العمل الأدبي لا يستحق التضحية مقابل حفنة من الدولارات
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الشاعر والروائي صلاح والي لـ"فلسطين اليوم:

العمل الأدبي لا يستحق التضحية مقابل حفنة من الدولارات

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - العمل الأدبي لا يستحق التضحية مقابل حفنة من الدولارات

الشاعر والروائي المصري صلاح والي
حوار ـ إبراهيم عطية

أكد الشاعر والروائي المصري صلاح والي أنَّ الإبداع الأدبي الحقيقي لا يرتبط بالمكان، ومن المحلية يمكن الانطلاق نحو العالمية، مبينًا أنَّ المهم في ذلك الرؤية والأسلوب وكيفية المعالجة للمواضيع، موضحًا في حوار مع "فلسطين اليوم" أنَّ العمل الأدبي ليس رغبة عابرة أو نزوة مارقة؛ إنما محصلة جهدٍ واجتهاد قائم على الممارسة والمران معتمدًا على المحصلة الثقافية والفكرية والتجربة الإنسانية التي يحملها الأديب في مخيلته.

وأوضح صلاح، بدايته الأدبية وانتقاله بين كتابة الشعر إلى سرد الرواية " أنا لم أتحوَّل من الشعر إلى الرواية، الشعر هو النافذة التي أرى العالم من خلالها، فهو قادر على رؤيتي للعلاقات المنطقية بين أشياء لا منطقية فأرى طبيعة علاقة الأشياء بعضها بعضًا 

كما، أنَّه الشباك الذي أستطيع أن أقفز منه لأكون في وسط المشهد الروائي لأكون أكثر قدرة على التعبير المكثف"

وتابع صلاح فيما يخص واقع الرواية المصرية "أما بالنسبة للمشهد الروائي إذا كنت تقصد في مصر، فمصر عيَّنة أشد تركيزًا وعينة عشوائية شاملة ومعبرة عن المشهد الروائي في العالم العربي، عندما لا يفوز واسيني الأعرج وإبراهيم الكوني وإسماعيل فهد إسماعيل وحسن داوود بجائزة الرواية، فلا بدَّ أنَّ هناك خلل كالمرض لدى السادة محكِّمي أو منظِّمي أو القابعين فوق صدر الرواية لتحكيم قرار المنح".

وعن أغراض الرواية العربية الحديثة، يضيف صلاح والي "الرواية العربية لا تستخدم من أغراض الكتابة إلا أربعة أغراض، عن رجلٍ تركَ أولاده وهرب، أو سيدة خانت زوجها والعكس، وإما سيرة ذاتية من محفوظات وموروثات الكاتب، إضافة إلى شرح على متن عودة الشيخ إلى صباه للنساء التي حُرِم منهن، ولكنّها تتطور الآن مع الأجيال الجديدة، مثلًا تحويل الأفلام الأجنبية إلى أفلام مصرية رغم اختلاف الواقع، والكتابة الجماعية بمعنى أن يكتب المؤلف الأجزاء الجميلة في كل رواية قرأها ويقوم بعملية ربط العيادة واعترافات المرضى النفسيين وغيرها"

وفيما يخص اتجاهات الرواية لدى صلاح، يقول " ما أكتبه هو مشروع روائي بلغة الشعر، فكل رواية تكمل الأخرى وليس لدي قدرة على نشر الأعمال بالترتيب فتتباين فيما بينها ولكنَّها مختلفة لشدة النظم، ولا يمكنني أن أصدق أنَّ هذا الذي يكتب كل رواية عن هم مختلف، كاتب رواية هو في الحقيقة عرضحالجي لأنَّه لا يعرف كل شيء ويدَّعي أنَّه العليم ببواطن الأمور وليست هناك خطة تنظم مسار العمل"

 ويتابع صلاح حديثه "عندما قال طه حسين لنجيب محفوظ كيف وصل الحال بأهل طيبة، قال نجيب محفوظ هذه رواية تاريخية كفاح طيبة، فقال طه حسين ما هي بلدتك ؟ فأجابه محفوظ: مصر الأزهر، فقال طه حسين اكتب عما تعرف. فكانت الثلاثية وخان الخليلي وتعدَّدت الأعمال الجيدة، أما الروايات التي كتبها نجيب محفوظ من أجل النظم السياسية مثل أمام العرش وثرثرة فوق النيل والكرنك فقد جاءت مرتبكة وبها صنعة تطغى على الفن الروائي وهي كتابات لكاتب مبتدئ فضاعت وذهبت إلى حيث ألقت أم عامر"

