أطلع مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا خاصة في مدينة القدس، بسبب استمرار المستويين الإسرائيليين الرسمي والشعبي في حملة تهويد المدينة.
جاء ذلك في كلمته خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة بالمقر الرئيسي في نيويورك لمناقشة بندين هامين على جدول أعمالها، الأول هو بند فلسطين والثاني بند الحالة في الشرق الأوسط، استكمالا ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
واستعرض منصور الحالة الفلسطينية الراهنة، مذكرا بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي راح ضحيته الآلاف بين شهيد وجريح، إضافة إلى الدمار الهائل الذي طال عشرات الآلاف من منازل المدنيين الآمنين، ومرافق البنية التحتية الفلسطينية، إلى جانب عشرات المرافق التابعة للأمم المتحدة.
وقال إن المستوى الرسمي الإسرائيلي يشن حملة التهويد والتشريعات وخلق وقائع على الأرض، وأن تغيير الوضع القائم ما زالا مستمرا في القدس، كما يدعم بشكل علني المتطرفين اليهود الذين يقومون يوميا بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى وتدنيسه، في عملية ممنهجة لتقسيم المكان المقدس مع أصحابة الشرعيين المسلمين، إضافة لتعمده إشعال حرب دينية ستكون نتائجها وخيمة على الجميع.
ووضع منصور الحضور في صورة التحركات الفلسطينية الأخيرة بشأن التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار منه يقضي بوضع حد زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستقلال الدولة الفلسطينية، وهو ما سيسهم في حال إصداره بفتح نافذة جديدة وواسعة للسلام.
وخلال جلسة النقاش تحدث العديد من مندوبي الدول وجاءت كلماتهم مؤيدة وإلى جانب حقوق شعبنا، داعية للتصويت الإيجابي لصالح القرارات الخمسة المعروضة للنقاش، والاستثناء الوحيد جاء بطبيعة الحال من المندوب الإسرائيلي الذي هاجم وبلا استثناء جميع المتحدثين الذين سبقوه وكانوا إلى جانب شعبنا، متهما إياهم بالتحامل على 'إسرائيل' والتحيز الأعمى للفلسطينيين، متجاهلا كل الحقائق على الأرض، ومطالبا الجميع بتعديل مواقفهم وعدم التصويت لصالح القرارات الخمسة التي سيجري التصويت عليها في ختام النقاشات، التي من المتوقع أن تستكمل اليوم الثلاثاء.
وعقب انتهاء جلسة النقاش في الجمعية العامة، نظمت اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بالتعاون مع البعثة المراقبة الدائمة لفلسطين في الأمم المتحدة، وضمن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حفل استقبال ومعرض صور في ردهات المبنى الرئيسي للأمم المتحدة، حيث أخذت جميع مواد المعرض من أرشيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وضم المعرض عشرات الصور التي تحكي قصة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اللحظة الحاضرة، والمأساة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وجال خلال المعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمفوض العام لوكالة الغوث، ووزير الدولة للشؤون السياسية في السويد، وعدد كبير جدا من الجالية الفلسطينية في نيويورك.
كما تخلل اختتام الجلسة، عزف موسيقي للثلاثي جبران الذين أتحفوا الحضور بالعديد من المقطوعات الموسيقية التي نالت استحسانهم وإعجابهم.
وخلال تقديمه الثلاثي جبران، مزج منصور بين العمل السياسي المثابر الذي يخوضه الفلسطينيون للخروج من عتمة الاحتلال، وبين الإبداع الفلسطيني المتواصل في كل المجالات.
وقال إنه على امتداد أكثر من 64 عاما هي عمر النكبة الفلسطينية ما توقف شعبنا رغم الصعاب والمحن والدياسبورا التي يعيشها، عن الإبداع والعطاء والإسهام الحضاري في كل مجالات الحياة الإنسانية حول العالم، مستشهدا بالشعراء درويش والقاسم ودحبور وزياد وإميل حبيبي، وغيرهم العشرات ممن قدموا وأسهموا في الأدب الإنساني وتخطت شهرتهم أسيجة الاحتلال.
وأضاف أن الإبداع الذي جاء به الثلاثي جبران يكمن في أن آلة العود تأتي وحيدة في التخت الموسيقي الشرقي، وعبقرية الثلاثي جبران طوعوا أوتار ثلاث قطع من هذه الآلة لتعزف سوية بطريقة لم تحصل من قبل، وبهذا يكونون قد أسسوا مدرسة بحد ذاتها للآلات الوترية يمكن للاحقين الاحتذاء بها.
نقلًا عن"وفا"
أرسل تعليقك