سيدة سورية تخلع النقاب احتفالا بتحرير قريتها من قبضة داعش

أعربت إمرأة عن بهجتها بتحرير قريتها من قبضة تنظيم "داعش" من خلال خلع النقاب الأسود الذي فرضه التنظيم المتطرف أمام زملائها القرويين في شمال سورية، ويفرض الزي الصارم من قبل "داعش" في المناطق التي غزتها في سورية والعراق أن تغطى النساء من الرأس إلى أخمص القدمين بالملابس السوداء مع تغطية الوجه بالنقاب، وظهرت صور لنساء من حلب يحتفلن بحريتهن وبأنهن لن يجبرن على ارتداء الحجاب الأسود مرة أخرى حيث تم تحرير العديد من القرى والبلدان من قبضة  "داعش" هذا الأسبوع، وشوهدت المرأة التي لم تذكر اسمها وهي تهتف أثناء خلع النقاب الأسود الكامل لتكشف عن وجهها بحجاب أرجواني مشرق، فيما وقفت بجانبها نساء من قرية على مشارف منبج في حلب مرتدين فساتين ملونة ووجوههم وأيديهم مكشوفة، وتخلت خديجة عبد المعطي الخميس من قرية "أبو قلقل" المحررة جنوب منبج عن النقاب الذي فرضته  "داعش" واقسمت أنها لن ترتدي الأسود مرة أخرى.

وشوهدت السيدة عبد المعطي تحتفل مرتدية حجاب أحمر مزين بالورد المطبوع وفستان أحمر مزخرف، مضيفة " أجبرونا على تغطية وجوههنا بالحجاب الإسلامي وهددوا بقتلنا"، وبين فيديو من قرية أبو قلقل النساء والأطفال مرتدين ملابس ملونة ولم يعد البالغين يغطون وجوههم بالنقاب، وسُمح حشد من الناس يقولون "لقد تحررنا"، ونجحت القوات السورية الديمقراطية (SDF) وهي تحالف للأكراد والعرب المدعومين من الولايات المتحدة في تحرير العديد من القرى والبلدان على حواف منبج وقطعوا بذلك طريق هام للإمدادات، وتعد منبج بلدة استيراتيجية سيطرت عليها  "داعش" وكانت نقطة بين الحدود التركية وعاصمة  "داعش" المزعومة الرقة، ووقعت  "داعش" تحت ضغط متزايد على جبهات مختلفة في سورية والعراق حيث أسس خلافتها المزعومة في 2014، وفقد المتطرفون السيطرة على شريان الإمدادات الحيوية بالنسبة لهم الجمعة عندما حاصرت القوات العربية الكردية بلدة رئيسية طان يسيطر عليها الجهاديون.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن القوات السورية الديمقراطية قطعت الطريق الأخير من منبج إلى الحدود التركية، وتقع منبج في قلب المرحلة الأخيرة من الأراضي على طول الحدود التركية التي لا تزال تحت السيطرة والتي تعد نقطة رئيسية على خط إمداد الجهاديين من تركيا، وبين رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطرق الثانوية الأخرى إلى الحدود أكثر خطورة ويصعب الوصول إليها، وأكد المبعوث الأميركي لتحالف مكافحة  "داعش" الذي يدعم القوات السورية الديمقراطية بريت ماكجورك أنه تم قطع الطريق، وغرد على تويتر " متطرفو  "داعش" محاصرين الأن تماما دون أى مخرج".

ونجحت القوات السورية الديمقراطية المدعومة من غارات التحالف الجوية في قطع الطريق شمال منبج حتى بلدة جرابلس الحدودية التي تسيطر عليها  "داعش" والتي استخدمها الجهاديون كنقطة عبور للمقاتلين والمال والأسلحة، كما قطعت القوات الطريق الجنوبي المتجه إلى الرقة العاصمة الفعلية لخلافة  "داعش" المزعومة، وتابع عبد الرحمن " وبالنسبة للجهادين حتى يصلون إلى الحدود التركية من الرقة عليهم اتخاذ طريق أكثر خطورة بسبب تواجد قوات النظام بالقرب والغارات الجوية الروسية"، وأطلقت روسيا ضربات جوية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في سورية في سبتمبر/ أيلول، وافاد المرصد أن آلاف السكان فروا من منبج التي سيطرت عليها  "داعش" منذ 2014 إلا أن الجهاديين الذين أجلوا العائلات بقوا للدفاع عن المدينة، ولا يزال يعيش في المدينة حوالي 20 ألف شخصا في حين كان عدد سكانها قبل الحرب 120 ألفا معظمهم من العرب وربعهم من الأكراد السوريين.

وأطلقت القوات السورية الديمقراطية الشهر الماضي هجمات على جبهتين من شمال محافظة الرقة نحو منبج في اتجاه بلدة طبقا التي تسيطر عليها "داعش" على نفس خط الإمدادات الحيوي جنوبا، وقامت قوات النظام مدعومة من الضربات الجوية الروسية بهجمات في الجنوب الغربي من طبقة، وركزت موسكو وواشنطن على الرغم من دعمها جوانب مختلفة في الصراع السوري المستمر منذ 5 سنوات على قاتل الجماعة الجهادية، وقتلت الحرب السورية أكثر من 280 ألف شخصا وشردت ملايين منذ بدايتها عام 2011 مع القمع الوحشي للاحتجاجات المناهضة للحكومة