صنعاء ـ فلسطين اليوم
لم تعد الخلافات التي تضرب صفوف المتمردين محصورة بين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، فقط، بل استشرت الخلافات أخيرًا لتضرب الحركة الحوثية من داخلها، حيث أشارت مصادر موثوقة إلى أن خلافا حادا نشب بين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة، ونظرائهم في محافظة ذمار.
وكشف المصدر أن الخلافات تفجرت عندما طلب أهالي ذمار انسحاب العناصر القادمة كافة من الخارج ، وهو ما رفضه حوثيو صعدة، وأعلنوا عدم تنفيذهم هذا القرار.
واكتفوا بالانسحاب من المؤسسات والمرافق الحكومية، لكنهم أصروا على البقاء في المحافظة.
وأعلنت المقاومة الشعبية عزمها تطهير محافظة ذمار كافة خلال الفترة القليلة المقبلة، وحذرت من أن العناصر القادمة من الخارج ستكون أول أهدافهم، كما رفض رجال القبائل وجود أي عناصر خارجية في محافظتهم، لا سيما بعد المضايقات التي تسببوا فيها للسكان الأصليين، واعتداءاتهم المتكررة عليهم.
وأصدر رجال القبائل بيانا طالبوا فيه هؤلاء بحقن دمائهم والمسارعة إلى الخروج، مشيرين إلى أنه لن يفرقوا عند بدء المواجهات بين حوثيي صعدة وذمار، وأن المنتسبين للحركة المتمردة سيكونون تحت نيرانها.
وبادرت قيادات الحوثيين في ذمار إلى الطلب من نظرائهم القادمين من الخارج سرعة إخلاء المحافظة فورا والعودة إلى منطقتهم، إلا أن هؤلاء رفضوا تنفيذ تلك التوجيهات، وأصروا على البقاء، ما أدى إلى توتر الأجواء ووقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين، أكدت مصادر قريبة أن ثمانية أشخاص سقطوا قتلى بسببه، وأصيب 11 آخرون إلا أن بعض الوجهاء تدخلوا لمحاولة الصلح بين الجانبين.
ويخشى حوثيو ذمار الذين يعيشون في المحافظة كأقلية من وقوع مشكلات مستقبلا بينهم وبين سكان المحافظة الأصليين، لا سيما بعد ما حدث خلال الفترة الأخيرة من اعتداءات المتمردين على السكان، والاستيلاء على أموال بعض التجار، وفرض إتاوات على السكان، بحجة "دعم المجهود الحربي"، ما قوبل باستنكار حوثيي ذمار الذين طالبوا بعودة الأمور إلى طبيعتها، تجنبا لأي قتال وصراعات سيكونون هم وحدهم ضحيتها، واتهموا القيادات القادمة من صعدة بأنها تريد أن تجعل منهم عرضة لانتقام أبناء المحافظة، وأهدافا للمقاومة والقبائل.
أرسل تعليقك