فصائل المقاومة الفلسطينية

أكّدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية على استعدادها لرد أي عدوانً عن شعبنا بكل ما نملك من الوسائل والإمكانات، وصولًا إلى تحرير أرضنا ومقدساتنا. وقالت الغرفة المشتركة في بيان لها في ذكرى اندحار العدو عن أرض قطاع غزة: "إن المقاومة التي نحتت في الصخر وأوجدت الإمكانات التي طردت الاحتلال من غزة عام 2005 هي اليوم تمتلك عشرات الأضعاف من الإمكانات التي تشكل هاجسًا ورعبًا دائمًا للعدو، ويعمل لها العدو ألف حساب".

وأضافت "إننا إذ حررنا بدمائنا وعرقنا وتضحياتنا وصواريخنا وعملياتنا المباركة أرض قطاعنا الحبيب، فإننا نتمسك بإرث الشهداء ووصيتهم في الحفاظ على أرضنا والدفاع عنها حتى آخر قطرةٍ من دمائنا والتمسك بسلاحنا حتى دحر آخر جنديٍ ومغتصبٍ عن أرضنا الطاهرة في كل ربوع فلسطين، وإن أية مشاريع تنتقص من هذه الحقوق مصيرها السقوط والفشل والاندثار".

وتابعت قائلة: "هذه الذكرى تضعنا أمام حقيقةٍ راسخة، وهي أن الشرعية الحقيقية وأم الشرعيات على هذه الأرض هي المقاومة التي قدمت هذا الإنجاز الحقيقي النادر في تاريخ شعبنا، وأرغمت المحتل على ترك أرضٍ فلسطينيةٍ عزيزة تحت ضربات المقاومة وصمودها الأسطوري". وأوضحت أن كل شرعيةٍ مزعومةٍ تتجاوز المقاومة لا تمثل شعبنا ولا ترقى لحمل همومه ولن يكتب لها النجاح في تمثيل شعبنا والبلوغ به إلى آماله وتطلعاته في التحرير والانعتاق من الاحتلال وتطهير الأرض والمقدسات.

وأشارت الغرفة المشتركة إلى أنه وفي مثل هده الأيام من عام 2005 اندحر العدو صاغرًا عن أرض قطاع غزة الصامد، يجر أذيال الخيبة والهزيمة والانكسار، بعد جولاتٍ طويلةٍ من الصراع المتواصل بين هذا العدو المجرم والمقاومة الفلسطينية الباسلة. وأضافت: "قدمت خلالها المقاومة وشعبنا المعطاء قوافل من الشهداء الأبرار وسيلاً من الدماء الزكية الطاهرة، وصمدت المقاومة صمودًا أسطوريًا وأبدعت في تطويع كل الإمكانات رغم ضعفها ومحدوديتها في مقاومة الترسانة العسكرية الصهيونية الضخمة التي كانت تحمي بضعة آلاف من المغتصبين الذين كانوا يحتلون قطاع غزة".

وأوضحت أن مستوطنات قطاع غزة السابقة التي كانت تحت قبضة المحتل لعشرات السنين ها هي اليوم وبعد ثلاثة عشر عامًا من اندحار العدو عنها تعود إلى أبنائها ويعود إليها أهلها ويحيونها من جديدٍ ويعيدون إليها الحياة، وتتمرس فيها المقاومة برجالاتها ومواقعها ومقراتها لتسجل صفحةً عظيمةً من صفحات المجد والبطولة ونموذجاً حياً على إرادة الحياة وإرادة المقاومة.

وشددت على أن هذه الذكرى العظيمة يسجل فيها شعبنا واحدًا من أهم انتصاراته التاريخية على المحتل الصهيوني، ألا وهو كسر عقيدته ومعادلات أمنه القومي المزعوم التي أقام كيانه عليها، فأسقط شعبنا ومقاومتنا معادلة شارون "نيتساريم كــتل أبيب" وأسقطت دماء شهدائنا استراتيجية نقل المعارك إلى أرضنا، وكسرت مقاومتُنا معادلة الردع.

وأكدت ولا تزال مقاومتنا تسجل في كل مرحلةٍ حضورها وبطولاتها وإنجازاتها في مقابل إنجازاتٍ وهميةٍ وباهتةٍ يحاول أرباب التنسيق الأمني تسويقها لشعبنا المجاهد الذي يحتضن المقاومة وهو جزء لا يتجزأ منها، فنحن من شعبنا وشعبنا منا، وإن تجربة غزة في دحر المحتل يجب وجوباً وطنياً أن تنتقل إلى الضفة المحتلة لدحر المحتل عنها وإعادتها إلى حضن الوطن بالمقاومة ومقارعة المحتل والصمود في وجهه، لا بالتطبيع والتنسيق والتدجين والاندماج مع العدو المغتصب.

ودعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إلى إطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة ليأخذ دوره ومكانه الطبيعي في مواجهة الاحتلال وكنسه عن أرض الضفة، فشعبنا الذي خاض معركة تحرير غزة بكل تفاصيلها لهو قادر على إرباك كل مخططات العدو في قضم الضفة وضم القدس وتصفية القضية الفلسطينية.

وشددت على أن الرد العملي على كل الصفقات المشبوهة والمخططات الخطيرة لتصفية قضيتنا هو إطلاق حالةٍ عامةٍ من المقاومة ومقارعة الاحتلال، ووقف كل أشكال التنسيق معه، خاصةً بعدما أثبتت كل مشاريع السلام والتسوية مع الاحتلال فشلها الذريع وإخفاقها وتضييعها للحقوق عبر أكثر من ربع قرن من الزمن.

ووجهت التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا للوطن أغلى ما يملكون، وللجرحى الأبطال الذين سالت دماؤهم في سبيل تطهير الأرض من المحتلين، ولأسرى الحرية الميامين الذين قضوا زهرات أعمارهم في السجون فداءً لأوطانهم وشعبهم، وللاجئين المتمسكين بالعودة إلى أرضهم رغم أنف كل المتآمرين، والتحية لشعبنا الأبي المرابط في كل مكان.