القدس المُحتلّة ـ وليد أبوسرحان
تستعدّ المصانع الحربية الإسرائيليّة لشحنة صواريخ اشترتها الهند ضمن صفقة أسلحة تأجلت لعدة سنوات، إلا أنها تمّت أخيرًا؛ حيث تقرر أنَّ يتسلم الجيش الهندي، بعد سنة من الآن، مئات الصواريخ الإسرائيلية من طراز "براك" للسفن القتالية الخاصة بها، في إطار صفقة أسلحة بين الطرفين، تقدر قيمتها بـ 144 مليون دولار. وبحسب صحيفة "تايمز أوف إنديا" فإنَّ المصادقة الأخيرة على صفقة الأسلحة قد تمّت من قِبل لجنة وزارية لشؤون الأمن في الهند، برئاسة رئيس الحكومة ناريندرا مودي.
وبموجب الصفقة فسوف تتسلّم الهند 262 صاروخ "براك 1" على مدى خمس سنوات، بدءًا من كانون الأول/ ديسمبر 2015، وسيتمّ تركيبها على 14 سفينة قتالية، وذلك في أعقاب تراجع عدد الصواريخ لدى سلاح البحرية الهندية بشكل ملموس.
ورفضت وزارة الأمن الإسرائيلية التعقيب على النبأ، أو الحديث عن العلاقات العسكرية الواسعة مع الهند.
وفي المقابل فإنَّ مصدرًا إسرائيليًا اعتبر الهند "دولة استراتيجية" من جهة التصدير الأمني الإسرائيلي، وأكد على أنَّ الصفقة الحالية تشكّل دليلاً على العلاقات الوطيدة مع الهند.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، أنَّ إسرائيل تعتقد أنَّ صفقة الصواريخ هي خطوة ملموسة تُجريها الحكومة الجديدة في الهند، الأمر الذي من شأنه أنَّ يُعزّز العلاقات مع إسرائيل ومع صناعاتها الأمنية.
وكتبت الصحيفة أنه منذ انتخاب ناريندرا مودي رئيسًا للحكومة الهندية توقعت إسرائيل أنَّ تتوسع العلاقات مع الهند؛ لكونه يتبنى مواقف داعمة لإسرائيل.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وفي زيارته الأخيرة إلى نيويورك، الشهر الماضي، قد التقى نظيره الهندي، للمرة الأولى منذ 10 سنوات، ووجّه له الدعوة لزيارة إسرائيل، كما عرض عليه تأسيس علاقات في مجال الحرب الإلكترونية "سايبر" بين الطرفين.
وتباهى نتنياهو، بقدرته على نسج علاقات مع رئيس الوزراء الهندي الجديد مودي، الذي يوصف بمواقفه المتشدّدة تجاه المسلمين.
وأبلغ نتنياهو نوابًا في حزبه "ليكود" أخيرَا، بأنه تمكن من التوافق مع مودي على تعزيز العلاقات بين الجانبين بشكل كبير.
ونقلت مصادر إسرائيلية عن نتنياهو تأكيده إنَّ "التحولات في العالم بعضها إيجابي جدًا بالنسبة لنا، وأحد هذه التحولات هي نتائج الانتخابات في الهند، وبشكل عام يبدو لنا أنَّ التعامل مع آسيا أفضل من التعامل مع أوروبا".
وواصلت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الإسرائيلية، في الاسابيع الماضية رصد العوائد الإيجابية لصعود اليمين الهندي المتطرف بقيادة مودي للحكم في الهند.
واهتمت دراسة صدرت حديثًا عن "مركز أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" بالعامل الاقتصادي كرافعة لتعزيز العلاقات بين إسرائيل ومودي، المعروف بعدائه الشديد للمسلمين.
ونوّهت الدراسة إلى أنَّ حماس مودي لتعزيز العلاقة مع إسرائيل لا يرجع فقط لمنطلقاته الأيدلوجية، بل أيضًا بفعل إرث العلاقة بين إسرائيل وولاية "جوجارات"، التي كان يرأس حكومتها مودي.
وأشارت الدراسة التي نشرت في العدد 551 من مجلة "مباط عال" التي يصدرها المركز دوريًا إلى أنَّ مودي يعتقد أنَّ الاستثمارات الإسرائيلية لعبت دورًا مهمًا في تحسين الأوضاع الاقتصادية في ولاية "غوغارات"، والتي سجّلت أعلى المعدلات على صعيد الناتج الإجمالي المحلي، مقارنة ببقية الولايات في الهند.
وأوضح معدا الدراسة الباحث "الإسرائيلي" أوين ألترمان والباحث الهندي هنداي سارما، أنَّ الاستثمارات الأجنبية، ومن بينها الاستثمارات الإسرائيلية، أسهمت في تحسين الأوضاع الاقتصادية لـ"غوغارات" بشكل كبير؛ حيث قفز ناتج الإجمال المحلي لهذه الولاية أثناء حكم مودي بنسبة 13.4%، في حين لم تتجاوز نسبة الزيادة في إجمال الناتج المحلي للهند 7.8% في نفس الفترة.
أرسل تعليقك