الإعلام العبري

يُعد قطاع غزة المشكلة الأكثر إلحاحا التي تواجه إسرائيل، على الرغم من سخونة الملفات التي تتعلق بايران، والتحدي على الجبهة السورية، حيث إن القلق لدى المؤسسة العسكرية يتمثل في أن فرص المواجهة العسكرية في قطاع غزة زادت في الأسابيع الأخيرة؛ لا سيما بارتفاع وتيرة التصعيد على الحدود، وذلك وفقًا لما ذكرته القناة العاشرة العبرية.
ونقلت القناة العبرية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيره أنه وفي غياب الحلول فإنه من المرجح أن يتدهور الوضع والشعور بين سكان غلاف غزة هو أن دفع العملية إلى الأمام مرة أخرى ، أكثر من فرصة التهدئة".
ووفقًا لتقديرات القناة العبرية فإن مع عدم سقوط صواريخ من غزة فإن الترجيحات تشير إلى أن حركتي حماس والجهاد الاسلامي لا يزالان مهتمين بالتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأجل مع إسرائيل.
وأكدت مصادر في حماس أن وفد الحركة الذي يضم كلًا من سامي أبو زهري، وروحي مشتهى، وطاهر النونو، وصلاح البردويل، ونزار عوض الله، وعطا الله أبو السبح، فيما ترأس الوفد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، سيركز على ملف التهدئة.
وقالت المصادر "إن الوفد سيقدم ردًا وافيًا وموقفًا واضحًا، بشأن مقترحات سبق للوفد الأمني المصري الذي زار غزة بقيادة مسؤول ملف فلسطين في جهاز المخابرات اللواء أحمد عبد الخالق، طرحها خلال لقاء قيادة الحركة في القطاع".
وأوضحت أن "اللقاء سيتناول الحديث بشأن ملف التهدئة مع الاحتلال، ومناقشة تصوّر مصري مؤقت، متعلق بهذا الملف لمنع التصعيد المتبادل فيه لحين التوصل لاتفاق مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية بشأن المصالحة الداخلية، إذ يشترط رئيس السلطة ضرورة إنجاز اتفاق المصالحة قبل المضي في تفاهمات التهدئة مع الاحتلال".
وأضافت أن "مصر تبذل جهودًا مضاعفة، بشأن ملف التهدئة لما يمثله من أهمية بالنسبة للمنطقة، التي لا تحتمل انفجارات جديدة تزيد من تأزم المشهد للجميع"، مشددة على أن "القيادة المصرية تتطلع إلى إحراز تقدم ونتيجة ملموسة في ملف التهدئة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "المشاورات ستتطرق إلى ملف صفقة الأسرى"، مؤكدة أن "هناك إلحاحًا من الجانب الإسرائيلي، على تفعيلها، عبر التواصل مع أكثر من وسيط، في مقدمتهم مصر، والنرويج"، وأشارت إلى أن "الحركة ترحب بالرعاية المصرية لأي عملية تفاوضية غير مباشرة مع الاحتلال".
وقلّلت المصادر في المقابل، من "أهمية المشاورات الخاصة بالمصالحة الداخلية"، مؤكدة أن "نوايا حركة فتح باتت واضحة للجميع بأنها ترفض المصالحة وتتعنت بشروط مستحيلة الحدوث لعدم إتمامها". وعن الأسباب التي دفعت "فتح" لهذا الموقف، أشارت المصادر إلى أن "إتمام المصالحة الوطنية، قد يمنح دورًا للتيار المناوئ بحركة فتح، والذي يقوده القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان المنافس اللدود لأبو مازن والمدعوم مصريًا".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من جهتها، عن مصادر "غربية مطلعة"، قولها "إن المخابرات المصرية حاولت استرضاء قيادة الحركة خلال الاجتماع في غزة، وذلك لاستياء قادة الحركة، بعد تنفيذ السلطات المصرية لرغبة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بوقف الوساطة في مباحثات للتوصل لاتفاق تهدئة طويل الأمد بين حركة "حماس" وإسرائيل".
وأضافت الصحيفة أن المخابرات المصرية ستركز خلال اجتماعات القاهرة على إتمام ملف المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد أن وصلت إلى طريق مسدود رافقها حملة اعتقالات بحق ناشطي "حماس" في الضفة الغربية المحتلة تزامن معها حملة اعتقالات مماثلة ضد ناشطي "فتح" في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم "إن حركة حماس استأنفت الحشد الشعبي عن النقاط الحدودية لدفع المصريين إلى استئناف جهود الوساطة في مباحثات التهدئة، بمعزل عن التطورات المتعلقة بملف "المصالحة"".
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يفسر عدد الحشود التي وصلت يوم الجمعة الماضي، إلى المناطق الحدودية، حيث تمكن العشرات من الشبان من قص أجزاء كبيرة من السياج واقتحام المنطقة الحدودية لتبدأ هناك مواجهات رشق المتظاهرون خلالها الجنود الإسرائيليين بوابل من الحجارة والزجاجات الحارقة قبل أن تفرقهم زخات من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.