كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية النقاب عن وثائق جديدة تفضح كيفية اختراق وكالة الأمن القومي الأمريكية لأجهزة الكمبيوتر حول العالم وسرقة بياناتها ، موضحة أن وحدة قرصنة خاصة بالغة السرية تابعة للوكالة الأمريكية كانت معنية خصيصا باختراق أجهزة الحاسب الآلي في جميع أنحاء العالم، واستخلاص أصعب أهداف البيانات دون أن يتم كشفها أو تعقبها. وذكرت المجلة، في تقرير جديد نشرته على موقعها الإلكتروني، أن هذه الوحدة تعتبر بمثابة أفضل سلاح سري لوكالة الأمن القومي ، حيث بإمكانها الحفاظ على شبكة الاتصال السرية الخاصة بها، وسرقة البيانات المستهدفة وزرع أنظمة تجسس خفية في الحواسيب التي تخترقها. وأشارت المجلة إلى أن هذه الوحدة تتألف من فريق نخبوي من القراصنة الإلكترونيين المتخصصين في الحصول على أصعب الأهداف الاستخباراتية التي استحال اختراقها عبر تقنيات وأساليب تجسس أخرى ، ووصفت مهمة هذه الفريق بـ "الحصول على ما لا يمكن الحصول عليه".  وكشفت عن مشاركة هذا الفريق في العديد من العمليات الحساسة التي أجرتها وكالات الاستخبارات الأمريكية ، حيث تراوح نطاق عملياته بين مكافحة الإرهاب وتنفيذ الهجمات الإلكترونية وعمليات التجسس الاعتيادية. وتكشف الوثائق التي اطلعت عليها المجلة الألمانية مدى التنوع في الأدوات والوسائل التي أصبحت متاحة للوحدة الخاصة ، كما تكشف كيف استغلت هذه الوحدة نقاط الضعف الفني في صناعة تكنولوجيا المعلومات بشركات الإنترنت العالمية لتنفيذ هجماتها السرية والفعالة، حسب المجلة.  وتؤكد الوثائق أن متخصصي فريق القرصنة اخترقوا بشكل مباشر شبكات الإنترنت المحمية لعدد من قادة الدول الاجنبية ، كما تسللوا إلى الشبكات الخاصة بشركات الاتصالات الأوروبية ، ونجحوا في الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني التي تم إرسالها عبر خوادم أحد تطبيقات أجهزة "البلاك بيري" ، التي كان يعتقد حتى ذلك الحين انها مشفرة بشكل آمن. ونسبت المجلة إلى ماثيو إيد، مؤرخ متخصص في تاريخ وكالة الأمن القومي، قوله "ان هذه الوحدة أقرب لأن تكون بمثابة / الطفل العبقري / في المجتمع الاستخباراتي الأمريكي .. فمصطلح / الحصول على ما لا يمكن الحصول عليه / هو الوصف الخاص الذي اطلقته وكالة الأمن القومي على مهام وواجبات هذه الوحدة النخبوية الخاصة". وتعد مجلة "دير شبيغل" الألمانية من أوائل من وثقوا تسريبات المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن ، التي كشفت عن ممارسات التجسس واسعة النطاق التي قامت بها الوكالة الأمريكية على العديد من المسؤولين وقادة دول العالم وملايين من مستخدمي الإنترنت داخل الولايات المتحدة وحول العالم. وقد أثارت تسريبات سنودن ردود فعل عالمية غاضبة ، وتسببت في إحداث فجوات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وبعض الدول، من بينها ألمانيا والبرازيل، كما استدعت كبريات وعمالقة شركات الإنترنت الأمريكية والعالمية للشروع في تشفير حركة وخدمات الإنترنت الخاصة بها ، بعد أن اكتشفت ممارسات التجسس التي قامت بها الوكالة على ملايين المستخدمين للإنترنت لهذه الشركات ، ومن بين أبرزها / جوجل و ياهو و مايكروسوفت و فيس بوك /.