غزة – محمد حبيب
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، اعتزام حركته لإجراء انتخابات داخلية خلال العام المقبل لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بدلاً منه. وقال مشعل خلال كلمة له في ندوة سياسية بعنوان "التحولات بالحركات الإسلامية" عقدت في العاصمة القطرية الدوحة مساء السبت: إسماعيل هنية رئيس وزراء سابق وهذا نموذج فلسطيني نفخر به، ولا بأس أن يكون خالد مشعل رئيس مكتب سياسي سابق لحركة حماس، مضيفاً سأترك الفرصة للشباب وعلى القائد أن يترجل وهو قادر".
وأشار إلى أن المطلوب في هذه المرحلة يتمثل بالمرونة بشرط عدم الخضوع لشروط الآخرين، مبينًا أن حركته تعلمت الدروس مما حدث في الداخل والخارج. وفيما يتعلق بالمقاومة أكد مشعل، أن المقاومة أصبحت أقوى من ذي قبل وتمتلك من السلاح أضاف ما كانت تمتلكه قبل العدوان الأخير على قطاع غزة.
ولفت إلى أن مقاومة الشعب الفلسطيني ذاتية ومستمرة باستمرار الاحتلال، منوهًا على أن حماس ليست نمطا تقليديا بالحركات الإسلامية لأنها بالأصل حركة مقاومة وتحرر من الاحتلال. ونوه إلى أن حماس "تنحاز لتطلعات الشعوب باعتبارها حركة شعبية في الأساس ولم تنحاز إلى أنظمة ضد شعوبها"، مشددًا على أن التحدي أمام الإسلاميين يمثل القدرة على الحفاظ على الشراكة مع الغير.
وأضاف مشعل: "حماس تأثرت بالتحولات التي أفرزتها ثورات "الربيع العربي"، وربما كان فوزنا في انتخابات 2006 خطوة مبكّرة في حالة "الربيع العربي"، وما واجهته من ثورة مضادة". وذكر مشعل أن المقاومة- وإن كانت تأثرت إيجابًا وسلبًا من "الربيع العربي" و"الثورات المضادة" فهي تتميز بأن مقاومة ذاتية مرتبطة بوجود الاحتلال تحسنت الظروف أو ساءت.
واستطرد مشعل: "أصبح إسماعيل هنية "أبو العبد" رئيس وزراء سابق ، فليكن خالد مشعل رئيس مكتب سياسي سابق".." لا ينبغي أن نلوم الآخرين ولا نطبق النموذج على أنفسنا، ولا يصح للحركات الاسلامية أن تشيخ قياداتها في المنصب، وهذا يكون فيه فرصة للحيوية الداخلية".
وكان قد أكد مشعل، تأثر الحركة بالتحولات التي أفرزتها "ثورات الربيع العربي"، لكنه قال إن "مقاومتنا ذاتية ليست موسمية ولا عالة على الظروف الإقليمية وإن كنا نتأثر بها.. وحماس هي حركة مقاومة، حركة تحرر وطني معركتها الأساسية ضد الاحتلال، هي ضد الاحتلال، لكن بلا شك هي ذات فكر إسلامي ولها أداؤها السياسي؛ وتجربة حماس كانت ملهمة للدول العربية، حماس قدمت نموذجين للأمة، المقاومة والبطولات ثم النموذج الشعبي، كيف يواجه الطفل الدبابة، حيث أدى إلى إعطاء نموذج بإمكانية مواجهة القمع والسلطات".
ولفت إلى أن الحركة لم تحصر نفسها بمحور "وطرقنا باب الجميع بما في ذلك دول الاعتدال لأننا نؤمن أن قضية الأمة لا بد أن تكون فلسطين، وأننا لسنا جزءا من التقسيمات في المنطقة". وشدد على أن "ما لدينا من سلاح للمقاومة هو أضعاف أضعاف ما كان لدينا سابقا في حرب العص المأكول". وذكر أن "حماس لا تنفرد بقرار الحرب، وفتح لا تنفرد بقرار التسوية، لا برنامجي ولا برنامجك، القرار السياسي والنضالي قرار وطني لكن للأسف لا تطبيق لذلك".
وبيَّن مشعل: "حماس تعاملت في مرحلة الربيع العربي بالالتفات للذات، بالحرص على ترتيب البيت الفلسطيني، كما أنها تنازلت لاحقا عن الحكومة وأصبح أبو العبد "إسماعيل" هنية رئيس وزراء سابق". وتابع مشعل: "حين زاود البعض في الانتخابات "البلدية" قلنا مرحبا رغم أنه أخذ دون مشاورتنا، وعندما قررنا المشاركة أجلوا الانتخابات".
وعلى الصعيد العربي، قال مشعل إن حركة حماس: "بقيت على نفس سياسة عدم التدخل عقب الربيع العربي، وحرصنا على محاولة التخفيف من الاستقطاب الطائفي رغم إدراكنا لمعاناة الشعوب من التأطيرات الطائفية والتدخلات الخارجية.. ندير علاقتنا السياسية بدقة وحذر بما يمزج بين المصالح وقيمنا ومبادئنا والتأكيد على أن قضية فلسطين قضية الأمة المركزية".
أرسل تعليقك