اتحاد الشجاعية

لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يكون فريق "اتحاد الشجاعية" بطلاً للدوري الموسم الماضي، بعد أن عانى الموسم الذي سبقه من شبح الهبوط، إلا أنه انتفض من الرماد وقدّم أوراق اعتماده مبكرًا، وأطاح بالخصوم مستفيدًا من النتائج الأخرى ليتوج بطلاً للبطولة في واقعة لن تتكرر كثيرًا في التاريخ الرياضي الفلسطيني. وإذا كانت الظروف قد خدمت الفريق كثيراً في الموسم الماضي، فإن الواقع في الموسم الجديد يبدو مختلفًا في ظل التنقلات الغريبة وغير المتوقعة للاعبين بين الأندية التي أصبحت رهينة هاجس الفوز باللقب مهما كلفها الأمر من أموال تُصرف هنا وهناك، ما يؤكد أن الجميع مدعو لمشاهدة موسم ساخن ومعقد يصعب التكهن بمعطياته قبل انطلاقه رسميًا ومرور ثلاث جولات على بدايته كأقل تقدير.

ورصدت الحلقة الأولى من حلقات "في الميزان"، موقف فريق "اتحاد الشجاعية" من المنافسة على لقب الدوري في الموسم الجديد ومدى قدرته من الحفاظ على لقبه واعتبرته مرشحًا فوق العادة.
من الطبيعي أن يكون "اتحاد الشجاعية" منافسا دائما على الألقاب، ومرشحا فوق العادة لكافة البطولات، وبالتالي فإن الفريق يدخل الموسم الجديد بروح البطل، وسيكون مُطالبا أمام الإدارة والجماهير بالمحافظة على هيبته ولقبه الذي فاز به الموسم الماضي، وإن كانت الظروف مختلفة في الموسم الجديد، إلا أن وقوف وتكاثف الجميع خلف الفريق من إدارة وجماهير تضعه تحت المجهر كأحد أقوى المرشحين للقب بجانب "الجمعية الإسلامية" و"شباب خان يونس".

وعلى الرغم من امتلاك الفريق لكتيبة من النجوم المخضرمين والشباب، إلا أن التعزيز بعدد آخر جاء مناسبًا كي يكون لدى الفريق دكة بدلاء ناجحة يُستفاد منها كاللاعبين الأساسيين تمامًا، وبالتالي فإن التعاقد مع عاصم أبو عاصي، وأحمد طينة، وميسرة البواب، يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لتكون المنافسة على أشدها بين اللاعبين لحجز مكان في التشكيل الأساسي الذي هو طموح أي لاعب، وهذا حق مشروع لأي فريق ينوي المنافسة على الألقاب، كون البطولات في فلسطين تحديداً تحتاج لصاحب النفس الطويل، وهي صفة تلتصق بالشجعان.

ويدرك المدير الفني للفريق نعيم السويركي أنه مُقبل على مهمة صعبة ومعقدة للغاية في موسم رياضي قد يكون الأكثر صعوبة مقارنة في المواسم السابقة كافة، فالتعزيزات الكبيرة للأندية بأعداد كبيرة من اللاعبين تنذر بموسم استثنائي ستكون فيه المنافسة على أشدها، ويملك السويركي من الذكاء ما يجعله أحد أهم أسماء المدربين الذين أثبتوا جدارتهم على الساحة الرياضية، ومعرفته بكل كبيرة وصغيرة عن فريقه والفِرق الأخرى تُسهل من عمله مع الفريق نظريًا، ولكن الظروف التي قد يواجهها ربما تُغير من حساباته كثيرًا.

ويمتاز "الشجاعية" بوجود قاعدة جماهيرية كبيرة تقف خلف الفريق دائمًا ولا تكل أو تمل من التشجيع الجنوني للفريق طوال مباريات الدوري، وهو ما حدث واقعًا في بطولتي الدوري والكأس الموسم الماضي، وبغض النظر عن السلبيات التي قد تحدث من فئة قليلة من الجماهير سواء بالشتم أو الشغب إلا أن هذا التواجد الجماهيري الضخم للفريق يعتبر أحد أهم الأسلحة التي يعول عليها الفريق في تحقيق انتصاراته.
فإذا كان "الشجاعية" يملك جميع هذه المقومات من لاعبين وجهاز تدريبي مؤهل وجماهير كبيرة وروح عالية فإن قدرته في الحفاظ على اللقب قي خزائنه لن تكون مستحيلة رغم صعوبة المنافسة.
واستفاد فريق "الشجاعية" بشكل مثالي من مباراتيه أمام فريق "أهلي الخليل" ذهابًا وإيابًا، كونها التجربة الأكثر قوة للفريق بعد انتهاء بطولتي الدوري والكأس، ورغم أن "الشجاعية" كان يستحق التتويج ببطل فلسطين، إلا أن خسارته أمام "الأهلي" لم تؤلمه كثيراً، وربما كانت درسًا مفيداً للفريق، وبالتالي فإن هذه الاستفادة ستعود على الفريق إيجابيا خلال الدوري.