ليكا

صممت إحدى الشركات التكنولوجية روبوتًا دائريًا يُدعى "ليكا" خصيصُا لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، ويتيح ليكا للأطفال ألعابًا تعليمية من خلال توفير التحفيز الحسي لديهم من خلال الحركة والأضواء والاهتزاز والصوت.

وشبّه صانعو ليكا الروبوت الصغير بالكلب المرشد للأطفال الذين يعانون من التوحد حيث يساعدهم على تخطي تحديات التعلم والتفاعل الاجتماعي، ويتم عرض الروبوت ليكا في العرض التجاري العالمي للإلكترونيات والتكنولوجيا CES 2016 في لاس فيغاس.

 

وأفاد صانعو الروبوت ليكا التفاعلي أنه يمكنه تحفيز الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو مثل التوحد ومتلازمة دارون أو من يعانون من إعاقات متعددة، وصمم الروبوت المستدير لمساعدة الآباء والأمهات ومقدمى الرعاية لتعليم أطفالهم باستخدام العلاج من خلال اللعب في منازلهم، ويستند الروبوت على فكرة استخدام العناصر النموذجية في الألعاب مثل إحراز الأهداف والتنافس وتطبيقها على التعلم لجعله أكثر سهولة، ويمكن للمستخديم اختيار مجموعة ألعاب لتطوير المهارات الفكرية والحركية.

 

وأضاف الرئيس التنفيذي ومؤسس ليكا "لاديسلاس دي تولدي": " يمثل الروبوت الكلب المرشد بالنسبة للأطفال الذين يعانون من التوحد، ويتميز الروبوت ليكا بإمكانية توقع تفاعلاته واستقرارها وهو أمر مهم لإشعار الطفل بالسلامة والهدوء، ويلبى ليكا الاحتياجات المحددة للأطفال ويركز على تحفيز حواس متعددة، حيث تساعد أصواته وأضوائه واتزازاته في تحسين المعالجة الحسية وتقليل التوتر".

 

وبيّن السيد دي تولدي لبي بي سي، أن الأطفال المعاقين لا يزالوا أطفالًا ويرغبون في اللعب والاستمتاع، وعند استخدام الروبوت كوسيلة لدعم أنشطة التعلم يصبح الأطفال أكثر انخراطًا في تلك الأنشطة"، وتشمل الخطوات المقبلة بالنسبة للروبوت ليك وجود شاشة بحيث يمكنه إظهار بعض المشاعر بجانب الأصوات.

وصممت الشركة نموذجًا من الروبوت وتقوم بجمع الأموال حاليًا على موقع 'sowefund' الفرنسي لإنتاج الروبوت، ويعمل فريق إنتاج الروبوت مع باحثين في باريس وبريطانيا، وأضاف السيد دي تولدي " نبني مشاريعنا على الأبحاث التي تتم في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن خلال مساعدة الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية نحن واثقون من أن هذا الروبوت سيساعد الأطفال الذين يستخدمونه".

وتعد الروبوتات الاجتماعية جزء من التكنولوجيا الناشئة التي تهدف إلى مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد وتحسين مهاراتهم الاتصالية، وهناك العديد من التطبيقات المتاحة لإشعار الأطفال بالأمان والتواصل بسهولة أكبر لأن البرنامج الذي يعمل من خلال الروبوت يجعله منظم وقابل للتوقع أكثر من تفاعلات البشر.

وقدمت شركة "توكا بوكا" السويدية على سبيل المثال عددًا من التطبيقات التي تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 6 أعوام، ويعمل تطبيق "توكا باند" على تشجيع الأطفال لصنع الموسيقى وتعلم الإيقاع، أما تطبيق توكا هير صالون يتيح للمستخدم عمل قصات شعر افتراضية للعائلة والأصدقاء.

وعلى الرغم من أن هذه الألعاب ليست مصممة خصيصا للأطفال المصابين بالتوحد إلا أنها أثبتت شعبية بين الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من التوحد، وأضافت كارول بوفيى مديرة مركز الجمعية الوطنية للمصابين بالتوحد " هذا وقت التحمس لمرض التوحد من خلال وجود الكثير من الأعمال المبتكرة حول الواقع الافتراضي وتطبيقات الاتصالات والأجهزة التكنولوجية التي يمكن ارتداؤها لقياس أشياء مثل مستويات التوتر".

وعلّقت السيدة بوفيى على الروبوت ليكا " يعد الروبوت نموذجًا من مجموعة من التكنولوجيات الناشئة التي تساعد في تغيير حياة المصابين بالتوحد، ويرتبط العديد من المصابين بالتوحد بالتكنولوجيا ما يعني أنها تعد وسيلة جيدة لإشراك الأطفال والبالغين أيضًا، نحن نستخدم مجموعة من الأجهزة في مدارسنا بما في ذلك أي باد وألعاب السبب والنتيجة وبعض البرامج مثل Games Maker Studio و Minecraft".

وأضافت السيدة بوفيى " لا يزال الروبوت في مرحلة التطوير لكنه يحمل الكثير من الوعود، ونحن مهتمون بشكل خاص بخطة الفريق لجمع بيانات عن تفاعلات الأطفال مع الروبوت، ودور هذه البيانات في زيادة فهمنا لمرض التوحد، ونأمل على المدى الطويل أن تساعد هذه البيانات في دعم أفضل لمن يعانون من التوحد".