سكان غزة يصلون في المسجد الأقصي

انهمرت دموع الكثير من أهالي قطاع غزة الفلسطيني الذين وصلوا إلى المسجد الأقصى خلال أيام عيد الأضحى المبارك، لزيارته والصلاة فيه بعد سنوات طويلة من حرمانهم من الوصول لأولى القبلتين وثالث الحرميّن الشريفيّن.

وتمكّن نحو 500 فلسطيني من قطاع غزة، من التوجّه أمس، الأحد، إلى مدينة القدس، بغرض الصلاة في المسجد الأقصى وهي المرة الأولى التي تسمح سلطات الاحتلال فيها لمواطنين من سُكان غزة بزيارة القدس، منذ العام 2000 حيث اندلعت انتفاضة الأقصى.

وفيما واصلت سلطات الاحتلال حرمان أهالي غزة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر العام 200 من زيارة الأقصى والصلاة فيه، تجمّع نحو 500 مواطن تزيد أعمارهم عن (60 عامًا) في ساحة "الكتيبة" غرب مدينة غزة، أمس الأحد، مستقلين حافلات نقلتهم إلى مدينة القدس عبر حاجز إيرز الواصل بين القطاع والأراضي المُحتلّة.

وذكرت مصادر محليّة في القدس بأنَّ مظاهر الفرحة والشوق كانت ظاهرة على وجوه المُصلّين القادمين من قطاع غزة، إلى المسجد الأقصى المبارك، بعد حرمانهم من الوصول إليه منذ سنوات.

وتجول المصلّون، وهمّ من كِبار السن، في ساحات وأروقة ومساجد الأقصى لرؤية معالمه؛ فالعديد منهم يزورونه للمرة الأولى رغم كِبر سنهم، ومنهم محروم منذ سنوات طويلة من الوصول إليه والصلاة فيه، وانهمرت الدموع من عيون أهالي قطاع غزة خلال التجوال والصلاة والدعاء في الأقصى.

وأدّى المصلّون صلاة الظهر في الأقصى، ثم انشغلوا بقراءة القرآن وأداء صلوات النوافل والدعاء لتحرير القدس والأقصى والأسرى، كما دعوا لفكّ الحصار المتواصل على القطاع، وتمنّى المصلون أنَّ يتمكّنوا من الحضور بصورة يوميّة إلى القدس والأقصى دون أيّة قيود أو عراقيل إسرائيلية.

وصرّح مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، بأنَّ جميع الذين تمكّنوا من الوصول إلى الاقصى همّ من كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن الـ60 عامًا من الرجال والنساء، وزيارة اهالي القطاع للمسجد الأقصى هي منّة من الله تعالى، بعد معاناتهم قبل شهرين من عدوان إسرائيلي، واليوم اختلط أهالي القدس وغزة بالمسجد الأقصى المبارك.

وأضاف الكسواني: "حضور المصلّين إلى الأقصى يؤكد مدى الارتباط الفلسطيني بالأقصى، فهو قبلة المسلمين الأولى وذُكر في القرآن الكريم في سورة الإسراء، كما ذُكر في الأحاديث النبويّة الشريفة".

وأعرب عن فرحته لتمكّن أهالي القطاع من دخول المسجد الأقصى بعد حرمانهم من الوصول إليه لمدة 14 عامًا، مضيفًا: "أهالي القطاع اليوم تنفّسوا هواء القدس والأقصى، اليوم استقبلنا الآباء والأمهات الصابرين الصامدين".

ويأمل الشيخ الكسواني أنَّ ترفع راية النصر على المسجد الأقصى في العيد القادم، وأنَّ يكون المسجد مفتوحًا لجميع الفلسطينيين والمسلمين، ويتمكّنوا من الوصول إليه والصلاة فيه في كل الأوقات.