مطعم سوريانا

بعد اشتعال الأحداث في سورية، لجأ بعض السوريين لقطاع غزة لعدة اعتبارات منها التشابه الكبير في العادات والتقاليد وطبيعة المناخ، إضافة للمأكولات الشامية المتشابهة.

وافتتح اثنان من اللاجئين السوريين مطعم يتسم شعاره وتصميماته السورية الخالصة وعماله ومأكولاته وأطلقوا عليه "سوريانا"، حتى شعار المطعم وهو طربوش له شوارب مرفوعة والذي يعتبر من الشعارات السورية والشامية المميزة.

وأكد صاحب مطعم سوريانا أنس قرطاجي (27 عامًا) أنّه قام هو وشريكه وريف حميدو (34 عامًا) بوضع فكرة المطعم خاصًة وأنهما يمتلكان الفن والخبرة في صناعة المأكولات الشامية، لافتًا إلى أنّه من مدينة حلب وينتمي لعائلة تعتبر من العائلات البارزة فيها.

وأوضح قرطاجي، في حديثه مع "فلسطين اليوم" أنّه تعلم فن صناعة المأكولات الشامية منذ أنّ كان لديه سبعة عشر عامًا، منوهًا إلى أنّه حاصل على شهادة البكالوريس في الإدارة.

وأشار أنّ عائلته كانت تمتلك عدة مشاريع في حلب وكان أبرزها مطعم "دار القلعة"، وهو من المطاعم الأثرية وكان يصنف ضمن أشهر المطاعم التراثية في المنطقة العربية، ولكن تم تدميره خلال الحرب، إضافة للحمام الأثري الذي كانت تمتلكه العائلة  وكان يسمى حمام "ميخان"، وهو أحد أشهر الحمامات الإسلامية القديمة في سورية وتم تدميره أيضًا.

ولفت قرطاجي، أنّه بعد خروجه من سوريه ذهب إلى مصر، وعمل في مطعم في مدينة 6 أكتوبر، وأمضى فيها ما يقارب ستة  أشهر، ثم بعد ذلك قرر القدوم لقطاع غزة لما سمعه أن المأكولات الشامية لها مجال كبير في غزة .

وتابع: "جئت لغزة وبدأت العمل في أحد المطاعم قبل أن أقابل شريكي وصديقي وريف وهو سوري أيضاٌ من حلب، واضطر لمغادرة بلده بعد أن تم تدمير مطعمه بمنطقة العزيزية في حلب هو الأخر  ".

وأكد أنّ المجتمع  الغزاوي قريب جدًا من مثيله السوري، العادات والتقاليد تتشابه كثيرًا ، مُشددًا على الإقبال الكبير من قبل سكان قطاع غزة على المأكولات الشامية.

وبين أن "سوريانا" هو أول مطعم حلبي سوري في قطاع غزة، حيث يقدم للزبائن العديد من المأكولات الشامية والتركية مثل الشاورما السورية والتركية، والكفتة الحلبية الحارة إضافة لفتة الشاورما السورية والدجاج الإسطنبولي وغيرها من المأكولات الشامية.

وتحدث عن الجانب الإنساني الذي يربط اللاجئين السوريين بسكان غزة وعن العلاقة التي أصبحت تربطهم، مُشيرًا أنّ أهل غزة يرحبون بالسوريين ويتبادلون معهم الزيارات، كي لا يشعروا بالغربة عن وطنهم، بعكس كثير من الدول الأخرى التي سافروا إليها والتي كثيرًا ما كانوا يشعرون بالعزلة الاجتماعية فيها.

ويطمح قرطاجي، وشريكه وريف، بافتتاح فرع آخر في الضفة الغربية، مُتمنيًا بنفس الوقت العودة لبلده سوريه ومدينته حلب لافتتاح فرع لمطعم "سوريانا" فيها أيضًا بعد أنّ تنهي الحرب فيها ويسودها السلام والأمان.