البيئة اللبنانية

أصدرت وزارة البيئة التقرير الوطني الخامس للتنوع البيولوجي الذي أعدته بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركة الأرض، وذلك في إطار تنفيذها لمشروع "النشاطات التمهيدية من أجل مراجعة الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وخطة العمل وإعداد التقرير الوطني الخامس إلى اتفاقية التنوع البيولوجي".

يتألف التقرير من ثلاثة أجزاء رئيسية. يتناول الجزء الأول التحديث لحالة التنوع البيولوجي واتجاهاته والتهديدات التي يتعرض لها وآثاره على رفاه الإنسان، في ما يزود الجزء الثاني بمعلومات حول الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي، وتنفيذها، وتعميم التنوع البيولوجي. أما الجزء الثالث فيعرض التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف أيشي للتنوع البيولوجي 2010- 2020 والمساهمات في تحقيق أهداف عام 2015 ذات الصلة من الأهداف الإنمائية للألفية.

وبين التقرير في جزئه الاول، أن لبنان يتميز بتنوع بيولوجي غني وفريد من نوعه ضمن مساحة صغيرة، فلبنان يغطي 0.07% من مساحة اليابسة في العالم ويتضمن حوالي 21.7% من التنوع البيولوجي في العالم (حوالي 9116 نوعا من الكائنات النباتية والحيوانية). هناك العديد من الدراسات والابحاث التي تتناول التنوع البيولوجي البري في لبنان وتبين ان الغابات تحتل حوالي 13% من مساحة الأراضي اللبنانية وتتكون بمعظمها من أشجار السنديان، ويضم لبنان نسبة مهمة من الانواع المتفردة اي الموجودة فقط في لبنان او في منطقة الشرق الاوسط، ولا سيما في ما يعود للنباتات البرية، كما يضم أنواعا نادرة ومهددة وذات اهمية اقتصادية (224 نوعا من النباتات تعتبر ذات أهمية اقتصادية).

أما بالنسبة للتنوع البيولوجي البحري، فهو أصبح محددا ومعروفا اكثر انما يحتاج إلى مزيد من الدراسات، علما أن المياه اللبنانية تمثل أقل من 1% من سطح المحيطات في العالم وتضم ما يقارب 6% من الكائنات البحرية العالمية.

على الصعيد الوطني، يبين التقرير أنه يوجد في لبنان 15 محمية طبيعية تحتل حوالي 2.7% من مساحة البلاد. وعلى الصعيد الدولي، تم تصنيف 25 موقعا طبيعيا على لائحة الاتفاقيات والمنظمات الدولية: موقع طبيعي مصنف على لائحة الاونسكو للتراث العالمي، وأربعة مواقع على لائحة رامسار للأراضي الرطبة ذات الاهمية الدولية، و15 موقعا مهما للطيور، وموقعان بحريان مصنفان مناطق محمية خاصة ذات أهمية متوسطية، وثلاثة مواقع مصنفة محميات محيط حيوي من قبل الاونيسكو.

ومن المؤكد أن التغييرات الرئيسية التي طالت إدارة التنوع البيولوجي على المستوى الوطني منذ إعداد التقرير الوطني الرابع في تموز 2009، قد ساهمت في المحافظة على التنوع البيولوجي في لبنان من خلال تطبيق استراتيجيات متنوعة وبرامج ومشاريع تهتم بإدارة التنوع البيولوجي، حمايته، تخفيف المخاطر عليه وتحدد قيمته الاقتصادية.