غزة – محمد حبيب
انتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الأربعاء بشكل كبير في منطقة صور باهر القريبة من المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، لتأمين زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما تجمهر المقدسيون في المنطقة للتصدي لزيارة نتنياهو الاستفزازية.
في السياق ذاته، اقتحم الحاخام اليهودي المتطرف يهود غليك المسجد الأقصى برفقة عدد من المستوطنين بالتزامن مع زيارة نتنياهو لصور باهر، فيما تصدى له المرابطون في المسجد الأقصى، وأصيب عدد منهم جراء الاعتداء عليهم من جنود الاحتلال.
وكان مكتب نتنياهو أعلن أمس عن نيته زيارة المناطق "الحساسة" في مدينة القدس، والتي يتم فيها إطلاق الحجارة على المستوطنين، على خلفية الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية خلال ما يسمى بعيد رأس السنة العبرية.
وحلقت طائرة عامودية في أجواء مدينة القدس على ارتفاع منخفض، وتحديدًا فوق البلدة القديمة ومنطقة الشيخ جراح.
ونصبت قوات الاحتلال خيمة كبيرة استعملتها كـ "غرفة عمليات" مفتوحة لمراقبة الطرق ولتأمين هذه الزيارة.
ومنذ فجر الاربعاء، فرضت حصار شامل على البلدة القديمة من المدينة و محيط المسجد الأقصى المبارك، و نصبت الحواجز على مداخلها.
من جهته ندد رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ رائد صلاح ، اقتحام نتنياهو لباحات الأقصى المبارك، مؤكدًا أن هذه الزيارة بمنزلة إعلان حرب على الأقصى، وإسدال الستار عن الحلقة الأخيرة في مشهد التهويد والتقسيم.
وقال صلاح إن "نتنياهو يقود حربًا على الأقصى، مشددًا على أن ما يحدث في المسجد هي حالة حرب حقيقية يشنها الاحتلال ضده بغرض استئصال وجوده".
وأشار إلى أن "إسرائيل" بدأت فعليًا في اللمسات الأخيرة لمشهد التقسيم الزماني والمكاني، على غرار ما فعلته في الحرم الإبراهيمي قبل عدة قرون، وهو مؤشر خطير للغاية يهدد إسلامية وعروبية المسجد ووجوده.
وأضاف صلاح أن الأقصى يشهد غليانًا كبيرًا ، مؤكدًا أن رقعة المواجهة لن تتوقف عند حدود أسوار المدينة، بل ستتخطاها إلى كل العالم، منوهًا إلى أن المدينة تنذر بانتفاضة حقيقية ستهدد أمن المنطقة برمتها نظرًا لما يقوم به الاحتلال ضد المدينة.
وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن غيه وعدوانه، واستمراره في استفزاز مشاعر المسلمين نحو العالم. وحذر الشيخ صلاح من تمادي الاحتلال، مؤكدًا أنه سيفجر المنطقة بأسرها، خاصة بما تشهده الساحة الفلسطينية من توتر تتحمل مسؤوليته "إسرائيل"، وقابلة لأن تقود انتفاضة لن يتنبأ أحد بمآلاتها".
وشدد على أن المقدسيين يقومون بواجبهم اتجاه مدينتهم المقدسة، وعلى الجميع أن يلتحم معهم ومع تطلعاتهم والوقوف إلى جانبهم في وجه الظلم الذي يتعرضون له على يد الاحتلال.
ودعا صلاح فلسطينو الضفة والقطاع والداخل، إلى هبة شعبية كبيرة لنصرة الأقصى، معربًا عن أسفه حيال ضعف ردة الموقف العربي على مستوييه الرسمي والشعبي، وحث المؤسسات التي تعنى بقضية القدس، إلى ضرورة تفعيل دورها العاجل لإنقاذ المدينة.
أرسل تعليقك