نظم تحالف "السلام" الفلسطيني في مدينة غزة لقاءً سياسيًا حول المستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل الخروج من الحالة الراهنة ومشاركة ممثلي الفصائل وشخصيات وكتاب ومحللين بالشراكة مع مؤسسة ألوف بالمة السويدية.
واعتبر المتحدثون أن الهبة الجماهيرية في الأراضي الفلسطينية تشكل مكسبًا وسندًا قويًا للقيادة وتكشف عن حيوية الشارع ونضوجه الفكري والوطني.
وأكد المتحدثون أن الوقت الآن مهيأ لإنهاء حالة الانقسام السياسي وتجسيد الوحدة مضيفين أنه لا مبرر للقيادات الاستمرار في الانقسام وعدم التوصل إلى حل ينهي هذه الحالة التي أثقلت كاهل الشعب وزادت من أوجاعه.
وحذر المتحدثون من مغبة إقدام البعض على تجيير هذه الحالة لمصلحته الحزبية وتجاوز المصلحة الوطنية.
وتحدث خلال اللقاء كلٌ من الكاتب والمحلل السياسي الدكتور وجيه أبو ظريفة والمحلل السياسي طلال عوكل وأستاذ العلوم السياسية الدكتور إبراهيم أبراش.
وقال طلال عوكل إننا أمام هبة وليس أمام انتفاضة، مؤكدًا أن الرئيس محمود عباس كان يريد هبة وتحرك شعبي ليؤكد ما جاء في خطابه في الأمم المتحدة ويكون له مصداقية، مؤكدًا أن الهبة كانت مطلوبة وهناك إمكانية للسيطرة عليها، سيما وأن عقل القيادة الفلسطينية غير ذاهب على مربع الاشتباك المفتوح.
وأردف عوكل في كلمة له أن التجاهل الدولي للقضية الفلسطينية أثّر على موقف الرئيس عباس وهذا ما دفعه إلى التصعيد في خطابه، متوقعًا حدوث تغيير بعد الهبة وهذا مرتبط بالتحرك الدولي.
وقال إن الطرفين حريصان على عدم الانتقال إلى مرحلة الصراع المفتوح، رغم أن كل الخيارات مفتوحة بالنسبة لإسرائيل للتعامل مع الواقع الحالي في وقت أن السلطة معنية بإنهاء الهبة بدون تدمير وتخريب.
ودعا عوكل إلى وضع التزامات على الأميركيين والرباعية الدولية ضمان الوصول إلى مرحلة تفاوضية مسقوفة بسقف زمني وتحقيق المطالب الفلسطينية.
وأوضح أبو ظريفة أن نتائج الحرب الأخيرة شجعت نتنياهو على المزيد من التطرف وإدارة الظهر للحل ظنًا منه أنه حقق انتصارًا واستبدال الحل السياسي ببعض المزايا الاقتصادية لسكان الضفة الغربية.
وأضاف أبو ظريفة في كلمة له أن الشعب الفلسطيني وصل إلى استنتاج باستحالة الوصول إلى حل سياسي مع إسرائيل من خلال المفاوضات سيما مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما دفع المواطنين إلى التمرد والانخراط في الهبة الشعبية.
وقال أبو ظريفة إن الهبة أكدت على الفشل الاستخباري الإسرائيلي لعدم قدرتها على مواجهة الهبة والسيطرة عليها وتوقع حدتها سيما تنفيذ العديد من الشباب عمليات من داخل وفي القدس.
وأكد أبو ظريفة أن إسرائيل تدرك أن عمليات الإعدام التي تمارسها ضد المنتفضين لا يمكن أن تنهي الهبة والانتفاضة.
وأضاف أن الحالة أصابت الشارع الإسرائيلي بالإرباك لأن الأحداث والعمليات الفردية وصلت إلى العمق الإسرائيلي، مبينًا أن زيادة حدة الرد الإسرائيلي سيقابله تأجيج للانتفاضة واتساع رقعتها.
وتابع أبو ظريفة أن الهبة الشعبية أثبتت أن كل المستوطنين في الضفة في خطر شديد ولا يمكن لهم أن يرتاحوا وهم يغتصبوا أراضي الفلسطينيين.
وأشار إلى أن إسرائيل تخشى توسيع الانتفاضة وتطويرها إلى حد استخدام السلاح ومشاركة الأجهزة الأمنية في الانتفاضة وفي الدفاع والتصدي لهجمات المستوطنين.
وقال أبو ظريفة يجب عقد الإطار القيادي ل م ت ف وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني ووقف الحملات الإعلامية والتراشق الإعلامي .
وفي كلمة له قال أبراش أن الشعب الفلسطيني في حالة حرب ومواجهة مستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الوتيرة تعلو وتخفض بين الحين والآخر.
ولفت إلى أن الإرباك يتملك الأحزاب السياسية لعدم قدرتها حتى الآن لوضع رؤية إستراتيجية لإدارتها والتعامل معها سيما وأنها انطلقت بدون مقدمات وقرارات.
وأضاف أن ما يميز الهبة الحالية أنها انطلقت من القدس وأراضي 48 حيث لا توجد سلطة وطنية، معتبرًا أن الأحداث الحالية تختلف عن الانتفاضيتين السابقتين على الصعيد المحلي والعربي والدولي.
وتابع أبراش أن الانتفاضة حققت الكثير وأهم ما ميزها أنها انطلقت بشكل متزامن في كل المناطق كما أن إسرائيل تخشى انتفاضة 6 مليون فلسطيني يعيشون على أرض فلسطين.وقال أبراش إن الانتفاضة الحالية انطلقت من أجل تحقيق أهداف، ويجب أن يكون لها عنوان.
وعّبر عن خشيته على الانتفاضة من مناكفات داخلية قد تحدث في كل لحظة، إضافة إلى ضغوط عربية تمارس من أجل إخمادها كما حصل مع انتفاضة 1936، مطالبًا برؤية عقلانية للانتفاضة من حيث الأدوات المستخدمة ومن حيث الأهداف.
أرسل تعليقك