ويُعبر الروائي صلاح والي عن روايات نجيب محفوظ " لا أحب بعض الأعمال؛ لأنَّ محفوظ لا يكتب إلا عن فترة تاريخية سابقة بعد انقضائها ويأمن عدم تعرضه للانتقاد، لذلك لا يكتب عن الحاضر أو عن المستقبل أبدًا أبدًا، كما أنَّه بالملاحظة الدقيقة نجد أنَّه لم يُلفِت نظرَه أنَّ كل الأسر المصرية لها شهداء وكأنَّ حروب مصر وهم وليست دفاعًا عن الوطن وهذا الموضوع لم يشغله أبدًا كأنَّه من بلد غير هذا، كما أنَّه لم يكن وفيًا لجمال عبد الناصر عندما وضع يد الحماية فوق رأسه عندما صرَّح للأهرام بنشر أولاد حارتنا ولكنَّه ردَّ له الجميل بالانتقام منه في الكرنك وأمام العرش"

وعن آلية الكتابة وأساليبها ووحي الإلهام فيها يقول " ليست هناك لحظات إلهام، فلماذا لم يُلهم نجار سواقي أو تاجر خضار أو جزار أو طلاب وأساتذة الأزهر بكتابة رواية فجأة ؟ فيقولون مثلًا أنَّ لحظة الإلهام لوثته بشهوة الكتابة؛ لكن الكتابة تمرين يومي صعب وينضج بالتكرار وتفهم أنَّ معنى رواية حوار، فلا تكن كعضو مجلس الشعب الذي يتولى الكلام عن الناس وهم صامتون، مثلًا كل المصريين على مدى التاريخ قد قرَّروا باسم الشعب في التاريخ والتعليم والصحة وأنا واحد من هذا الشعب من يومِ أن وُلدت لم يأخذ أحدًا رأيي فكيف أكون حرًا وأعبّر عن رأيي وأكون ديمقراطيًا وقد سري هذا الشعور بالعدوى إلى الروائيين فهم يتكلمون باسم أبطال الرواية وينوبون عنهم في التفكير وما في أنفس أبطال الرواية"

ويستطرد صلاح في حديثه "هل تصدق يا مسلم أنَّ شخصًا كتب رواية يقوم فيها البطل بركوب الأوتوبيس ثم يدور في خلده قصة طويلة وينام هذا الراكب، فيقوم الراوي العليم ببواطن الأمور الذي يشبه المحلل في الزنا وهو زانٍ صريح بإكمال باقي الرواية والأخ نائم تمامًا حتى إذا صحي من نومه وصل الرجل إلى نهاية الخط واستكمل باقي الأحداث هل هذا الهطل يمكن أن يكون فنًا أين العقل ؟، ثم إنَّ الإلهام لا يخرم السقف أبدًا وينزل على الكاتب كرشح الدور الأعلى في الحمام، ولكن عليك دائمًا التدريب وتتأمل لماذا اختيارك لهذه الجملة أن تكون اسمية أو فعلية وكيف يمكن أن يكون تأخير الحدث وتقديم الفاعل شيء لازم أو العكس".

وفيما يخص المشروع الروائي لصلاح والي، يُفصّل " أما عن مشروعي الروائي فقرية هي مصدر العالم تبدأ وتنشأ وتتطور بين يديك (قرية السكاكرة) تجعلك أكثر قدرة علي رؤية العالم وترتيب أحداثه، وإذا كانت الرؤية التوراتية التي قدمت تفسيرًا وتأويلًا في كل الأديان لنشأة وتطور الحياة من آدم وما قبل، حتى السلام عليكم ورحمة الله بشكل علمي غير ظاهر، وإنما قدمت النتائج كمسيرة دينية للإنسان، ويطرح العلم مسيرة نشأة الكون بطريقة قد تختلف في ظاهرها عن هذا الإطار" متسائلًا " لماذا لا نقدم الرواية التي تجمع بين الاتجاهين والحقيقة أنَّ مجموعة التفاسير الموجودة أصحابها لا يعرفون معنى الكلمات الحقيقية ويلجؤون إلى الحكايات الإسرائيلية والمفبركة وحكايات الإنجيل لتقديم تفسير فكيف يمكن أن تكون هذه الثقافة الضحيلة للبدو هي الحاكم للكتاب العلمي وما سبقته من كتب وما أنزل الله"

ويُعرّف الشاعر والروائي صلاح والي المشهد الروائي من وجهة نظره، قائلًا " المشهد الروائي هو المشهد الخاص بكل جزء من أجزاء العمل الروائي وهذا لا يأتي إلا عن طريق التصور البناء الذي قدمه مجموعة من الألمان بأنَّك تستطيع إغماض عينيك وتنتقل بالتركيز في المشهد الروائي من خلف رأسك أو من داخلها إلي أمامك فتراه وتعدله ويمكن أن تفتح عينيك في هذه اللحظة وتشاهد نفسك في داخل المشهد الروائي كشريط السينما مثلًا، ولكن لديك القدرة على الحذف والإضافة وتعديل السيناريو والحوار وأجزاء من طبيعة المكان أي أنَّك المخرج المسيطر علي جميع أجزاء العمل الفني بحيث تكون قادرًا على رؤية المشهد وأنت فيه فاصلًا بين عملك كمخرج لهذا العمل وبطلًا من أبطاله.

