المخابرات الإسرائيلية

أعربت مصادر في المخابرات الإسرائيلية عن قلقها من النتائج الميدانية لقرار الولايات المتحدة الوقف التام لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومن خطر انفجار موجة جديدة من الغضب الفلسطيني.
وتوجهت الدكتور حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى المواطنين الإسرائيليين مباشرة، محذرة" أنتم أيضًا ستدفعون ثمن القرار الأميركي البشع، وليس نحن وحدنا".
وقالت عشراوي في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"،" إنَّ على أولئك الإسرائيليين، الذين فرحوا بالقرار الأميركي لأنَّهم يفرحون لكل ضربة موجهة إلينا نحن الفلسطينيين، أن ينتظروا قليلًا، ويدركوا كيف سيؤثر هذا القرار فيهم. إذ إن أي انفجار غضب فلسطيني سيتوجه ميدانيًا إلى إسرائيل".
وكان نتنياهو، قد صرح بأنَّ إسرائيل تؤيد قرار الولايات المتحدة وقف تمويل "الأونروا"، التي اعتبرها "وكالة تكريس اللاجئين"، وأيد ما قيل بأن العدد الحقيقي للاجئين، يقل بكثير عما تبلغ عنه "الأونروا".
وحاول نتنياهو تشبيه اللاجئين الفلسطينيين باليهود المهاجرين إلى إسرائيل، وحتى بالمستوطنين اليهود الذين تم إخلاؤهم من المستعمرات في قطاع غزة ضمن خطة الانفصال، فقال خلال زيارته لقرية ياد بنيامين، التي كانت استوعبت بعضًا من هؤلاء المستوطنين" تم استيعاب المواطنين الذين شردوا من غوش قطيف في هذه البلدة"،وقد "جددوا حياتهم التي أصبحت رائعة. هناك الذاكرة التي بقيت، ولكن هناك أيضًا الحاضر والمستقبل الذي تغير، ما يعطي حياة جديدة وأملًا كبيرًا. هذا ما قمنا به في دولة إسرائيل. أو لم يأتِ إلينا مشردون من بلدان مختلفة بمن فيهم ناجون من المحرقة الذين شردوا من الدول التي عاشوا فيها؟ إنَّهم شردوا من بلدات عاشوا فيها على مدار 500 عام، كما حصل في ليتوانيا، أو على مدار ألف عام كما حصل في بولندا. إنهم شردوا وبقوا على قيد الحياة ووصلوا إلى هنا. لم نبقهم لاجئين، حولناهم إلى مواطنين متساوين يسهمون في بناء الوطن. وهذا ليس ما يحدث عند الفلسطينيين. لقد أقام الفلسطينيون مؤسسة خاصة قبل 70 عامًا ليس بهدف استيعاب اللاجئين، بل بهدف تخليد كونهم لاجئين. لهذا السبب قامت الولايات المتحدة بخطوة مهمة جدًا، عندما أوقفت تمويل الوكالة التي تسمى (الأونروا)، لإبقاء اللاجئين لاجئين".
وفي السياق نفسه، وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون تصريحات الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بشأن قضية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بالجوفاء. 
وكان أبو ردينة قال" إنَّ السلطة الفلسطينية تدرس إمكانية التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، في أعقاب القرار الأميركي".
وأوضح دانون أنَّ الجمعية العمومية ومجلس الأمن لا يستطيعان إلزام أي دولة بالتبرع لـ"الأونروا"، مؤكَّدًا أنَّ الفلسطينيين تفاجأوا بقرار واشنطن، إلَّا أنَّ هذا الموقف الرسمي يتناقض مع الأجواء داخل المؤسسات العسكرية، والأمنية الإسرائيلية، التي تعبر في مختلف تسريباتها للإعلام، عن مخاوف من أن تسفر الإجراءات ضد الأونروا عن إطلاق المظاهرات الشعبية، وتصعيد العمليات المسلحة، وقد تؤدي أيضًا، إلى وقف التنسيق الأمني بينها وبين أجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية".
وقال الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، الرئيس السابق للدائرة الأمنية والسياسية في وزارة الأمن" إنَّه عمل طويلًا ضد أي مساس بـ"الأونروا"، وإنه عمل في السنة الأخيرة من عمله (2017)، مع السفير السابق في واشنطن، نائب الوزير في مكتب نتنياهو اليوم، مايكل أورن، على إحباط أي مبادرات أو مشاريع قوانين في الكونغرس ضد "الأونروا".
وقال عاموس " أنا أعتقد أن الأونروا منظمة سيئة، لكن حماس أكثر سوءًا، فالمساس بها سيقوي حماس في الشارع الفلسطيني".