سوري يبتكر إشارات جديدة للصم  والبكم عن الحرب للتعبير عن مشاعرهم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

روى مأساته عن مقتل عائلته أمام عينه بدون أن يدرك ماذا يحدث

سوري يبتكر إشارات جديدة للصم والبكم عن الحرب للتعبير عن مشاعرهم

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - سوري يبتكر إشارات جديدة للصم  والبكم عن الحرب للتعبير عن مشاعرهم

السوري رياض حمص
دمشق ـ فلسطين اليوم

يبتكر السوري رياض حمص وشقيقته بشر، وهما من الصم والبكم، إشارات جديدة للتخاطب والتحدث عن الحرب التي تعصف ببلدهم منذ 6 سنوات. ومنذ اندلاع النزاع الذي يدخل عامه السابع الأسبوع المقبل.

 وبات ذوو الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم في سورية بحاجة إلى استخدام إشارات جديدة للحديث عن الوضع الميداني، أو للتعبير عن مشاعرهم ومعاناتهم التي أصبحت مضاعفة. ومن التعابير الجديدة التي يستخدمها رياض وبشر داخل مركز إيماء لخدمة الصم والبكم، في حي الميدان، كلمة "تنظيم داعش"، على سبيل المثال.

وللتعبير عن ذلك، ترفع نائب رئيس المركز وصال الأحدب (26 عامًا) البنصر (ما يعنى حرف الآي بالإنجليزية)، وتضم الإبهام إلى السبابة والوسطى (حرف السين بالإنجليزية) مرتين، ما يعني بالإنجليزية "إيزيس"، أي تنظيم داعش بالعربية. 

ويعني وضع الإصبعين على راحة اليد كلمة "الحكومة"، نسبة إلى النجمتين الموجودتين على العلم السوري. أما وضع 3 أصابع على راحة اليد، فهذا يشير إلى المعارضة، نسبة إلى النجوم الثلاث الموجودة على علمها. أما وضع اليدين على العينين، فيعني الخطف.

وذكرت الأحدب، الحائزة على إجازة في هندسة الطب الحيوي: "كان علينا ابتكار إشارات (كلمات) لم تكن موجودة في لغة الصم والبكم في سورية، ليتمكنوا من التواصل وتبادل المعلومات أو المشاعر حول سريان العنف". وبعد ابتكار هذه الإشارات، يتم تصويرها وعرضها على صفحة خاصة على موقع "فيسبوك"، حيث يتداولها ويناقشها الصم والبكم.

ويوضح رئيس مركز إيماء علي اكريم، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، أنه رغم أن الحرب تركت تداعياتها على السوريين كافة، فإن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة تأثرت بالأحداث مضاعفة، لأنها تعاني منها من دون أن تتمكن من إدراك ما يدور حولها. وبحسب الإحصاءات الرسمية، يبلغ تعداد الصم والبكم في سورية نحو 20 ألفاً، لكن اكريم يشير إلى أن العدد الفعلي قد يكون 5 أضعاف ذلك.
ويروي رياض (21 عاماً) الذي يشارك في ابتكار المفردات الجديدة، تجربة مأساوية عاشها جراء الحرب، حين قتلت والدته وشقيقه وشقيقته، بالإضافة إلى خالته وعمه و3 من أبناء عمه، برصاص قناصة على مرأى من عينيه من دون أن يدرك ماذا يحصل، لدى محاولتهم الهرب من الحي حيث كانوا يقيمون على متن شاحنة.
وأوضح هذا الشاب الذي تعلو وجهه ابتسامة خجولة، وهو موظف في أحد معامل الكابلات: "بما أنني لا أسمع، لم أكن أدرك ما يحدث حولي؛ شاهدت أمي تهوي أمامي، ثم تلاها أولاد عمي. لكن عندما شاهدت رأس شقيقتي ينفجر أمامي، أدركت حينها أنهم يطلقون النار علينا". لم تتوقف معاناة رياض هنا، إذ قتل شقيقه الآخر إثر سقوط قذيفة أثناء لعبهما كرة القدم في الشارع. ويحلم الشاب الذي لا يفارق خياله هذا المسلسل الدموي بالسفر إلى الخارج، ويقول: "أعتقد أنني قد أحظى بفرص عمل أفضل".

ويواجه الصم والبكم صعوبة أخرى، تكمن في حواجز التفتيش المتعددة في المدينة، ويوضح اكريم: "عليهم أن يعبروا عن أنفسهم عبر إشارات غير مفهومة، ويظن المشرفون (على الحواجز) في بادئ الأمر أنهم يسخرون منهم"، ويضيف: "سابقاً (قبل النزاع)، كان معظم الصم والبكم يتجنبون إدراج إعاقتهم على هوياتهم الشخصية، لكنهم الآن يسجلونها من أجل إبرازها للحواجز".

وعانت أخته بشر (32 عامًا) من أوقات عصيبة بسبب سوء الفهم. ففي عام 2011، وجدت نفسها، خلال عودتها إلى المنزل، وسط المتظاهرين المناهضين للنظام، فيما كان رجال الأمن يقومون بتفريقهم. وتقول الشابة التي تضع وشاحًا أبيض على رأسها إنها حاولت الهرب دون جدوى في إحدى أزقة حي الميدان، وتضيف: "لم يتمكن أحد من مساعدتي لأنني لم أقدر على التواصل، وكان الوضع يزداد سوءاً". وعند استجوابها، تمكنت بأعجوبة من إفهامهم أنها صماء وبكماء. بعد هذه الصدمة، لم تعد بشر تجرؤ على الخروج من منزلها، خوفاً من عدم قدرتها على العودة. ولكن في منزلها، اهتزت النوافذ، وارتجت الأرض، نتيجة القصف.

ونزحت العائلة حينها إلى لبنان لمدة عامين. وعندما عادت إلى دمشق، وجدت أن كل شيء قد تغير، حتى النادي الذي هجره رواده من الصم والبكم. وتقول بشر بحزن: "لقد بعثرت الحرب كل شيء... والناس الذين غادروا إلى الخارج ابتكروا مفردات جديدة"، مضيفة: "لقد تغير أصدقائي، وأصبحوا عدائيين". واستطردت: "آمل أن نلتقي من جديد في يوم من الأيام، وأن يجد الصم والبكم لغة مشتركة".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوري يبتكر إشارات جديدة للصم  والبكم عن الحرب للتعبير عن مشاعرهم سوري يبتكر إشارات جديدة للصم  والبكم عن الحرب للتعبير عن مشاعرهم



GMT 08:43 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

مغاربة يستعينون بـ "الذكاء الاصطناعي" لتعليم مادة الرياضيات

GMT 08:03 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قصة معلمة أسوانية تسبب اسمها في شهرتها
 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday