متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة وباءين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

السلطة تلجأ إلى اللجان الشعبية لبسط نفوذها على مناطق خارج سيطرتها

متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة "وباءين"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة "وباءين"

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية
رام الله ـ فلسطين اليوم

يقف متطوعون على حواجز شبه رسمية من مناطق واسعة في الأرياف في الضفة الغربية من أجل ضبط حركة المواطنين هناك، في محاولة قل نظيرها، من أجل دعم جهود السلطة الرسمية في مواجهة فيروس «كورونا المستجد». إنهم يدركون سلفاً ما قاله رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، حتى قبل أن يقوله: «ليس لدينا جيش لننشره في كل مكان، لذلك نراهن على الناس».

ولجأت السلطة الفلسطينية إلى لجان الإسناد التنظيمية والشعبية في هذه المناطق، لأسباب كثيرة، أولها أن كثيراً منها ليس تحت سيطرة السلطة، ولأنها كبيرة وممتدة وقريبة من المستوطنات والشوارع الالتفافية التي تسيطر عليها الحكومة الإسرائيلية، وإيماناً بقدرة أبناء كل منطقة على الإحاطة بكل كبيرة وصغيرة فيها.

الفكرة بسيطة، وتستند على المساعدة في ضبط حركة المواطنين. لكن مع ازدياد حجم الإصابات في هذه الأرياف التي يقع غالبيتها في المنطقة «ج» التي تشكل ثلثي مساحة الضفة، وجدت لجان الطوارئ نفسها أمام مسؤولية كبيرة ومعقدة لا تبدأ وتنتهي بضبط الحركة، بل التعامل مع احتياجات هذه المناطق الكثيرة، وصولاً إلى التحدي الأكبر الماثل الآن في محاصرة عودة العمال الفلسطينيين وحجرهم.

«نعرف إمكانيات السلطة، وهي لا يمكن أن تغطي كل المناطق؛ إذ ليس هنالك جيش كبير ولا سيادة كاملة. هنا يوجد الاحتلال أيضاً الذي يحاول تدمير كل الجهود»، هذه الصورة التي رسمها راتب عبيات، رئيس مجلس محلي هندازة بريضعة، في محافظة بيت لحم، التي تئن تحت إغلاق محكم منذ 34 يوماً.

وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لذلك نعتبر أنفسنا جميعاً في خضم معركة وطنية لنا جنودها من أجل إسناد العمل الرسمي وسد الثغرات»، عبيات هو رئيس لجنة الطوارئ المشكلة في المنطقة، وهي لجنة تضم متطوعين وأفراداً من الأجهزة الأمنية من أبناء المنطقة تم فرزهم من أجهزتهم من أجل دعم رسمي لعمل هذه اللجان. يعمل تحت إمرته عشرات المتطوعين مثل خلية النحل للسيطرة على المنطقة التي يسكن فيها نحو 10 ألف نسمة، ويتوقع أن يعود إليها مئات العمال الفلسطينيين. وقبل نحو أسبوعين، وضع عبيات ورفاقه خطة من أجل إغلاق المنطقة، وفوراً وافقت السلطة عليها.

اليوم يجهدون جميعاً في مواجهة «الخطر» المرتقب مع عودة العمال. وقال: «العمال هم أهلنا وأحبتنا، لكنهم يشكلون اليوم التحدي الأكبر ليس للسلطة فقط ولكن للمجتمع كله». وأضاف: «الحاجة للعمل بالطبع والدخل العالي وربما مستوى الثقافة لدى البعض منهم يجعلنا أمام مشكلة. جزء منهم يفضل التهرب من الحواجز الرسمية عبر الأودية والجبال من أجل لا يخضع للفحوصات أو الحجر. التجربة كانت صعبة في قرى القدس ورام الله ولا نريد تكرارها هنا».

