صنعاء ـ فلسطين اليوم
اطلع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة على مستجدات الوضع الراهن في العاصمة صنعاء وطبيعة الانتشار للميليشيات الحوثية في بعض المرافق والوزارات الحكومية المهمة. كما أطلع الرئيس اليمني السفراء على طبيعة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه يوم أمس وخلفية اللقاءات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة والجهود الكبيرة والحثيثة التي بذلها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر.
وأشار إلى أن الأوضاع بصورة عامة دقيقة وخطيرة منوها إلى أنه تم تحاشي المواجهة والحرب حتى لا تشتعل نيرانها وتتوسع وتصبح حربا أهلية شاملة وهو ما أكدت عليه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية . وقال إن بلاده تجاوزت أزمات ومحنا كثيرة وكانت على مشارف تطبيق مخرجات الحوار الوطني بعد إنجاز النصوص الدستورية لكننا تفاجأنا بذلك الحشد والهجوم على العاصمة صنعاء بصورة غير مبررة سوى أنها قد تحبط وتجهض تطبيق مخرجات الحوار . وأعرب عن أمله في أن يتم تطبيق بنود الاتفاق من قبل كل القوى السياسية بمن فيهم ممثلو أنصار الله "الحوثيين" كمخرج ملائم ومشرف للجميع.
وطالب السفراء بإبلاغ حكوماتهم وزعمائهم بهذه المجريات وهذا الاتفاق ..لافتا إلى أهمية أن تتحمل هذه الدول مسؤولية دعم اليمن واستكمال مسيرة الخروج من الأزمة إلى بر الأمان.. وأشار إلى أن دعمها الكامل ومتابعتها الحثيثة لمستجدات الوضع الراهن أمر هام للغاية من أجل عدم انزلاقها إلى الحرب الأهلية ..داعيا القوى الوطنية الحية بجميع أطيافها ومشاربها إلى الالتفاف الحازم من أجل حماية المكتسبات الوطنية والتي ناضل من أجلها أبناء الشعب اليمني الأبي طويلا.
من جانبهم أعلن السفراء تأييدهم ودعمهم للخطوات والإجراءات والقرارات التي يتخذها الرئيس منصور هادي في معالجة الأوضاع وحل الأزمة الراهنة من أجل تجنيب اليمن المزيد من التداعيات التي تنذر بكوارث وخيمة ..مشددين على ضرورة الوقوف الحازم على المستوى الإقليمي والدولي والأممي.. وأعربوا عن أملهم في تحكيم العقل والمنطق وعدم الانجرار وراء مصالح ضيقة أو أجندات معادية لليمن وأمنه واستقراره ووحدته.
كانت الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي قد رحبت بتوقيع اتفاق السلم والشراكة لحل الأزمة الحالية في اليمن. وشددت في بيان مشترك أصدره سفراؤها المعتمدون بصنعاء في وقت سابق اليوم على ضرورة التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود الاتفاق والتزام جميع الأطراف بمبادرة دول مجلس التعاون وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة.
وأعلنت الدول الراعية في البيان عن تأييدها لدور الرئيس اليمني كرئيس شرعي للدولة ..داعية جميع الأطراف لدعمه في تنفيذ كل جوانب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمساع بذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر كشاهد على التزام جماعة أنصار الله "الحوثيين" وجميع الأحزاب السياسية بالشروط والأزمنة كافة. وأدانت استخدام كل أنواع العنف والتهديدات به ضد الخصوم السياسيين أو لتحقيق أهداف سياسية ..مؤكدة في هذا الصدد دعمها لدور الأجهزة الأمنية لحماية مؤسسات الدولة.
وطالبت بالوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في صنعاء والجوف ومأرب ومناطق الصراع الأخرى وذلك حماية لحياة المدنيين الأبرياء ..محذرة في هذا الشأن العناصر الإضافية التي قد ترغب بدخول صنعاء بهدف إشعال الوضع بأن وجودهم لن يكون مرحبا به إذ لا يمكن لليمن أن يتحمل المزيد من الصراعات ومذكرة الجميع بأن مؤتمر الحوار الوطني اليمني أوضح خريطة الطريق إلى الأمام وأن الأطراف اليمنية المختلفة تمكنت من حل خلافاتها عبر الحوار السلمي.


أرسل تعليقك