غزة – محمد حبيب
توفي رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي السابق مائير داغان 71 عامًا ، بعد صراع مع مرض السرطان، حيث تسلم داغان العديد من المناصب الأمنية والعسكرية المهمة كان آخرها ترأسه الموساد، ومائير داغان من مواليد اوكرانيا عام 1945 وقدم إلى إسرائيل مع عائلته وهو بجيل 5 سنوات، وفي عام 1963 بدأ الخدمة العسكرية في لواء المظليين للجيش الاسرائيلي والتي انتهت به لرئاسة جهاز "الموساد"، وشارك في حرب 67 في سيناء وكان قائد وحدة مقاتلة، وفي عام 1970 شكَّل وحدة المستعربين "ريمون" والتي كانت تعمل في قطاع غزة، وتحت قيادة شارون الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي، وكانت مهام هذه الوحدة محاربة الخلايا الفلسطينية التي كانت منتشرة وتعمل في قطاع غزة، وكان لهذه الوحدة دور مهم في عمليات الاعتقال والاغتيال التي نفذها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، ضد العديد من نشطاء التنظيمات الفلسطينية في الفترة الواقعة بين عام 1970 و1973.
وفي حرب أكتوبر عام 73 كان يدرس في الكلية العسكرية للقيادة والأركان، قد التحق في القتال في سيناء وشارك في قطع قناة السويس مع شارون والتي قادت الى حصار الجيش المصري الثاني، وشارك في حرب لبنان الأولى عام 1982 وكان يقود وقتها الفرقة المدرعة "بارك"، وكان من أول قادة الفرق التي دخلت العاصمة بيروت، وبعد ذلك تم تعينه لقيادة وحدة الاتصال مع لبنان.
داغان يعتبر من أحد المؤسسين لجيش جنوب لبنان الذي كان يتعاون بشكل كامل مع الجيش الإسرائيلي، وأشرف على تشكيل أجهزة الأمن لهذا الجيش خاصة الجهاز الذي يشبه جهاز "الشاباك" في إسرائيل، وكان له دور كبير في نشاط هذا الجهاز والعمليات التي نفذها في لبنان بشكل عام وجنوبه بشكل خاص.
في عام 1991 عين مساعدًا لقائد الجيش الاسرائيلي لشؤون الانتفاضة الفلسطينية، وبعد عام تسلم قيادة وحدة العمليات في الجيش الاسرائيلي وتم ترقيته لرتبة عميد وكان تحت قيادة ايهود باراك الذي كان وقتها يشغل منصب قائد الجيش، وفي عام 1995 خرج من الجيش الإسرائيلي نتيجة عدم تسلمه قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي، منهيا خدمة 32 سنة في الجيش والذي اصيب خلالها مرتين وحصل على اوسمة خاصة عندما هاجم فلسطيني كان يحمل قنبلة يدوية جاهزة للانفجار.
بعد خروجه من الجيش عمل داغان كمستشار لشؤون محاربة التطرف إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي رابين ومن ثم نتنياهو، وفي عام 2000 انضم إلى الحملة الاسرائيلية المناهضة للانسحاب من الجولان السوري المحتل وانضم وقتها إلى حزب "الليكود"، وفي عام 2001 كان رئيس الحملة الانتخابية لشارون في انتخابات الكنيست، وبعد نجاح شارون عينه كمسؤول ملف المفاوضات الأمنية مع الجانب الفلسطيني.
وفي عام 2002 جرى تعينه كرئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" الإسرائيلي من قبل رئيس الوزراء انذاك شارون، وجرى تمديد ولاياته بعد ذلك من قبل ايهود اولمرت ومن ثم بنيامين نتنياهو، وانهى خدماته كرئيس لجهاز "الموساد" عام 2011، وينسب له وفقًا إلى مصادر مختلفة بأنه وقف خلف العديد من عمليات الاغتيال التي وقعت خلال تسلمه إلى هذا المنصب، ضد قيادات من حزب الله اللبناني وكذلك قيادات لحركة حماس، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من العمليات التي كان لها تأثير كبير على ضرب قدرات التنظيمات الفلسطينية العسكرية.
وبعد خروجه من "الموساد" والمرض الذي أصابه وإجراء عملية زرع كبد عام 2012 في بلروسيا، خرج بالعديد من التصريحات والتي كان أخرها بأنه بات يخاف على "دولة إسرائيل" من القيادة السياسية الحالية.
أرسل تعليقك