"نيتفليكس" أحدث تغيير في التلفزيون وهزّ استقرار هوليوود

مزّق ظهور "نيتفليكس"، جداول التلفزيون وزعزع استقرار هوليوود، لكن الأسبوع الماضي كان الدور على خدمة البث ليصبح متزعزعًا، فلقد عانت أسهم شركة  Stranger Things ، و The Crown أكبر انخفاض لهما خلال عامين يوم الاثنين بعد فشل مفاجئ في الوصول إلى أهداف المشتركين. ولقد أبقى سيل من المحتوى الذي أنتجته نيتفليكس- 700  عرض تلفزيوني أصلي و 80 فيلمًا هذا العام وحده - المتابعين متجددين وجعل نيتفليكس غاليًا لدى المستثمرين، لكن أرقام الأسبوع الماضي أحيت الشكوك حول نموذج أعمال الشركة الأميركية، فيما يلي بعض التحديات التي يجب على نيتفليكس معالجتها إذا كان الهدف هو الحفاظ على تقييم قيمته 165 مليار دولار (127 مليار جنيه إسترليني).

زيادة عدد المشتركين

انخفض سهم نيتفليكس بأكثر من 14 ٪ في التداول بعد ساعات يوم الاثنين، بعد أن غاب عن الشركة توقعات نمو المشتركين للربع الثاني بمقدار 1 مليون، ولا تزال الشركة تضيف 5.2 مليون مستخدم جديد على مستوى العالم، والتي في ضوء قاعدتها البالغة 130 مليون، لا تشعر كأنها أزمة، ومع ذلك، فإن حالة استثمار نيتفليكس تعتمد على البقاء في وضع نمو مرتفع ثابت، وهذا يعني استمرار القدرة على اكتساب مشتركين جدد بشكل ثابت، ربع تلو الآخر، ويزداد الأمر صعوبة عندما يتم تحويل المشتركين في الولايات المتحدة والأسواق الغربية الرئيسية في الغالب.

وقال ريتشارد بروتون، المحلل في شركة Ampere: "إن التحدي الكبير الذي تواجهه نيتفليكس هو الحفاظ على النمو في جميع أنحاء العالم، بينما تشبع قاعدة عملائها في الأسواق الغربية الرئيسية"، "إن نيتفليكس تضطر إلى العمل أكثر من أي وقت مضى للحصول على مشتركين جدد"، إن الطبيعة المنخفضة التكلفة لخدمات البث - وهي تكلفة اشتراكات ممتازة تبلغ 9.99 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا في بريطانيا، و 13.99 دولارًا في الولايات المتحدة - يعني أنها تحتاج إلى نمو لسداد المحتوى، وتعمل البرامج والأفلام التي يجب مشاهدتها على توفير عملاء سعداء وجذب مشتركين جدد، مما يساعد على دفع للحصول على المزيد من المحتوى، وتبلغ ميزانية المحتوى في نيتفليكس ثمانية مليارات دولار هذا العام فقط – حيث كلف الكثير من المال لجذب نجم هوليوود مثل ويل سميث إلى فيلم الخيال العلمي مثل فيلم Bright - وفي السنوات الأخيرة تمكنت من جمع نحو مليار دولار سنويًا، فأصبحت نيتفليكس عالقة في دورة مكلفة وغير مستقرة.

الديون

تعمل نيتفليكس على تحمل التزامات جوهرية في الوقت الذي تكافح فيه من أجل سد الفجوة بين الإيرادات وتكلفة المحتوى المتصاعد، وتقدر شركة Ampere مجموع الخصوم الخاصة بشركة نيتفليكس 30 - 33 مليار دولار، مع ديون تقدر بثلث هذا المبلغ، في حين أن الغالبية هي التزامات البرمجة، كما نما دينها من 300 مليون دولار حتى مارس/آذار 2016 إلى ما يقرب من 9 مليار دولار في نهاية الربع الثاني من هذا العام, وفي أبريل/نيسان، أصدرت سنداتها الخامسة في غضون ثلاث سنوات، مما أضاف 1.9 مليار دولار من الديون الجديدة.

وتعلن نيتفليكس عن ربح - يُتوقع أن يكون حوالي مليار دولار هذا العام - لأنها قادرة على توزيع تكاليف إنشاء العروض على مدى عدد من السنوات، وستكلف التزاماتها الإجمالية، من أجل صنع محتوى التلفزيون والأفلام وترخيصها، 18 مليار دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة، كما أن لديها تكاليف تتراوح بين 3 و 5 مليارات دولار تتوقع دفعها فيما يتعلق "بصفقات الإخراج السينمائي التقليدية أو بعض اتفاقات ترخيص المسلسلات التلفزيونية حيث عدد المواسم التي سيتم بثها غير معروف".

وتتوقع نيتفليكس تدفق نقدي حر سلبي يتراوح بين 3 مليارات دولار و 4 مليارات دولار هذا العام، مما يعني أن المبلغ الذي تنفقه على المحتوى والتسويق والتكاليف الأخرى في عام 2018 سوف يتجاوز ما تكسبه من أرباح المشتركين (16 مليار دولار) بما لا يقل عن 3 مليار دولار.

منافسيها

في الأيام الأولى لبناء هذه الإمبراطورية المتدفقة، تمكنت نيتفليكس من الحصول على حقوق العروض التلفزيونية والأفلام الرخيصة، ولم يحدد أصحاب الحقوق والجهات المنافسة المستقبلية الإمكانات العالمية لحقوق الاشتراك بالفيديو عند الطلب، ونجحت نيتفليكس في تحقيق النجاح، لقد ارتفعت قيمة هذه الحقوق الآن، مما أدى إلى رفع ميزانيات نيتفليكس للمحتويات وإثارة حمايتها لإنتاج المحتوى الخاص بها.

وتم تصميم هذه الإستراتيجية أيضًا للمساعدة في الحفاظ على شعبية نيتفليكس نظرًا لأن بعض الشركاء يسحبون المحتوى لأنهم ينظرون الآن لشبكة نيتفليكس على أنها تهديد لطموحاتهم الخاصة، وفي العام الماضي، قالت ديزني إنها ستسحب كل محتوياتها من نيتفليكس في الولايات المتحدة - بما في ذلك أفلام Marvel superhero، و Star Wars، وأفلام Pixar مثل Toy Story، والأفلام الضخمة مثل Frozen و Beauty & The Beast - حيث تحاول إطلاق خدمة منافسة خاصة، وعرض ديزني الذي تبلغ تكلفته 71 مليار دولار لشركة فوكس روبرت مردوخ، التي تضم الأستوديو الذي تم فيه أفلام مثل X-Men و Deadpool والبرامج التلفزيونية مثل The Simpsons، هو تحرك للتحكم في محتوى التاج لتزويد خدمته وتجويع قنوات نيتفليكس.