المطران عطا الله حنا

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الخميس، وفدا من أبناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية في استراليا وهم من أصول سورية وقد وصلوا في زيارة حج الى الأماكن المقدسة في فلسطين وبعضهم يزور الأراضي المقدسة للمرة الأولى.

واستقبلهم المطران في كنيسة القيامة، أقيمت الصلاة امام القبر المقدس من اجل سوريا ومن اجل ان يتحقق السلام والاستقرار فيها ومن اجل فلسطين الأرض المقدسة وشعبها.

وقال المطران في كلمته "ان سوريا حاضرة دوما في صلواتنا وفي ادعيتنا والخير الذي نتمناه لفلسطين نتمناه لسوريا ولكافة اقطارنا العربية في هذا المشرق الذي يعاني من حالة الاضطراب وعدم الاستقرار والعنف والحروب ونشر ثقافة الموت والعنف، واننا ندين العمل الإرهابي الذي استهدف السويداء ومحيطها يوم امس وادى الى استشهاد العشرات من الأبرياء، هذا الاجرام المنظم الذي استهدف سوريا خلال السنوات المنصرمة انما يعتبر ظاهرة خارجة عن السياق الإنساني والحضاري والروحي والأخلاقي".

وتابع "نتضامن مع اسر الشهداء كما اننا نتضامن مع كافة الحزانى والثكالى والمعذبين والمشردين في سوريا وما اكثرهم ونسأل الله بأن يتحقق السلام في سوريا الجميلة التي نحبها والتي نتمنى لها كل الخير وننتهز مناسبة زيارتكم لكي نؤكد تضامننا ووقوفنا الى جانب سوريا في محنتها وهي تتعرض لهذه المؤامرة الكونية التي تستهدفها".

واضاف "ان أولئك الذين يدمرون ويستهدفون الأبرياء في سوريا كما ان أولئك المتآمرين على سوريا هم ذاتهم المتآمرون على فلسطين، وأولئك الذين يخططون لتفكيك واضعاف سوريا هم ذاتهم الساعون لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس، عدونا واحد وان تعددت الأسماء والاوصاف هنا وهناك كما ان أولئك الذين يستهدفون سوريا وتاريخها وحضارتها وشعبها هم ذاتهم الذين يستهدفون اليمن وقد حولوا اليمن السعيد الى يمن البؤس والدمار والخراب كما ان هم ذاتهم الذين يستهدفون العراق وليبيا وغيرها من الأقطار العربية الشقيقة، اما فلسطين الأرض المقدسة فستبقى تتوق الى ان تتحقق العدالة فيها والعدالة في مفهومنا تعني ان يزول الاحتلال وان ترفع راية الحرية في مدينة القدس وفي سائر ارجاء وطننا الجريح، العدالة في مفهومنا تعني ان تزول المظالم وكافة السياسات والممارسات العنصرية التي تستهدف شعبنا.

واضاف "الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم وثوابتهم الوطنية ولن يقبلوا بأية مساومات او صفقات على حساب هذه الثوابت وفي مقدمتها حقنا في ان نعيش أحرارا في وطننا والقدس عاصمتنا مع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم الام، واتيتم الى فلسطين لكي تتضامنوا مع شعبها ولكي تصلوا من اجل بلدكم الجريح ونحن معكم نرفع الدعاء الى الله من اجل انتصار سوريا على اعدائها واعداء سوريا هم أعداء فلسطين وهم أعداء الإنسانية".

وتابع "ان ما يحدث في مشرقنا العربي انما هو مخطط استعماري تقوده القوى الماسونية الشريرة والصهيونية الظلامية وعملائها ومرتزقتها بهدف تدمير حضارتنا وتاريخنا وتراثنا وتفكيك اقطارنا العربية".

واوضح ان لن تتمكن أي قوة من اسكات الشعب مهما كثرت المؤامرات والضغوطات والابتزازات وسيبقى لسان حالنا يقول الحرية لفلسطين والنصر لسوريا وللامة العربية.

واضاف ان ستبقى مدينة القدس قبلة الاحرار وحاضنة المقدسات وعاصمة فلسطين شاء من شاء وابى من ابى ولن تؤثر اية قرارات احتلالية او إجراءات أمريكية والتي لن تزيد الشعب الا صمودا وثباتا وتمسكا بهذه الأرض المقدسة.

واضاف "نتمنى لكم حجا مباركا وادعية مرضية في هذه البقعة المقدسة من العالم ونتمنى أيضا ان نصلي قريبا في مريمية الشام وفي معلولا وصيدنايا وفي حلب الشهباء".

واختتم المطران كلمته "اليوم تتعانق كنيسة القيامة مع مريمية الشام وكنائس سوريا، اليوم يتعانق المسجد الأقصى مع المسجد الاموي ومع كافة دور العبادة والصروح الروحية في سورية الحبيبة، اليوم هو لقاء فلسطين وسوريا لقاء القدس ودمشق لقاء أبناء هذا المشرق العربي الواحد الذي يستهدفه الإرهاب العابر للحدود".