غزة – محمد حبيب
قرر ذوو الشهداء المقدسيين المحتجزة جثاميهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي التوجه إلى محكمة الاحتلال العليا، جراء مماطلة إسرائيل بتسليم جثامين أبنائهم منذ أكثر من خمسة أشهر على التوالي، ووصل عددهم، الثلاثاء، إلى 15 جثمانًا محتجزًا. وطالبوا خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، بالإفراج الفوري عن كامل الجثامين المحتجزة فورًا، ومن دون أي تأخير وبشروط مناسبة للثقافة والدين الحنيف، مؤكدين رفضهم التام لكل محاولات الابتزاز والاستفراد بذوي الشهداء المقدسيين، وفرض شروط مهينة وغير إنسانية. وأعلنوا رفضهم الكامل لاستلام جثامين الشهداء وهم في وضع لا يسمح بدفنه، بسبب طبقة الصقيع التي تحيط بالجثمان، والتوجه إلى خيار المحكمة العليا في قضية التأخير في تسليم الجثامين والشروط المفروضة.
وأشاروا إلى التوجه للمؤسسات والمحافل الدولية لطرح هذا الملف، وفضح الاحتلال باعتباره يخالف القانون الدولي الإنساني باحتجاز الجثامين، مطالبين بضرورة مواصلة الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشتى الوسائل المتاحة للإفراج عن جثامين الشهداء. ودعوا المجتمع المقدسي والفلسطيني عمومًا للالتفاف حول ذوي الشهداء والحملة الشعبية في معركتهم الإنسانية لاستعادة جثامين الشهداء، والعمل على تشكيل طاقم قانوني فلسطيني متخصص لإعداد ملفات بهذا الخصوص، وتقديمها إلى محكمة الجنايات والمحاكم الدولية، مطالبين الإعلام باعتبار قضية الجثامين قضية إنسانية يجب أن تحتل مساحة معقولة في كل تغطية إعلامية.
واعتبر حقوقي فلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي يرمي من وراء مواصلة احتجازه جثامين عدد من الشهداء المقدسيين، إلى الانتقام من ذويهم، باعتبار أن أبناءهم كانوا بمثابة "وقود انتفاضة القدس" المندلعة منذ مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي. وأضاف محامي مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان محمد محمود، "أن الاحتلال يعدّ بأن سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، تشكّل عامل ردعٍ للآخرين، خاصة المقدسيين، لأن الجثامين المحتجزة جميعها لمقدسيين فقط".
ولفت المحامي محمود إلى أن الاحتلال أفرج عن جثامين عدد من الشهداء الفلسطينيين بعد احتجازها لأيام وأشهر، غير أنه في كل مرة يزيد قسوة على ذوي الشهداء ويصعّب شروطه. وأضاف محمود "تعنّت الاحتلال لا يدلّ إلا على النقمة ودافع الانتقام من هؤلاء الشهداء المقدسيين الذين يعدّهم وقود انتفاضة القدس المستمرّة حتى اليوم". وتوقّع الحقوقي الفلسطيني إفراج الاحتلال عن جثامين عدد من الشهداء المقدسيين خلال الأسبوع المقبل.
ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إلى إلزام السلطات الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن جثامين الشهداء المُحتجزة منذ أكثر من أربعة أشهر. وأضاف خلال سلسلة لقاءات جمعته بمسؤولين أمميين ودبلوماسيين أجانب، أن العقوبات الجماعية الإسرائيلية باتت تُمارس على الأموات والأحياء على حد سواء.
ومن الشهداء المحتجزة جثاميهم، "ثائر أبو غزالة، حسن مناصرة، بهاء عليان، علاء أبو جمل، معتز عويسات، محمد نمر، عمر اسكافي، عبد المحسن حسونة، محمد أبو خلف"، وجميعهم من مدينة القدس المحتلة.


أرسل تعليقك