القدس المحتلة - فلسطين اليوم
منعت السلطات الإسرائيلية الناشط السويدي، بنجامين لادرا، من دخول فلسطين، بعد رحلة مشي طويلة استغرقت 11 شهراً، وأرفقت قرار المنع بدعوى أنه ينوي المشاركة في مظاهرات النبي صالح السلمية قرب رام الله.
وخُيّر الناشط ما بين العودة إلى بلاده أو اعتقاله ومحاكمته. وعندما أجاب أنه مستعد للمحاكمة، لأنه لم يفعل شيئاً، أُبلغ بأمر منعه من الدخول بأي حال «لأسباب أمنية».
وقال لادرا، إنه بادر إلى رحلته هذه تضامناً مع «شعب فلسطين الذي يسعى إلى إقامة دولة تعيش مع إسرائيل بسلام»، ولم يتوقع أن تكون رحلته مخيفة للإسرائيليين. وتساءل: «لماذا يخافون من شاب سويدي لم يفعل شيئاً سوى التعبير عن تضامنه بشكل سلمي. فأنا سرت مشياً على الأقدام من السويد إلى حدود الأردن مع فلسطين، من دون أي مظاهر عنف.
كل همي هو أن أشرح عن القضية الفلسطينية للشعوب الأوروبية، وأن أوصل رسالة للشعب الفلسطيني بأن هناك من يسمع صوت صرخاته ويرفض ممارسة الظلم عليه. فهل هذا مخيف؟».
ولادرا هو ناشط سويدي من مدينة أوميو (شمال)، قرر إطلاق رحلته في السادس من شهر أغسطس (آب) الماضي. واستقال من وظيفته في الصليب الأحمر السويدي، وانطلق في رحلته من مدينة غوتنبرغ السويدية والتي تبعد نحو 4800 كيلومتر عن فلسطين.
وعبر أراضي ألمانيا والنمسا وسلوفينيا وتركيا ثم قبرص وبعدها وصل إلى الأردن، ومن هناك حاول الدخول إلى الضفة الغربية في معبر جسر الملك حسين.
وعندما وصل إلى نقطة المراقبة الإسرائيلية أوقفوه طيلة 6 ساعات حققوا معه خلالها حول هدفه من المسيرة ثم سلّموه نص قرار موقِّع من ضابط في الإدارة المدنية للجيش يقضي بمنعه من دخول فلسطين. ولم يفسر الضابط سبب منعه، لكنه خلال استجوابه سأله إن كان ينوي المشاركة في المسيرة الأسبوعية ضد جدار العزل العنصري في بلدة النبي صالح.
وكانت هذه الرحلة قد لاقت تضامناً كبيراً من مستخدمي مواقع التواصل في العالم، وخصوصاً في فلسطين والعالم العربي، فنُشرت صور لادرا ومنشورات متضامنة معه تحثّه على الاستمرار، عبر وسم «#WalkToPalestine”.
وأدانت حركة فتح قرار سلطات الاحتلال واعتبرته «عجزاً وخوفاً من الرأي العام ومحاولة فاشلة لإخفاء الحقيقة التي تؤكد أن إسرائيل تعبر عن أبشع معاني العنصرية، وأنها تخشى رجلاً جاء إلى فلسطين حاملاً عَلَماً يعبِّر عن التضامن والحرية للشعب الفلسطيني».
ووجه الناطق باسم الحركة، أسامه القواسمي، «تحية إكبار للمتضامن السويدي الذي قطع آلاف الكيلومترات سيراً على الأقدام ليبعث برسالة الحرية والعدالة للعالم، القائلة إن هناك شعباً فلسطينياً ما زال يتعرض لكل أنواع العنصرية والاضطهاد على أيدي الإسرائيليين، وأن الأوان قد آن لرفع الصوت عالياً ضد الاحتلال العنصري الإسرائيلي».
أرسل تعليقك