في هذه المملكة يُمنَعْ الحزن!

"فكر في الموت توهب لك الحياة" يبدو أن ذلك هو السر الحقيقي خلف السعادة الدائمة التي يعيشها الناس في مملكة بوتان الواقعة على أطراف مروج وجبال الهيمالايا الشرقية.

ففي هذه المملكة التي صنفت كأسعد بلد في آسيا وثامن أسعد البلدان في العالم،حسب مسح عالمي أجرته جامعة ليستر عام 2006، عليك ان تفكر في الموت خمس دقائق على الأقل يومياً، حتى تعيش براحة وسعادة دائمة، فكلنا سيأتيه يوم ويموت، اغتنم جميع الفرص وعش حياتك، فالخوف من الموت هو الذي يؤرق الحياة ويسبب المتاعب حسب رؤيتهم.

ومن هنا ابتكرت "بوتان" سياسة فريدة متعلقة بالسعادة المحلية الإجمالية، فهي أرض يسود فيها الفرح، ويمنع دخول الحزن إليها، وتعتمد على قياس مكونات السعادة القومية، من خلال مستوى الصحة، والتعليم، وحيوية المجتمع، والمحميات الطبيعية.

لا سيما أجوائها السعيدة التي تتجلى بالمهرجانات والحلقات الراقصة التي تقام في الساحات العامة بشكل شبه اسبوعي،تزيد الرضا والحب والمشاركة بين مواطنيها.
والاهم بان الملك في بوتان ملزم بتأمين طلبات المحتاجين وتوزيع الاراضي وتسهيل الاعمال لهم لكي لا يقعوا في العوز المادي.

تعتبر "تيمفو" عاصمة دولة بوتان،عند الدخول إليها لا بد من المرور ببوابات ضخمة، ولذا يطلق عليها مدينة الأبواب،وفيها تتنوع الأماكن السياحية، أبرزها قصر السعادة الذي يتميز بهندسته المعمارية الضخمة.

تتجلى أجمل مظاهر الطبيعة في الريف، خاصة في قرية "وان دو"، تتسم الطريق المؤدية إليها بهدوء يخترقه صوت قرع طبول الأديرة، وتتميز بالمنحدرات وإطلالتها الخلابة على جبال الهملايا.
 
اما عن الرياضة، فالرماية هي الأكثر شعبية في بوتان،فتقام المنافسات بين القرى، اما عن ممارستها، فهناك هدفان بينهما وبين الرامي 100 م ، كل عضو في الفريق يرمي سهمين لكل جولة، يتخلل ذلك الكثيرمن الطعام والشراب بالإضافة للغناء والرقص ومحاولات تشتيت انتباه الخصم.

يعيش اهل بوتان تقاليدهم منذ 400 عام، لا يزالون يحافظون عليها رغم تطور التقنيات الحديثة في العالم، وذلك يعود لسياسة الدولة المتبعة التي تحظر التدخين بشكل كامل ، كما كانت تمنع التلفزيون والأنترنت حتى وقت قريب، وسمحوا بهذه الاشياء مؤخرا لكن بتكاليف باهظة بدعوى الحفاظ على تقاليدهم وحماية ثقافتهم من التأثيرات الخارجية.
 
وتقع مملكة بوتان جنوب آسيا يحدها من الجنوب والشرق والغرب الهند ومن الشمال الصين الشعبية، تحيطها الجبال الشاهقة، وتخترقها الأنهار والوديان، وتلقب بأرض التنين والرعد، نظراً لصلابة شعبها وقوته.

في مملكة بوتان يستقبلك السكان بابتسامة، وعليك رد الابتسامة بابتسامة مماثلة، اما عن السفر إلى هذه البلاد، فهو لا يشبه أي رحلة، انه مغامرة بين الجبال الشاهقة والوديان المذهلة والأنهار المتدفقة والطقس المنعش.
 
يمكن ان نضيف اخيرا بانه في حال قررت زيارة "ارض السعادة " هذه يجب ان تفكر في ميزانية كبيرة نسبيا ، فتكاليف زيارة هذا البلد مرتفعة نسبيا عن باقي البلدان الاسيوية.