منزل عوني ظاهر

في قرية "ياصيد" شمال غرب نابلس يقع منزل عوني ظاهر صاحب المنزل المتواضع حوله متحفا للأدوات التراثية والقديمة .

ويسعى بعدما تقاعد مؤخراً لأن يكون متحفه مقصداً للشباب والطلاب الفلسطينيين لتعزيز انتمائهم إلى تراثهم وثقافتهم التي تواجه التهويد .

عوني ظاهر الذي يحرص على استقبال الضيوف في منزله بالزي التراثي الفلسطيني حدثنا عن بدايات فكرته لإنشاء متحف، والذي جاء نتيجة طموح سابق يحلم بتنفيذه منذ 30 عاما، ويعمل على جمع الأدوات التراثية والتقليدية بمجهوده الشخصي، وقد بدأ بإنشاء المتحف بعد تنظيمه معرضا تربويا العام الماضي في محافظة "طوباس" شمال الضفة، وكان المعرض يوثق المراحل التي مر بها التعليم في فلسطين خلال مائة عام، وركز خلاله على جمع الأدوات والمناهج والوثائق التي كانت تستخدم في العملية التعليمية، ومن بين الأدوات التي عرضت الطابعات والأدوات التعليمية البدائية وصولاً إلى الأجهزة الحديثة التي تستخدم حالياً، كما شمل المعرض الذي أقامه في "طوباس" مقارنة بين المناهج المختلفة التي تم تدريسها في فلسطين، والمقارنة بين الدروس في تلك المناهج .

وأشار "ظاهر" إلى أن الفكرة تطورت بعد ذلك لإنشاء معرض للأدوات التي استخدمت في مختلف مناحي الحياة في فلسطين خلال مائة عام، فقام بجمع مختلف تلك الأدوات بجهد شخصي منه، ووضعها في مخازن منزله المتواضع لتكون نواة للمتحف، كما يعمل على عرض بعض هذه الأدوات في غرفة الضيوف في منزله ليشاهدها زواره وليتعرفوا إليها، كما يطمح إلى أن يكون المتحف في مكان مهيأ ليستوعب الزوار والمراجعين للمحافظة على الأدوات من التلف خاصة الوثائق، ولكن عدم توفر الدعم المادي يحول دون ذلك، فبالرغم من امتلاكه عددا من المقتنيات والوثائق التي لا تتوافر حتى في المؤسسات الثقافية الرسمية، لم يلق "ظاهر" الدعم لتبني متحفه حتى الآن .

وفي هذا السياق نوه بأنه توجه لمديريتي الثقافة في كل من نابلس وطوباس لتوفير المكان المناسب والدعم المادي، وكانوا يردون عليه بعدم إمكانية تبني المشروع بسبب ضعف الإمكانات المادية, وانتقد عدم الاهتمام الرسمي بمثل هذه المعارض قائلاً: "في الوقت نفسه الذي أقمت فيه معرضي في طوباس كان يقام في ألمانيا معرض تاريخي، وكانت مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، وكل الوثائق وضعت في صناديق مخصصة مع مجاهر للتكبير، ودخله خلال ثلاثة أيام ثلاثة ملايين شخص" . ولدى سؤاله له عن المشروع الذي يطمح إلى إنشائه في حال توفر الدعم، أكد أنه يطمح لإنشاء متحف من أقسام عدة، قسم يكون على مستوى قرية سياحية فيتم جمع عدد من الأدوات التراثية داخل أحد القصور الأثرية الموجودة في قريته "ياصيد"، الذي يعاني الإهمال وعدم الترميم بالرغم من أنه يعود للفترة الأيوبية، إضافة إلى مكتبة تحتوي على مختلف الإصدارات من الكتب والمناهج خلال الأعوام المئة الأخيرة، وغيرها من الأقسام .

وحول طريقة جمع بعض الوثائق القديمة، قال إنه تمكن من جمع بعض الوثائق عام 2002 خلال اجتياح جيش الاحتلال مدينة نابلس، وأشار "بسبب ظروف الحصار والاجتياح وعملي في مديرية التربية والتعليم بنابلس كنت اضطر للمبيت في مكتبي ولا أتمكن من العودة إلى منزلي في ياصيد، وخلال تلك الفترة اتخذت المديرية قرارا بإتلاف الكثير من الوثائق المخزنة، نظرا لاحتمالية احتراق المقر بسببها في حال حدوث قصف ودخول بعض الشظايا، فكنت كل ليلة أفتح صندوقاً وأستخرج منه الوثائق غير التالفة بسبب طول مدة التخزين وأجمعها .