لم يعد الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ياخذ طابعا تقليديا كما كان عليه الحال قبل عام 2012 بعد ان تحول الى نقطة فاصلة لتذكير العالم بان شعبا كاملا لا يزال يرزح تحت ظلم الاحتلال وجرائمه.
فقد قرر العالم قبل عامين وباغلبية 138 صوتا ترقية مكانة فلسطين الى دولة غير عضو مقابل معارضة تسع دول وامتناع 41 من بينها بريطانيا التي اعترف برلمانها مؤخرا بدولة فلسطين ومن قبلها السويد.
ويحصد الفلسطينيون عاما بعد عام مزيدا من الاعترافات بدولتهم فيما يأتي اليوم العالمي اليوم وهم يستعدون لتقديم طلب تحديد سقف زمني لانهاء الاحتلال الى مجلس الامن بدعم من المجموعة العربية في المنظمة الدولية.
وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة دعت في عام 1977 الى الاحتفال في 29 من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهو اليوم الذي شهد في عام 1947 اعتماد قرار تقسيم فلسطين رقم 181.
وقال الامين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي في حديث الى وكالة الانباء الكويتية (كونا) بالمناسبة ان الجديد هذا العام ان اسرائيل تعرت اكثر من اي وقت مضى امام العالم باسره.
واضاف البرغوثي اليوم ان العالم ادرك ان ما يجري هو نظام فصل عنصري ولذلك تتوالى الاعترافات والتصويت لصالح فلسطين وستتوالى اكثر مشددا على ان المطلوب من العالم الاعتراف الفوري بفلسطين ومن كل دول العالم وفرض عقوبات ومقاطعة اسرائيل لانهاء سياساتها العدوانية والاحتلالية ونظام التمييز العنصري.
واشار البرغوثي الى ان الرئيس محمود عباس طالب في اكثر من مناسبة دول الاتحاد الاوروبي التي لم تعترف بفلسطين والداعمة لتحقيق السلام في المنطقة والراغبة في اقامة علاقات متوازنة مع الطرفين بان تقوم بذلك.
ومن خلال حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني التي بلغت اوجها خلال الحرب الاخيرة الاسرائيلية على قطاع غزة يلمس الفلسطيني هنا تغيرا في المزاج العام الدولي وهو ما يترجم على الارض من خلال تزايد اعداد المتضامنين الدوليين الذين يواجهون الصلف الاسرائيلي ويتعرضون للقمع والاصابة.
ويشارك هؤلاء في الفعاليات الشعبية السلمية الرافضة للجدار والاستيطان في القرى والبلدات الفلسطينية.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان عبدالله ابورحمة ان التضامن مع القضية الفلسطينية من قبل شعوب اوروبا في تزايد مستمر.
واضاف ابورحمة في حديث مماثل ل(كونا) ان المقاومة الشعبية ساهمت في ازدياد اعداد المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ولاقى هذا النوع قبولا ورواجا لديهم موضحا ان من تمنعهم اسرائيل من الوصول الى الضفة الغربية للمشاركة في المقاومة الشعبية يقومون بذلك في بلدانهم من خلال المسيرات والتظاهرات المناهضة للسياسات الاسرائيلية.
ويزور قرية (بلعين) التي تخوض منذ اكثر من سبع سنوات مقاومة سلمية ضد الاحتلال وسياساته عشرات المتضامنين الاجانب اسبوعيا ومن بينهم صحافيون يعدون افلاما وثاثقية ومواد اعلامية اخرى عن مقاومة اللاعنف وعن قمع الاحتلال للمقاومة السلمية.
وقال ابورحمة ان المتضامنين يعيشون الواقع بتفاصيله مشيرا الى انهم يتعرضون للضرب والقمع خلال مشاركتهم في المقاومة الشعبية وهذا اثر ايجابا على دعمهم وتأييدهم للقضية الفلسطينية.
ورأى ان مشاركة هؤلاء ونقلهم الحقيقة الى بلدانهم بدد الصورة التي رسمها الاعلام الاسرائيلي للفلسطيني وحاول فيها تزوير الحقائق وتشويه النضال.
ويعتبر الفلسطينيون المقاومة الشعبية السلمية مكملة للنضال السياسي على الساحة الدولية لكسب تأييد العالم لاقامة الدولة بعد فشل المفاوضات مع اسرائيل.
ويقول الكاتب والمفكر الفلسطيني فيصل الحوراني ان الموقف العام في اوروبا والان في الولايات المتحدة الامريكية تغير نحو اسرائيل لان المواطن العادي هو المصوت وهو صاحب الصوت الذي يأتي بالبرلمان والحكومة وهو يدين اسرائيل بسبب سلوكها وقمعها وتجاوزها لحقوق الانسان وتجاهلها للقوانين الدولية.
ويؤكد الحوراني الذي يعيش متنقلا بين فلسطين واوروبا ل(كونا) انه متابع للتحولات الجارية في الموقف الدولي على الصعيدين الرسمي والشعبي ويلاحظ ان "حجم الاعتراض على اسرائيل لا يوازي حجم الفعاليات التي هي لصالحنا".
وينسب ذلك الى امور عدة ابرزها طريقة فهم تركيبات الراي العام في البلدان الصناعية وهذه لا تحفز على نشاط واسع لادانة اسرائيل بشكل اوسع مشددا على ضرورة ان يعيد الفلسطينيون صلاتهم القديمة بالاوساط الشعبية في العالم لزيادة التضامن مع الشعب الفلسطيني.
ويرى في المقاومة الشعبية نمطا يمكن ان يجلب التأييد الكبير لفلسطين لكنه يقول انه اصبح روتينيا ولم يدخل في التعبئة العامة.
ويقول الحوراني ان البلدان التي بادرت للاعتراف بفلسطين هي التي تشهد فعاليات واسعة مع الشعب الفلسطيني ونجحت في الضغط على حكوماتها لتأييد الفلسطينيين.
وينتظر الفلسطينيون قيام المجتمع الدولي بدوره ومحاسبة اسرائيل على ما ارتكبته من جرائم خاصة بعد حروبها الاخيرة على قطاع غزة في الاعوام الاخيرة وما ارتكبته وترتكبه يوميا من مجازر بحق المدنيين اضافة الى اعتداءاتها المتكررة على المقدسات.
أرسل تعليقك