رئيس دولة فلسطين محمود عباس

حذّرت نخب إسرائيلية من أن تل أبيب ستجد نفسها مضطرة إلى تولي زمام مقاليد الأمور في الضفة الغربية المحتلة، في حال توفي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو استقال من منصبه.

وأفاد معلّق الشؤون الفلسطينية آفي سيخاروف، بأنه من غير المستبعد أن يجد منسق شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال يوآف مردخاي، نفسه مسؤولًا مباشرًا عن إدارة شؤون الضفة الغربية في حال غادر الرئيس محمود عباس المشهد السياسي.

وفي مقال نشره صباح الاثنين موقع "وللا" الإخباري العبري، قلل سيخاروف من أهمية التقارير التي تشير إلى المرشحين لخلافة عباس، في حال غاب عن المشهد، مشيرًا إلى أنه في حال لم تحدث انطلاقة على صعيد حل الصراع، فإن أحدًا لن يكون بوسعه تحمل المسؤولية في إدارة شؤون السلطة، ما يعيد دولة الاحتلال لتكون المسؤولة عن الضفة.

ونوّه سيخاروف إلى أن حرص الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على مواصلة التعاون الأمني وشن حرب على كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أعطى الحكومة الإسرائيلية الانطباع بأن "إستراتيجية إدارة الصراع" تؤتي أكلها.

وأشار سيخاروف إلى أن قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية تحاول طمأنة دولة الاحتلال بأنها جادة في عملياتها ضد "حماس"، مشيرًا إلى أن هذه الأجهزة أعلنت أخيرًا اعتقال عدد من الفلسطينيين بتهمة نقل ملايين الدولارات لعناصر الحركة في الضفة الغربية من أجل تدشين بنية تحتية للعمليات.

وشدد سيخاروف على أن عمليات المقاومة التي ينفذها الفلسطينيون، والعمليات المتطرفة التي تنفذها المنظمات اليهودية، تدلل على فشل إستراتيجية "إدارة الصراع".

وكان موقع "إسرائيل بالس" العبري قد كشف الأربعاء الماضي، النقاب عن أن أعضاء بارزين في لجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان قد وجهوا انتقادات حادة لنتنياهو لعدم إقدامه على إجراء نقاش جدي حول التداعيات المحتملة لغياب الرئيس عباس عن المشهد.

ونقل الموقع عن النواب تحذيرهم من أن الأوضاع الأمنية يمكن أن تنفجر بشكل يصعب تصوره بسبب حالة الفراغ التي يمكن أن تعقب غياب عباس.

ويسود اعتقاد بين النخب الإسرائيلية بأنه لا يمكن أن يقود السلطة الفلسطينية شخصية مريحة لـ"إسرائيل" مثل عباس.

وكتب المعلّق رفيف دروكير مقالا في "هآرتس"العبرية، قال فيه إن "أفضل خبراء التقنيات المتقدمة في "إسرائيل" ليس بوسعهم تطوير شريك مريح لها كما هو الحال مع أبي مازن".

وكانت مصادر مقربة من الرئاسة الفلسطينية أكدت أن فكرة التلويح باستقالة الرئيس عباس هي مناورة فلسطينية من أجل الضغط على الأوروبيين والأمريكان بهدف تحريك ملف المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن الرئيس عباس غاضب، ولديه استياء كبير من موقف الولايات المتحدة الذي يتعمد تجاهل ملف التسوية في الفترة الحالية، بينما نتنياهو مستمر في دعم الاستيطان ، ورفعه لشعار السلام الاقتصادي.وفي هذا الصدد فإن عباس دائم الحديث عن وزير الخارجية الأمريكي ويردد "أن كيري قد خذلني وكذب علينا".