المتطرّفون في العريش استهدفوا مسجد الروضة بعد رفض إيوائهم في القرية

كشفت مصادر صحافية،  أن السبب وراء استهداف مسجد الروضة في العريش هو رفض أهالي قرية الروضة إيواء متطرّفين تابعين إلى بيت المقدس وتنظيم "داعش"، بعد تسريبات حصلت عليها التنظيمات المتطرّفة بحملة لتصفية بؤرهم، مشيرة إلى أنّ المتطرّفين حلقوا ذقونهم وقاموا بارتداء ملابس تشبه ملابس الأهالي في الروضة للتخفي بينهم، لكن قبيلة "السواركة"، المشهورة بالطريقة الصوفية الجريرية، أرسلت إلى القوات الأمنية المعلومة وبعض صور المتطرّفين بعد تغيير أشكالهم

وبيّنت صحيفة التايمز البريطانية، أن الجماعات المتطرّفة عرضت على القبيلة أموال مقابل عدم إبلاغ الجيش والشرطة والتعاون معهم ضد النظام المصري، ولكن القبيلة لم تبدي رداً واتخذت إجراءً مضاداً بتبليغ الجهات الأمنية، خاصة وأن لها ثأراً مع الجماعات التكفيرية عقب اغتيال شيخ الزاهدين سليمان أبو حراز أحد أبرز قيادات القبيلة، منذ عام تقريبًا، إلى جانب الشيخ عيد أبو جرير، وأن هناك جاسوساً داخل القبيلة سرب المعلومة للجماعات المتطرّفة التي كان من المقرر أن يتم تصفيتهم من الجهات الأمنية اليوم عقب صلاة الجمعة مباشرة لكن الجماعات التكفيرية استهدفت المصلين لإلهاء الجهات الأمنية حتى تمكنهم من الهرب، لكن الجهات الأمنية علمت بالأمر ورصدت تحركاتهم وسيتم استهدافهم اليوم.

وفجر مجهولون ظهر اليوم، مسجد الروضة بمنطقة الروضة غرب العريش، وأسفر الحادث عن استشهاد 155 من المصلين، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد بالدولة لمدة 3 أيام على شهداء حادث تفجير مسجد الروضة بالعريش، وقالت المصادر، إن مجهولين قاموا بزرع عبوة ناسفة في مسجد أن الروضة، أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة، ما أسفر عن مصرع وإصابة العديد من المصلين، وتم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى بئر العبد المركزي، فيما أفادت مصادر طبية بشمال سيناء، أن الحصيلة الأولية في تفجير مسجد الروضة غرب العريش، بلغ 50 ما بين قتيل وجريح.

وقالت المصادر الطبية، أنه تم رفع درجة الاستعداد في مستشفى بئر العبد المركزي لاستقبال القتلى والجرحى، وعمل اللازم، ونقلت سيارات الإسعاف القتلى والمصابين إلى مستشفى بئر العبد، وأفاد مصدر أمني، أن رجال المفرقعات انتقلوا إلى موقع انفجار مسجد الروضة في العريش، وبحسب مصادر قبلية، فإن المسجد الذي تم استهدافه، تابعًا للطريقة "الجريرية" إحدى الطرق الصوفية داخل قرية الروضة غرب مدينة العريش.

ووفقًا للمصادر القبلية، فإن منطقة الروضة هي معقل للصوفيين والطرق الصوفية، والتي تعتبرها الجماعات المتطرّفة في سيناء "كافرة" ويجب قتالهم، وفق لعقيدتهم الباطلة، وذكرت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت أثناء خروج المصلين من الصلاة، أتبعها إطلاق رصاص من كل جانب على من حاول الفرار من الانفجار، وتعرضت سيارات الإسعاف التي تنقل مصابي مسجد الروضة بالعريش إلى هجوم متطرّف، واستهدافها بإطلاق النار عليها من قبل المتطرّفين خلال نقل المصابين، حسبما قال رئيس هيئة الإسعاف، لقناة "إكسترا نيوز"، أحمد الأنصاري.

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا باللجنة الأمنية لبحث تداعيات حادث تفجير مسجد بالعريش، في أول إجراء من الرئيس بعد حادث العريش، فيما يتابع القائم بأعمال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي تداعيات تفجير مسجد بالعريش، وأدان مجلس الوزراء الهجوم الغاشم الذي وقع منذ قليل، على مسجد الروضة بالعريش، ونعى الدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء ضحايا هذا الهجوم المتطرّف، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ومتمنيا للمصابين الشفاء العاجل.