ويشرح صلاح مصطلح زمن الرواية غاضبًا من الحال الذي آل إليه كبار النقاد، " هذا كلام من لغو القوم، كمقولة أنَّ العمل الروائي لا يعني شيئًا ولا تهم الأحداث ولكن يهم التشكيل ثم بعد ذلك يرتد على أقواله، هل يمكن أن تكون هذه الأقوال لتربح من نساء الخليج اللائي يكتبن روايات وينتظرن من النقاد الكبار أن يكتبوا نقدًا حنينًا ليقبضوا الدولارات؟ هل يستحق كل هذا التضحية بمنصب الجامعة نظير نقد النساء ؟ لقد هانت كرامة أساتذة الجامعة إلى هذا الحد؟ هذا الذي خدع جميع زملائه في الجامعة ثم فضح دوره المشبوه فيلم ناصر 56، هل يمكن أن تصدق كلام بأنَّ هذا هو زمن الرواية؟ هم لا يستطيعون فهم الشعر، آخر مستواهم أمل نقل وبالله عليك كيف يمكن أن يعيش بين ظهرانيهم محمود درويش وعفيفي مطر ولا يجرؤ أي جرو منهم على الكتابة عن ديوان واحد لهم "

ويُتم صلاح حديثه إلى عن الحال التي وصل إليها المستوى الأدبي، ويتساءل مُستَفزَّاً " ألهذا لجؤوا إلى الرواية، ثمَّ قل لي مثلًا ما هي الروايات الفذة التي قدموها أو كتبوا عنها ؟ هل كتب أحدهم عن إبراهيم نصر الله أو هدى بركات أو حسن داوود أوأوأو ؟ أبدًا والله فهل تصدقهم عندما يظهرون ضعفهم بالكلام ونقيضه ؟ هل ترى نقدًا يواكب الإبداع؟"

ويوضح صلاح حال النقاد الأدبيين " النقد مفرد والجمع نقود والنقاد استفادوا من جعل النقد وسيلة لجمع النقود وتحصيلها، فعندما يحتفي ناقد برواية أو ديوان فتنطلق حملة في جميع الصحف لا تتكلم في الديوان أو الرواية؛ ولكن هو تحسين ما هو قبيح وذلك ليس لقيمة المنتج ولكن لقيمة منتجه سواء امرأة أو حزب لما لها من قوة تحميها أو مال، وهناك آلاف من الورشجية الصغار الذين يحملون شنطة العدة ونشطاء خلف أساتذتهم الكهنة الكبار الذين منحوهم الدكتوراه وعيّنوهم في الجامعة يكتبون أيَّ كلام ! المهم أن يتردد الصدى".

محمد صلاح الدين توفيق محمد والي،وشهرته صلاح والي، ولد عام 1946 في قرية السكاكرة في محافظة الشرقية، وهو شاعر وروائي مصري وأحد المبدعين الجادين الذين أفنوا حياتهم فداءً للكلمة، ترك الأضواء في القاهرة ليعيش حال العزلة في مدينة الزقازيق التي تربطه بها علاقة حب، مغادرًا أجواء الزيف الذي يسود عالم المثقفين في المدينة الذي لا يعجبه على حدِّ وصفه، لذلك آثر السلامة عائدًا من حيثُ أتى، ليعيش في هدوء مع أسرته وكتبه وإبداعاته، حاز جائزة إحسان عبد القدوس الروائية والمسرح العربي لكتاباته الروائية منها (نقيق الضفدع ، ليلة عاشوراء ، عائشة الخياطة ،  كائنات هشة لليل ، الرعية ، فتنة الأسر ، الجميل الأخير ، ذنوب جميلة ، العم حفني ، السلام عليكم ، ذكريات المستقبل ) وله في الشعر دواوين منها (تحولات في زمن السقوط ، الغواية ، من أين يأتي البحر ؟ ،الرؤيا والوطن ، تداعيات العشق  والغربة ، تجليات حرف الصاد، على باب كيسان مسرحية شعرية ) ..

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمل الأدبي لا يستحق التضحية مقابل حفنة من الدولارات العمل الأدبي لا يستحق التضحية مقابل حفنة من الدولارات



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 09:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 09:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:57 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

الخلاف بين ترامب و"نيويورك تايمز" يسبب البلبلة

GMT 06:44 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

هل الرياضة تحسن قدرة الأطفال على التفكير؟

GMT 05:02 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مقادير وطريقة إعداد "كعكة اللبن"

GMT 02:11 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تجنب تناول السكريات والموز يقي من الحموضة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday