عبد الحميد أباعود

أعلن مكتب مدعي باريس الخميس، أنه تم التعرف على جثة البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يعتبر العقل المدبر لاعتداءات باريس، بين القتلى الذين سقطوا إثر عملية المداهمة التي نفذتها الشرطة في سان دوني.
 
وذكر المدعي في بيان، "لقد تم التعرف رسميا للتو على عبد الحميد أباعود على أنه من قتلى العملية التي نًفذت في ضاحية شمال باريس أمس الأربعاء.
 
ونسبت القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي إلى مصادر في الشرطة الفرنسية، أن المجموعة التي استهدفتها العملية الأمنية في سان دوني صباح أمس الأربعاء، كانت تستعد لتنفيذ هجمات، وتحديدا في مطار "رواسي شارل ديغول" والمركز التجاري "كاتر تان" في منطقة الديفانس.
 
وصرح مدعي باريس فرنسوا مولان بأن "كل شيء يشير إلى أن المجموعة كانت ستنتقل الى تنفيذ هجمات"، دون أن يحدد الأهداف المحتملة.
 
وتُشكل هذه المجموعة بالنسبة إلى المحققين، الفريق الرابع بعد المجموعات الثلاث التي نفذت هجمات باريس الجمعة الماضي، والتي أوقعت 129 قتيلًا وعشرات الجرحى.
 
وأعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية، الخميس، أن ست مداهمات جرت صباحًا في منطقة بروكسل "ضمن الأوساط المقربة" من بلال حدفي، أحد الذين قتلوا في اعتداءات باريس.
 
واعتبر الخبير في شؤون "الجهاد والفكر الإسلامي" ويليام مكانت، أن هجمات باريس الأخيرة، هي بداية النهاية لتنظيم "داعش".
 
وبين مكانت أن "سلسة الهجمات المنظمة في باريس الجمعة الماضية، هي أكبر عملية للتنظيم خارج الشرق الأوسط، وإشارة إلى زيادة نشاط التنظيم"، مضيفًا أن "الهجمات هي بداية النهاية للتنظيم".
وأكد أن الهجمات حفزت العالم للبدء في عملية واسعة على الأماكن التي يسيطر عليها "داعش"، وخصوصًا في سورية، معتبراً أنه "حتى إذا لم تحدث هذه الهجمات، فالتنظيم مصيره الانهيار، بعدما هاجم مواطنين لدول قوية وكبيرة مثل روسيا".
 
وتابع مكانت، " إن سبب فشل أجهزة الاستخبارات في رصد الهجمات وتوقعها، هو اتساع دائرة المراقبة، فالاستخبارات لا تراقب الكيان فقط، بل تراقب أشخاصًا معروفين بأفكارهم الراديكالية أو يميلون لهذه الأفكار، ما جعلها مهمة مرهقة ودائرة واسعة من المراقبة وجمع البيانات".
 
وأردف، "الحرب على التنظيم وصلت إلى طريق مسدود، فبعد عام كامل من الغارات لم تتحرر سوى 25 في المئة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وبعد دخول روسيا لتحمي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شعر التنظيم بضرورة وقف التوسع ونقل المعركة إلى البلاد المشاركة في التحالف الدولي".
 
واستهدفت هجمات باريس التي وقعت مساء الجمعة الماضي ستة مواقع مختلفة، وأسفرت عن وقوع 128 قتيلا وأكثر من 300 جريح، في حصيلة لا تزال أولية.
 
وبث "داعش" السبت الماضي مقطع فيديو لا يحمل تاريخا يُهدد فيه بمهاجمة فرنسا إذا استمر استهدافها مقاتليه من خلال الغارات الجوية.
 
وتحدث المتطرف في الفيديو، "ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان وستخافون من مجرد الخروج إلى الأسواق".
 
وتأتي هذه الهجمات بعد عشرة أشهر على الاعتداءات التي شنها متطرفون في قلب العاصمة الفرنسية ضد أسبوعية "شارلي ايبدو" الهزلية، ومتجر يهودي، ما أسفر عن 17 قتيلًا، والتي تلتها هجمات عدة أو محاولات هجمات.