ترجيح فوز الموالين للغرب في انتخابات اوكرانيا واستمرار المعارك

يبدو ان المعسكر الموالي للغرب بقيادة الرئيس بترو بوروشنكو هو المرجح للفوز في الانتخابات التشريعية التي ستنظم الاحد في اوكرانيا من دون التوصل الى وقف اطلاق نار دائم في الشرق ولا لحل للنزاع حول الغاز مع روسيا.

وعلى الرغم من حصول تهدئة منذ تطبيق وقف اطلاق النار في الخامس من ايلول/سبتمبر، تدور معارك بصورة شبه يومية عند بعض النقاط الساخنة على خط الجبهة.

وعلى الرغم من ان هدوءا نسبيا ساد صباح الاربعاء في دونيتسك، كبرى المدن التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، فقد سمع دوي قصف مدفعي طيلة نهار الثلاثاء وخلال الليل، ما ادى الى مقتل مدني وجرح خمسة اخرين، بحسب البلدية.

والنزاع الذي اوقع بحسب الامم المتحدة اكثر من 3700 قتيل، يبدو انه يتفاقم من دون ان يحل السلام الذي وعد به الرئيس بترو بوروشنكو عندما انتخب في ايار/مايو من الدورة الاولى.

ويخوض على الرغم من كل شيء الانتخابات التشريعية المبكرة الاحد وهو في طليعة الاستطلاعات كما اكد تحقيق نشره الاربعاء معهد علم الاجتماع في كييف ومؤسسة "مبادرات ديموقراطية".

وحصل تكتل بترو بوروشنكو على 30,4 بالمئة من نوايا التصويت لدى الناخبين الذين حسموا خيارهم. وهذا الاستطلاع لا يشمل سوى 225 من اصل 450 نائبا ينتخبون على اساس لوائح. والنصف الاخر ينتخب في الدوائر التي لم تنشر اي توقعات بشانها.

وياتي بعد تكتل بترو بوروشنكو الحزب المتشدد بزعامة الشعبوي اوليغ لياشكو (12,9 بالمئة) والجبهة الشعبية بزعامة رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك (10,8 بالمئة) وساموبوميتش (8,5 بالمئة) الذي يضم خصوصا ناشطين في المجتمع المدني، وبالكيفتشيتشينا (7,5 بالمئة) بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، وكلها تشكيلات موالية للغرب.

لكن قرابة ثلث الناخبين لم يقرروا موقفهم بعد، مما قد يغير النتائج بشكل كبير وخصوصا نتائج اولئك الذين يدورون حول نسبة ال5 بالمئة الضرورية لدخول البرلمان. وهذا يشمل خصوصا تشكيلين مؤلفين من ممثلين للحزب السابق الموالي لروسيا بزعامة فيكتور يانوكوفيتش الذي فاز في الانتخابات التشريعية للعام 2012، وكذلك الحزب الشيوعي.

وان كان عليه التحالف ربما مع الاحزاب الاخرى الموالية للغرب، مثل مؤيدي اعتماد استراتيجية اكثر حزما في الشرق، فان بترو بوروشنكو يامل ايضا في ترسيخ سلطته بدعم كبير من +رادا+، البرلمان الاوكراني الذي تم تعزيز صلاحياته اخيرا.

وسيواجه انتقادات قسم من الراي العام الذي يعتبر ان عملية السلام التي اطلقت في الشرق فشلت، معترفا بالفعل بسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا على قسم من حوض الدونباس المنجمي.

ولن يتمكن سكان المناطق المتمردة من التصويت الاحد ويتوقع تنظيم انتخابات لهم في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش القوات الاوكرانية باستخدام قنابل انشطارية محظورة في جزء كبير من العالم نظرا لتأثيرها التدميري.

وعلى الرغم من ان متحدثا عسكريا نفى في كييف مجددا هذه التاكيدات الاربعاء، فان طبيبا جراحا في مستشفى كالينين في دونيتسك، اظهر لوكالة فرانس برس صورا لعملية جراحية تهدف الى سحب سهم صغير من جريح مصدره قنبلة مماثلة.

وبالنسبة الى البرلمان الذي سيتم انتخابه الاحد، فان التحديات متعددة ولا تقف عند النزاع في الشرق. فالبلد الغارق في ضائقة اقتصادية يتعين عليه الخضوع لاصلاحات لاعطاء ضمانات للجهات المانحة للاموال والتقدم على طريق الاقتراب من الاتحاد الاوروبي وهو ما كان رفضه فيكتور يانوكوفيتش.

وهذا القرار كان السبب في اندلاع حركة "الميدان" التي ادت الى فراره الى روسيا على اثر حمام دم في كييف.

والوقت يضيق ايضا للاتفاق مع موسكو وحل النزاع الذي يحرم الاوكرانيين من الغاز الروسي منذ حزيران/يونيو: فدرجات الحرارة بدات بالتدني في الايام الاخيرة وتصبح اكثر تدنيا اثناء الليل.

وعلى الرغم من التفاؤل الذي ابداه بوروشنكو بعد سلسلة لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميلانو يوم الجمعة الماضي، فان مفاوضات جديدة باءت بالفشل الثلاثاء في بروكسل وسيعقد اللقاء المقبل بعد الانتخابات.

واعرب رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك عن "تشكيكه" بالنسبة الى نجاحها.

وفي حال اتفق الطرفان على سعر موقت للغاز، فان كييف طلبت من الاوروبيين قرضا اضافيا بقيمة ملياري يورو لمساعدتها في تسديد ديونها المترتبة من شراء الغاز.

أ ف ب