حركة المقاومة الإسلامية "حماس

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة عام 1987) قد مثّلت محطة مهمة للمقاومة الفلسطينية في العصر الحديث، ورسخت الوحدة الوطنية عمليًّا في الميدان، وعززت التعاون والتنسيق على كل المستويات. وقالت في بيان في الذكرى الـ 31 لانتفاضة الحجارة؛ والتي تصادف اليوم السبت 8 كانون الأول/ديسمبر، أن "الانتفاضة كانت ثورة شعبية جماهيرية وحدوية تميزت بوحدة النسيج الاجتماعي المتين والعلاقات الأسرية القوية والتعاضد والتكافل".

وأضافت: "المقاومة حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، ولا سيما الكفاح المسلح الذي يمثل خيارًا استراتيجيًّا لحماية القضية واسترداد الحقوق الوطنية الفلسطينية". وأردف بيان حماس: "بعد عشرين عامًا من احتلال الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وفي ظل محاولات التغييب والتذويب المكثفة للشعب الفلسطيني في سوق العمل وتحت هيمنة الكيان الصهيوني، اندلعت شرارة الانتفاضة الأولى".

وتابع: "بعد 31 عامًا من انطلاقة ثورة الحجارة، ما أحوجنا لهذه الوحدة ومتانة الصف والشراكة الحقيقية، وإعادة بناء المشروع الوطني على أسس متينة". وشددت حماس على أن "الانتفاضة فضحت وعرّت قبح الاحتلال وحاصرته في كل مكان"، منبّهة إلى أن "الأسباب التي أدت لاندلاع انتفاضة الحجارة ما زالت حاضرة".

وبيّنت "حماس" أن الانتفاضة جاءت بعد محاولات على مدار 20 عامًا لتغييب القضية الفلسطينية وإزاحتها عن الأجندات الدولية؛ عبر سياسة "تدجين" المجتمع الفلسطيني وعزله عن عمقه العربي والإسلامي. وأكدت أن الانتفاضة أعطت دلالة قوية ساطعة أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، متمسك بهويته الوطنية، يأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي الوطني والعبث بالانتماء للأرض والقضية.

وأفادت أن "ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطرَ ومؤامراتٍ ترجمة عملية لصفقة القرن؛ تحتاج منّا لموقف حاسم وموحد من جميع أبناء شعبنا، كما برز في جهود التصدي للقرار الصهيو أميركي". واعتبرت أن مسيرات العودة على حدود قطاع غزة "محاكاة" لانتفاضة الحجارة والتي "مثلت فسيفساء كفاحية استخدمت الأدوات والوسائل الإبداعية في وجه العدو الذي ينتظره الكثير الكثير إن لم يلتزم برفع الحصار".

وجددت حركة "حماس"، دعمها الكامل لمسيرة العودة الكبرى، "والعهد بالوقوف إلى جانب الحشود الثائرة"، وتقديم كل وسائل الدعم والإسناد لاستمرارها حتى تحقيق كامل أهدافها. وحيّت الشعب الفلسطيني على صموده وثباته في القدس والضفة وغزة وال 48 واللاجئين في مخيمات الشتات والمنفى القسري في مواجهة المؤامرات، مثمنة التمسك بالحقوق والالتفاف حول المقاومة.

وذكرت الحركة أنها ترفض صفقة القرن وكل الحلول المطروحة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وقضم الحقوق الوطنية والالتفاف عليها أو الانتقاص منها "كما أمريكا حاولت في الأمم المتحدة مؤخرًا". ودعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإنهاء الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة، "الذي يمثل خزانًا للثورة وبركانًا على الاحتلال ومشاريع تصفية القضية".

واستطردت حماس: "وحدة شعبنا اليوم وبناء مشروعه الوطني على سلم أولويات الحركة، ومواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة من جميع فصائلنا وقوانا الشعبية سياسيًّا وعسكريًّا ودبلوماسيًّا". وختمت بيانها بالتأكيد أن "محاولات التطبيع والهرولة المحمومة نحو الاحتلال واستقبال مجرميه لن يكتب لها النجاح، وسيقف شعبنا في وجه المطبعين مهما كلف ذلك من تضحيات، (...)، والتعامل مع الاحتلال كجزء طبيعي على أرض فلسطين خطيئة وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ومقاومته".