الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي

أعلنت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، اليوم الأحد، الحداد والإضراب عن الطعام لثلاثة أيام، احتجاجًا على استشهاد الأسير ياسر ذياب حمدوني في سجن "ريمون" صباح اليوم. وأضاف نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى بدأوا بالتكبير في أقسام السجون فور الإعلان عن استشهاد حمدوني.
وذكر نادي الأسير أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ممن استشهدوا داخل السجون وصل إلى (208) شهيدًا، إضافة إلى ثمانية آخرون استشهدوا بعد الإفراج عنهم بفترات قليلة بعد معاناة من الإهمال الطبي في الأسر.
 
من جهتها نعت حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله الأسير ذياب حمدونة الذي استشهد في سجون الاحتلال الاسرائيلي صباح اليوم.
 
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن حكومة الوفاق الوطني تُحمّل اسرائيل وما تسمى مصلحة السجون وجهازها الطبي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير حمدونة وعن حياة بقية الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي والذين يعانون أوضاعًا صحية صعبة وظروف اعتقال قاسية تتعمّد فيها سلطات الاحتلال تطبيق سياسة الاهمال الطبي وسياسة القتل البطيء بحقهم.
وطالب المتحدث الرسمي المجتمع الدولي و المؤسسات الحقوقية والإنسانية العالمية بتحمل مسؤولياتهم ازاء حياة اسرى الحرية في سجون الاحتلال والتحرك الفوري والعمل الجاد لإطلاق سراح الاسرى كافة وفي مقدمتهم الأسرى المرضى والأسرى الأطفال.
 
من جهته دعا مدير عام إذاعة الأسرى الأسير المحرّر طارق عز الدين جماهير الشعب الفلسطيني لاعتبار اليوم يوم غضب وثورة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والداخل المحتل رداً على استشهاد الأسير البطل ياسر حمدوني (40 عامًا) من بلدة يعبد قضاء جنين والذي استشهد داخل سجن رامون اثر سكتة قلبية.
وطالب عز الدين أبناء الشعب وأصحاب القرار بدعم الأسرى ونصرتهم داخل سجون الاحتلال الغاصب، مشيراً إلى أن الأسرى يتعرضون لكافة أشكال القتل والقمع والتنكيل على أيدي سجانو الاحتلال.
 
وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير حمدوني، لافتاً إلى أن الاحتلال يتعمّد الإهمال الطبي بحق الأسرى من أجل قتلهم بدم بارد ويجب محاكمته على جرائمه.
 
من جانبه أكد القيادي بحركة الجهاد الاسلامي، الأسير المحرّر الشيخ خضر عدنان، بأن استشهاد الأسير البطل ياسر حمدونة في سجون الإحتلال يفتح جراح الأسرى الذين لا زالوا يقبعون في الأسر من المرضى و القدامى.
 
وحمّل عدنان في تصريح له صباح اليوم الأحد الاحتلال و مصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير حمدونة، مؤكداً بأن استشهاد أسرانا يجب أن يُحرّض الجميع للقيام بواجبهم في العمل على حرية جميع الأسرى.
 
وحذّر من أن ازدياد عدد الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة في الاعتقال مع تعمُّد الاحتلال عدم تقديم العلاج المناسب و المماطلة فيه، مما يُعرّض مزيد من الأسرى للشهادة.
هذا وأعلن مركز أسرى فلسطين للدراسات ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال إلى 208 شهيدًا، باستشهاد الأسير ياسر حمدونة نتيجة سكتة دماغية حادة، صباح الأحد.
وذكر رياض الأشقر المتحدث باسم المركز، في بيان وصل "فلسطين اليوم" الأحد، أن من بين الشهداء 55 أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.
وأشار إلى أن استشهاد الأسير حمدونة جاء "نتيجة تراكم الإهمال الطبي بحقه، منذ أن بدأت صحته في التراجع، إلى أن ارتقى شهيدا صباح اليوم".
وأوضح أن الأسير حمدونة معتقل منذ 19/6/2003، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة؛ بسبب انتمائه لكتائب شهداء الاقصى، وتنفيذ عمليات عسكرية أدت إلى مقتل جندي وإصابة آخرين.
ولفت إلى أن حمدونة أمضى في سجون الاحتلال 13 عاما، وكان يعانى من وضع صحي صعب، وأن الاحتلال تجاهل متابعة حالته المرضية، وكان قد أجرى له فحصا شكليا بمستشفى الرملة، دون تقديم علاج مناسب بحالته.
وقال الاشقر إن الأسير بدأ منذ عام 2014 يعاني من طنين وآلام في الاذنين لم يعرف سببهما، ورغم مناشدة ذويه وزملائه الأسرى لم يقدّم له الاحتلال أي علاج أو يعرضه حتى على طبيب متخصص؛ الامر الذي ادى الى تراجع وضع الصحي، حيث أصبح يعاني من  ضيق في التنفس، ومشاكل في القلب.
وأضاف أن حمدونة أصيب في وقت متأخر من ليلة أمس بسكته دماغية في سجن ريمون، ونُقل بشكل عاجل الى مستشفى سوروكا، واستشهد بعد وصوله بوقت قصير؛ نظرا لخطورة حالته، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده.
وطالب الاشقر المنظمات الدولية الحقوقية والطبية بتشكيل لجان تحقيق للوقوف على أسباب استشهاد الاسرى، وتقديم الاحتلال للمحاكم الدولية، ومحاسبته على جرائمه بحق الاسرى، وتركهم فريسه للأمراض الفتّاكة دون علاج.