موظفو الأونروا في غزة يؤكّدون أنّ حقوقهم "خط أحمر"

أكد اتحاد موظفي وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في قطاع غزة أن حقوقهم خط أحمر، محذّرين من المساس بها، وجاء ذلك خلال مسيرة ضخمة شارك بها 13 ألف موظف بالأونروا في مدينة غزة، وانطلقت من مقر وكالة الغوث الرئيس صوب مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، بمشاركة قوى وفصائل وطنية واسلامية ولجان شعبية للاجئين ومجلس أولياء الأمور، وسط لافتات وشعارات تؤكد على حفظ حقوق اللاجئين وعدم المساس بها.

وحذّر أمير المسحال في كلمة ممثلة عن اتحاد الموظفين لأونراوا من المساس بحقوق العاملين، "ونقول لهم إن حقوقكم خط أحمر لا تسقط بالتقادم، ولن نسمح لكائن من كان محاولة المساس بهذه الحقوق التي تم اكتسابها عبر سنين طوال"، وأضاف "نقف اليوم في هذه الأوقات الصعبة واللحظات الحاسمة التي تهدد الأونروا واللاجئين من النقص بالتمويل، وتخفيض المساهمات والتبرعات السنوية من الولايات المتحدة الأميركية  ؛ هو ناقوس خطر يهدد استمرارية تقديم الخدمات الرئيسية من صحة وتعليم وخدمات اجتماعية".

وشدد المسحال على ضرورة أن تبقى وكالة الغوث الدولية بعيدة عن أي ابتزازات سياسية؛ لأن تمويلها هو تعهد أممي وواجب أخلاقي لغاية الوصول لحل نهائي ودائم لقضيتنا كاملةً غير منقوصة، وأوضح أن موظفي الأونروا باتوا قلقين من انعدام الأمان الوظيفي، وعدم الوضوح في مستقبلهم؛ مما يحتم على الجميع أن يساهم في دعم وكالة الغوث لتقدم خدماتها للاجئين.

وأضاف "نلتقي اليوم بأقصى درجات الغضب رفضاً للظلم الذي يتعرّض له شعبنا واللاجئين، ونتعاهد من هذا المكان جميعاً أن أي مخطط للنيل من الأونروا أو قضايا اللاجئين لن يمر وسيفشل؛ مهما كانت التحديات والعقبات"، وأكد المسحال أن مسيرة موظفي أونروا تأتي للدفاع عن 6 ملايين لاجئ فلسطيني، وتحمل هم 30 ألف موظف بغزة والضفة ولبنان وسورية والأردن.

وتابع حديثه "في هذه المسيرة الكبرى من غزة رسالتنا اليوم لنقول للعالم أجمع من أمام مقر الأمم المتحدة؛ أننا أصحاب حق، وأن حقنا لن يسقط بالتقادم مهما مرت السنين وتعاقبت الأجيال"، وناشد المسحال كل أحرار العالم الذين وقفوا الى جانب قضيتنا العادلة ولا زالوا يمدون الدعم والمساندة، "أن من حق أطفالنا هنا وفي كل مكان أن تتعلم، ومن حق مرضانا أن تتعالج، ومن حق فقرائنا تلقى المعونات".

وثمّن الدور الكبير للجمعية العامة للأمم المتحدة التي أنشأت أونروا بقرار 302 عام 1949 ودعمتها؛ لتمكنها من إغاثة وتشغيل اللاجئين، مقدرًا الجهود الكبيرة للأمين العام للأمم المتحدة التي يبذلها لتعزيز أونروا، وتابع حديثه "نؤكد دعمنا ومساندتنا للمفوض العام لوكالة الغوث الدولية للقيام بمهامه ومسؤولياته؛ وحشد التمويل الكافي الذي يمكن أونروا من القيام بواجبها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك إنصاف العاملين الذين هم رأس مال هذه المؤسسة".

وأكد مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة ماتيوس شمالي أن مشاركة موظفي وكالة الغوث الدولية بهذه الأعداد الكبيرة وبالطريقة السلمية يوصلون رسالة مهمة للوكالة الدولية، وجدد شمالي على دعم موظفي الأونروا الدوليين للموظفين المحليين في غزة، مؤكدًا وقوفهم مع حقوقهم ومطالبهم، وأضاف "أعلم أنكم تشعرون بالغضب الشديد؛ لكن رسالتي للأمم المتحدة ليست بالكره بل بالمحبة، وأقول للولايات المتحدة الأميركية  كنتم شركاء مميزين تدعموننا وبفضل دعمكم بنينا أكبر المنظمات الفعالة بالعمل الإنساني؛ رسالتي لهم عليكم حماية العدد الكبير للموظفين الذين يقومون بتقديم الخدمة اليومية للاجئين".

وطالب شمالي بعدم تسيس المساعدات المقدمة لأونروا، مضيفاً "ليس من المقبول لدينا أن ترفضوا تقديم الدعم للأونروا كمنظمة إنسانية تقدم المساعدات للاجئين"، وبيّن أن الحل ليس بإنهاء وكالة الغوث الدولية والتخلص منها؛ بل وجود أونروا مرتبط بقضية سياسية، لذا عليكم بإيجاد حل لهذه القضية قبل إنهاء الوكالة، وتابع حديثه "ما نريده ليس فقط تمويلا؛ بل حلا عادلا وشاملا لقضية اللاجئين الفلسطينيين.. دعوني أكرر ما قاله المفوض العام لأونروا إننا سنبذل كل ما نستطيع حتى نستمر ونحمي الخدمات المقدمة للاجئين، وحماية موظفينا".

وقال رئيس المجلس الأعلى لأولياء الأمور زاهر البنا إن قرار الإدارة الأميركية  تقليص مساهمتها المالية لميزانية أونروا؛ هي خطوة لإنهاء الشاهد الدولي على قضية اللاجئين الذين تم تشريدهم من أرضهم على يد الاحتلال، وأضاف البنا "هذه المؤامرة ضد وكالة الغوث ستؤدي إلى حرمان أطفالنا من التعليم، وحرمان اللاجئين من الخدمات الصحية، والمساعدات الغذائية في ظل الحصار والبطالة التي وصلت لمستويات غير مسبوقة".
وأوضح أن تكرار العجز في موازنة أونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية، مؤكداً أن لغة التهديد والابتزاز التي دأبت إدارة ترمب ضد فلسطين لن تزيدنا إلاّ إصرار بالتمسك على ثوابتنا الفلسطينية، وأكد البنا رفض مجلس أولياء الأمور للقرارات الصادرة عن الإدارة الأميركية بحق شعبنا، مشدداً أن مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وذكر أن وكالة الغوث هي مؤسسة دولية تأسست بقرار أممي اشترطت بحل قضية اللاجئين وعودتهم الى أراضيهم مع التعويض، مجددًا دعمه للجهود الفلسطينية والعربية والدولية لإيجاد حلول للأزمة المتفاقمة داخل أونروا جراء تقليص الدعم الأميركي.

وتوجّه بالشكر للمفوض العام للأونروا لوقوفه ضد هذه القرارات، وإطلاقه حملة "الكرامة لا تقدر بثمن" من أجل البحث عن ممولين جدد لوكالة الغوث، وأكد البنا وقوف مجلس أولياء الأمور إلى جانب اتحاد الموظفين بكل الخطوات والفعاليات المتخذة ضد وكالة الغوث، مطالباً الأمم المتحدة تحمل المسؤولية لما يحدث ورفض الابتزازات الأميركية  ، والعمل على توفير موازنة لأونروا.