الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس

التأمت في العاصمة الأردنية عمان، قمة بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ركزت على البحث في آخر التطورات بشأن مدينة القدس المحتلة والجهود المبذولة لدفع عملية السلام. وأعلن بيان للديوان الملكي الأردني، أنه تم التأكيد، خلال المحادثات، على "ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بشأن تطورات القضية الفلسطينية والقدس". وتعهد عبدالله الثاني وقوف بلاده بـ "كل طاقاتها وإمكاناتها إلى جانب الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه المشروعة في الحرية وإقامة دولته المستقلة".

وأكّد "الاستمرار في بذل الجهود، بالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، لإعادة إحياء عملية السلام وإطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادًا على حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". ولفت إلى أن "التوصل إلى السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وجدّد العاهل الأردني رفض المملكة لـ "السياسات والإجراءات الإسرائيلية الأحادية والاعتداءات المتكررة على المقدسات في القدس"، مؤكدًا أن بلاده مستمرة في القيام بدورها التاريخي في حماية المقدسات.

وأوضح بيان للرئاسة الفلسطينية أن عباس أطلع الملك عبد الله على "مجمل التطورات في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي"، وبحثا "العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها"، وأشار البيان إن الاجتماع جاء "في إطار استمرار التنسيق بين الجانبين لحماية مدينة القدس ومقدساتها، خصوصًا في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المدينة عاصمة لإسرائيل".

ويأتي ذلك في وقت تواصلت ردود الفعل الفلسطينية الرافضة للمشاركة في لقاء "العصف الذهني" حول غزة الذي تنظمه الإدارة الأميركية، في البيت الأبيض، وأكد الدكتور عدنان مجلي، على "رفضه المشاركة في اللقاء"، داعيًا الشخصيات الفلسطينية المدعوة إلى مقاطعته. وقال مجلي، وهو عالم ورجل اعمل فلسطيني بارز يحمل الجنسية الأميركية، "الإدارة الأميركية التي شطبت القدس واللاجئين من العملية السياسية، تبدي اليوم اهتمامًا غير مقنع بقطاع غزة. ورأى أن "هذا الاهتمام المفاجئ ليس بريئاً، وهو فصل من فصول صفقة القرن التي تعدها أوساط إسرائيلية– أميركية".

وزاد "من الواضح أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو والفريق المؤيد له في واشنطن، يخططون لإقامة دولة لنا في غزة، وأجزاء من الضفة الغربية، ولهذا السبب جاءت هذه الصحوة المتأخرة بشأن الوضع الإنساني في القطاع". وحض حركتي "فتح" و "حماس" على "الرد على هذه المساعي بإنهاء الانقسام فوراً، والعمل يداً واحدة لمقاومتها".

وشدد مندوب فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور على "عدم صدقية الأنباء التي تشيعها إسرائيل حول إمكان انسحابها من الترشح للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي". وأكد "أهمية تكثيف الجهود لمواجهة السعي الإسرائيلي"، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد زيارات لدول أفريقية وأخرى في الكاريبي وأميركا الجنوبية لمواجهة تحرك إسرائيل والتي تعمل بهدوء لتنفيذ مخططها. وفي ما يتعلق بالتحركات المقبلة في الأمم المتحدة، قال منصور إنه "يجري حالياً عقد لقاءات فردية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاستطلاع الآراء والمواقف تجاه ثلاث مسائل هي: طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وإعادة نقاش مجلس الأمن لمسألة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومطالبة المجلس تنفيذ القرار 2334 الخاص بالاستيطان".