هنا من تركيا أرسل بتحياتي إلى جميع الضحايا والمظلومين الذين هم دائما في قلوبنا وأعيننا . تحياتي من هنا للشبان الفلسطينيين الأبطال، وكل تقديري وسلامي لسيدات فلسطين ونسائها هؤلاء السيدات - سيدات رام الله وغزة والقدس هن أمهاتنا وأخواتنا وشرفنا ، كما أوجه تحياتي للإخوة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون ويذرفون الدموع منذ عقود في شتى بقاع العالم ، كما أتقدم بجزيل التقدير والحب لكل من يحمل هم القدس وهم القضية الفلسطينية في كل دول العالم، في الـ 15 من تموز، شاهدنا تضامن إخوتنا في غزة معنا كما شاهدناهم في شوارع الخليل، ونابلس وفي كل مكان شاهدنا وقوفهم إلى جانبنا وتضامنهم مع شعبنا وأمتنا في تلك الليلة، أشكر كل واحد منهم وأقف اليوم مع ضيوف دولتي الفلسطينيين لأعلن تضامني معكم في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأعتبر إقامة هذا المؤتمر في إسطنبول مبعثا للفخر لنا ولدولتنا، المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى وعلى جميع المسلمين أن يتمسكوا بقضيته ويحملوا هم حماية المقدسات مع الطفل الفلسطيني الذي يقوم بحمايتها بالحجر الذي يحمله بيده، القدس هي مسقط رأس الكثير من الأنبياء، وهي مكان مقدس بالنسبة لكافة الأديان منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام وهي دار السلام وعلينا أن نعيد السلام لها ولأهلها إن تاريخ القدس هو مرآة تاريخ البشرية وهو تلخيص للتاريخ البشري كما أن القدس بوابة الأرض للسماء ".
وتابع أردوغان أنه يجب على جميع المسلمين زيارة مدينة القدس وزيارة الأوقاف الإسلامية، مشيراً إلى أن 26 ألف تركي يزورون القدس سنويا، مبيّنًا أن "تركيا تبذل قصارى جهودها لأجل القضية الفلسطينية في إحلال السلام وتعود مدينة القدس حاضنة للأديان السماوية، نتطلع إلى اتخاذ الخطوات الفورية اللازمة لإعادة الأراضي التاريخية التي يملكها الفلسطينيون، فضلًا عن رفع الضغوط الممارسة ضدهم. ولن نقف صامتين حيال الممارسات والانتهاكات التي تقيد عبادة المسلمين وتضر بقداسة المسجد الأقصى"، وعن مشروع قانون تقييد الآذان المطروح في إسرائيل كشف أنّ "مثل هذه المناقشات التي تعزز الإقصاء وتضع حرية الدين والمعتقد تحت الأقدام لا تفيد أحدًا. لقد أوصلنا مخاوفنا والنتائج الخطيرة التي قد تنجم عن إقرار هذا المشروع إلى المسؤولين الإسرائيليين".
أرسل تعليقك