جامعة فلسطين التقنية خضوري

نظمت جامعة فلسطين التقنية خضوري، ندوة سياسية بعنوان "الدولة الفلسطينية بين خيارين: الدولة الواحدة أو الدولتين"، الاثنين، بمشاركة عضو المكتب السياسي للجهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، وعضو الحركة الشعبية للدولة الواحدة على أرض فلسطين التاريخية، منير العبوشي، والمحاضر الأكاديمي والمتخصص في التاريخ والإعلام، الأستاذ الدكتور مصطفى قبها، والقيادي في حركة عوني المشني.

وقدم الدكتور قبها ملخصًا تاريخيًا للخيارات الفلسطينية المطروحة ووجهة النظر الصهيونية والإسرائيلية وتطوراتها المتعاقبة ما بين التيارات الماركسية واليسارية والعلمانية والدينية.

وشدد على ضرورة التطرق للقضايا التفصيلية في كل حالة يتم فيها طرح خيار الدولة الواحدة أو الدولتين والى عدم الوقوف عند حدود المفاهيم العامة فقط، مبينًا أنَّ النظرة الشمولية والتفصيلية تظهر مدى الرفض المطلق الإسرائيلي لأي من الخيارين، وأنَّ مفهوم الدولة الواحدة لكل مواطنيها يحمله تيار إسرائيلي ضيق وهامشي داخل المجتمع الإسرائيلي.

ورفض رباح مقترح الدولة الواحدة كونه يضر بالانجازات الوطنية التي تم تحقيقها وانجازها في هذا السياق ويؤثر في حركة التضامن والزخم الدولي للقضية الفلسطينية في الوقت الحاضر، الأمر الذي سيمنح دولة الاحتلال الإسرائيلي فرصة للخروج من مأزقها ويمكنها من المناورة، وزيادة حجم الضم والتهويد تحت مبرر الدولة الواحدة.

وأضاف رباح أنَّ العقلية الإسرائيلية من مجتمع وأحزاب تعمل تحت شعار "نحن هنا وهم هناك"، وهي لا تقبل بمبدأ الدولة الواحدة ولا تؤمن به ولا تعمل لأجله، مبينًا أنَّ المؤسسة الإسرائيلية تعمل ضمن إطار عقيدة قائمة على محاربة نمو الكتل السكانية العربية، وأن واقع الديمقراطية القائم في إسرائيل يعكس عمق حجم العنصرية الكبير الذي يمارسه الإسرائيليين بحق فلسطيني الداخل، موضحًا أنَّ هذه التجربة تؤكد على عقم الطرح المتعلق بخيار الدولة الثنائية.

وبيَّن رباح أنَّ خيار حل الدولتين هو خيار منظمة التحرير وفصائلها المستند إلى وثيقة الاستقلال، وأنَّ الجهد الوطني الجماعي منصب نحو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، والعمل على تعرية صورة إسرائيل كدولة ابرتهايد عنصرية.

من جانبه وصف العبوشي تحقيق خيار الدولتين بالأمر المستحيل، وأن الاحتلال يفرض واقعًا من الصعب تجاهله ويحول دون إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة ومتواصلة، وهو ما سيؤدي إلى قيام دولة فلسطينية على السكان فقط.

وبيَّن العبوشي أنَّه ينشأ في إسرائيل تيارات معادية للتميز والعنصرية وهي ترفض الإقصاء وتقبل بمبدأ الدولة الواحدة مبينًا أن المطالبة بإنشاء دولة واحدة على أرض فلسطين التاريخية يحول دون تمكين الصهاينة من تمرير مشروع الدولتين التي لا تملك أي من مقومات الدولة والسيادة.

من جانبه أكد المشني - الذي أدار الندوة التي شهدت نقاشًا عميقًا ومتباينًا - أهمية التفاعل الوطني والشبابي والحراك الفكري وإشراك طلبة الجامعات لاسيما فيما يتعلق بالقضايا السياسية والمصيرية التي تواجه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا ضرورة صون الثوابت الوطنية ونضالات الشعب وحقه في تقرير المصير.