في قرى أخرى مثل بدو وقطنة تسبب عمال في جعلها موبوءة بالكامل، بعدما استهتروا بكل إجراءات الوقاية المطلوبة؛ ليس سرّاً أنه منذ بدء العمال بالعودة إلى الضفة الغربية، تضاعفت أعداد المصابين إذ شكلوا مع مخالطيهم ما نسبته 73 في المائة من المصابين. وفي محاولة لعدم تكرار ما حدث في مناطق أخرى، يبذل عبيات ورفاقه جهوداً تفوق إمكانيات الأجهزة المدنية بالعادة من أجل إعداد كشوفات للعمال في إسرائيل، والحصول على أرقامهم ومخاطبتهم قبل العودة وأثناء وبعد عودتهم لمنازلهم، ويشمل ذلك إخضاع العمال لفحوصات أولية، وإجبارهم على توقيع تعهدات بالالتزام بالحجر المنزلي، ويتم ذلك بالتنسيق مع المناطق المجاورة، لقد دخلت حركة فتح على الخط بشكل أكبر. والتنظيم هنا يشكل قوة لا يُستهان بها.

وقال أمين سر حركة «فتح» في المنطقة مجدي ضيف: «لقد حصرنا قوائم لهم جميعاً». وأضاف: «شبابنا لا يغفلون ولو دقيقة واحدة، ويواصلون الليل بالنهار من أجل ضبط كل حركة في المنطقة. لقد تحدثنا إليهم (العمال) وألزمناهم بتوقيع تعهدات، وطلبنا منهم عدم مغادرة منازلهم، ونقوم بتأمين كل الاحتياجات الطبية أو مؤن وخلافه. كل شيء هنا تحت السيطرة».

ما يحدث في هذه المنطقة هو جزء من عمل أشمل وصعب ومعقد، إذا ما عرفنا أن الأرياف الشرقية تشكل مثلاً 30 في المائة من حجم المحافظة، رؤساء هيئات محلية وأمناء سر التنظيم ومؤسسات ومتطوعون في مواجهة الفيروس يشكلون كادراً صلباً، لكنهم، كما يقول عبيات، ليسوا جسماً بديلاً أبداً عن السلطة، وإنما جزء أساسي في قلب المعركة. إذ شكل عبيات ورفاقه لجنة طبية وإعلامية ولجنة إسناد ولجنة أمنية ولجنة مالية، وأيضاً بدأوا في حصر العائلات التي تضررت أكثر، ووزعوا كثيراً من المؤن، وأمنوا العلاج والأدوية للمحتاجين.

وتنسحب هذه التجربة على مساحات أوسع في كل الضفة الغربية التي تخضع لنظام غير مألوف من التقسيمات: «أ» و«ب» و«ج»، حيث تخضع «أ» لسيطرة فلسطينية أمنية وإدارية، و«ب» لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية فلسطينية، و«ج» لسيطرة مطلقة إسرائيلية. وقبل أيام، وصل إسرائيليون إلى منطقة في رام الله تحت سيطرتهم، وأنزلوا عمالاً من أجل أن يتسربوا إلى رام الله لكن اللجان كانت بالمرصاد، واستدعت فوراً الأجهزة الأمنية وتم ضبطهم، وفي أريحا نجح المتطوعون وقوات أمنية في ضبط مهربين للعمال يساعدهم إسرائيليون.

ويفترض أن يكون نحو 30 إلى 40 ألف عامل عادوا إلى الأراضي الفلسطينية خلال هذا الأسبوع ما يعني زيادة الاستنفار؛ الفلسطينيون باتوا يواجهون وباءين... فيروس كورونا المستجد، والاحتلال الإسرائيلي الذي يمسك تقريباً بكل الخيوط ويتحكم في مجريات الأمور. إنها معركة أعقد من الوباء.

قد يهمك أيضا : 

 المجلس الوطني يدعم جهود الرئيس والحكومة في مواجهة كورونا

اشتيه يؤكد الأسبوعان القادمان سيكونان الأصعب من ناحية السيطرة على كورونا
 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة وباءين متطوعو البلديات الفلسطينية في الخطوط الأمامية لضبط الحركة لمواجهة وباءين



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 04:39 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار أساسية في تصميم السلالم الداخلية للمنزل العصري

GMT 16:06 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 08:18 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة مستمرة في تعرية ظلم القضاء الأفغاني

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علي العلاق يضع اسمه على الدينار بدلاً من توقيعه

GMT 14:42 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار براك يبحث مع ممثل جمهورية مالطا دعم النيابة العامة

GMT 22:03 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مكرمة رئاسية لعدد من الحالات الإنسانية في محافظة جنين

GMT 23:43 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

استقبال خاص لكريستيانو رونالدو في مسقط رأسه

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

390 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في 18 شهراً
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday