معهد "جورج إيكيرت"

استنتج تقرير "إسرائيلي" ألماني، فحص كتب تدريس التاريخ والجغرافيا والمدنيات في "إسرائيل" وألمانيا، أن غالبية كتب التدريس الألمانية تعتبر "إسرائيل" دولة حروب، وأن مؤلفي الكتب في ألمانيا يجدون صعوبة في اعتبار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال على أنه "إرهاب".

وتبيّن في التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية الأربعاء، أن غالبية كتب التدريس تشير إلى أنه لا يمكن تجاهل استمرار الاحتلال والاستيطان كعقبات أمام تحقيق السلام، وفي الوقت ذاته ليس بالإمكان تجاهل الجانب الفلسطيني في الصراع.

ويسعى الطاقم "الإسرائيلي"، من خلال البحث، تعزيز التعاون مع ألمانيا ووضع مواد تعليمية بشكل مشترك لتحسين صورة "إسرائيل"، رغم الإقرار "الإسرائيلي" بالميل إلى الانغلاق والهروب من تعدد الروايات.

وبين التقرير أن الكتب الدراسية الألمانية لا تعرض التعقيدات التاريخية للصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني بشكل لائق، وأنها تتعامل مع "إسرائيل" في الأساس في سياق صراع مستمر.

وأوصى التقرير بأن يقوم مؤلفو الكتب في ألمانيا بـ "عرض صورة موسعة ومتعددة الأبعاد لتاريخ "إسرائيل".

وبحسب الصحيفة، فإن تقرير اللجنة "الإسرائيلية" الألمانية، الذي ينشر للمرة الأولى، يلخص عملًا دام 5 أعوام، فحص خلالها الباحثون من الطرفين 150 كتابًا وفصلًا يتم تدريسها في التعليم فوق الابتدائي.

وجاء أن كل طاقم فصح الكتب التي صدرت في دولته، وأنه في "إسرائيل" قام بتركيز معهد "موفت"/المعهد للبحث والتطوير المهني لطاقم التعليم الذي يعمل على تأهيل المعلمين، وفي ألمانيا معهد "جورج إيكيرت" للأبحاث الدراسية في براونشفيغ.

ويوضح التقرير أن الطاقم الألماني وجد أن كتب التدريس تتعامل مع "إسرائيل" في الأساس في سياق الصراع المستمر، وأنه في كتب كثيرة تعرض "إسرائيل" على أنها هيئة حربية، وكدولة في أزمة في الشرق الأوسط، وأنه يغيب عن الكتب جوانب أخرى مثل تطور المجتمع "الإسرائيلي"، وإنجازات "إسرائيل".

ويشير الباحثون إلى أن استمرار الاحتلال والاستيطان مذكور في غالبية كتب التدريس كأحد العقبات الأساسية أمام ما يسمى بعملية التسوية.

ويلفتون إلى أن جزءًا كبيرًا من مؤلفي كتب التدريس يجدون صعوبة في وصف عنف الفلسطينيين ضد "الإسرائيليين" على أنه "إرهاب" بشكلٍ قاطع.

وقدم الباحثون توصية بعرض "إسرائيل" بشكل متعدد الأبعاد في الصراع، وتجنب خلق رواية تعرض الصراع على أنه لا مرد له، وغير قابل للحل.

ويلفت التقرير إلى أن المحرقة "الهولوكوست" والنازية تعرض بشكل بارز في كتب التاريخ في ألمانيا، تخلق انطباعًا بأن الحديث عن ماكينة قتل آلية، يلعب في أشخاص أدوارًا ثانوية بدون مسؤولية، وبدون حيز عمل شخصي.

في المقابل، يشيد الباحثون "الإسرائيليون" بأن الكتب في "إسرائيل" تتعامل مع المحرقة بشكل أكاديمي وموضوعي، وتعرض معلومات حقيقية.

كما تشير إلى ملاحقة غير اليهود من قبل النازيين، في حين لا يدرس الطالب "الإسرائيلي" عن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، أي في فترة الحرب الباردة وتوحيد الألمانيتين.

ويذكر رئيس اللجنة المشتركة "أريه كيزل" والذي يترأس كلية التعليم والتربية في جامعة "حيفا"، أن ألمانيا ملتزمة بالتربية على التفكير النقدي، ولذلك لا يمكنهم تجاهل الجانب الفلسطيني من الصراع في الشرق الأوسط.

ويضيف أن ذلك من بين الأسباب التي جعلت اللجنة تقدم توصية بزيادة التعاون، وبلورة وحدات تعليمية ومواد تعليمية بشكل مشترك.

ويتابع، "من هذه الناحية، فإن الميل "الإسرائيلي" إلى الانغلاق، والهروب من تعدد الروايات هو خطأ كبير، حيث أن الألمان لن يغيروا مختلف زوايا النظر".