وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو

اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، السينما الفلسطينية رسالة مهمة إلى العالم من الشعب الفلسطيني عبر بوابة الثقافة وهي رسالة حياة رغم  كل التحديات التي يواجهها، بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تحاول عزلنا عن محيطنا العربي ومحيطنا الإنساني، من خلال سلسلة من الإجراء التي تبدأ بالاستيطان، ولا تنتهي بالاعتداءات والانتهاكات اليومية، لافتاً إلى أن رسالة الشعب الفلسطيني هي رسالة صمود، فـ"شعبنا لن يقبل بأقل من الحرية، مهما فعل الاحتلال".

وقال بسيسو في كلمته بافتتاح الدورة الثالثة لـ"أيام سينمائية"، وتنظمها مؤسسة "فيلم لاب"، مساء أمس السبت في قصر رام الله الثقافي: إن هذه الأيام السينمائية هي رسالة تؤكد على أن الثقافة الفلسطينية، ثقافية تعنى بالحياة وبالصمود على هذه الأرض الانفتاح على ثقافات العالم يمثل ذروة الإدراك لطبيعة حقوقنا الوطنية والإنسانية والإبداعية. وأضاف: العشرات من هذه الأفلام المشاركة في هذه التظاهرة السينمائية، تتحدى سياسات العزل الإسرائيلي بأن تكون بيننا، إضافة إلى الفعاليات والبرامج المصاحبة للعروض السينمائية، مشدداً على أهمية كون هذه الأفلام تعرض في العديد من المدن الفلسطينية، من القدس العاصمة إلى رام الله إلى غزة، وهذه رسالة أخرى بأن الثقافة الفلسطينية هي ثقافة شاملة ووحدوية، رغم كل الاختلافات، فنحن نؤمن بأن الثقافة قادرة على صاعة الكثير من الأمل لشعبنا، ولجيل جديد من المبدعين يستمد عنفوانه من الآباء المؤسسين للثقافة منذ مئات أو آلاف السنين.

وشدّد وزير الثقافة: نحن على هذه الأرض، نعمل من أجل غد نستحقه ويستحقه شعبنا .. السينما هي إحدى ركائز الصمود لدورها المهم في نقل الراية الفلسطينية ببعدها الفني والإبداعي، لافتاً إلى أن العام المقبل يشهد ذكرتان أليمتان الأولى مرور مائة عام على وعد بلفوز، والثانية مرور خمسين عاماً على احتلال القدس، ولهذا نتطلع إلى مشاركات وإبداعات عربية تدعم صمود شعبنا، وخاصة في القدس، بحمل رواياته الفردية والجماعية عبر إنتاجات سينمائية متنوعة، ونتطلع لأن يكون العام 2017 عام القدس في السينما العربية، كما أعلنا قبل عدة أسابيع في مهرجان الإسكندرية السينمائي.

وختم بسيسو كلمته في المهرجان الذي دعمته الوزارة، بالقول: نتظلع إلى المزيد من العمل لدعم السينما الفلسطينية، ودعم السينمائيين الفلسطينيين .. وهذا الجهد يحتاج إلى وقفة شاملة من القطاع الخاص الفلسطيني، والمؤسسات الثقافية، وأيضاً من المبدعين، بحيث نؤسس لغد قادر على مواجهة هذه التحديات، ونؤسس لصناعة سينمائية فلسطينية قادرة بشكل فعال على التأثير في مسار الرواية، وتحفظ الحق الفلسطيني عبر إبداع متميز يتواصل عبر نخبة من مبدعينا ومبدعاتنا.

هذا وانطلق مهرجان "أيام سينمائية" في دورته الثالثة السبت في مدينة رام الله في فلسطين، بمشاركة 80 فيلماً دولياً وعربياً ومحلياً. وقالت مؤسسة "فيلم لاب-فلسطين" غير الربحية التي تنظم المهرجان في بيان لها أن "الأفلام المشاركة تشمل 45 فيلماً طويلاً بين روائي ووثائقي و25 فيلماً قصيراً و12 من الأفلام المتحركة للأطفال". وأضافت ان المهرجان سيُفتتح "بفيلم أرجنتيني بعنوان رقصة التانغو الأخيرة يروي قصة حب بين اثنين من أهم راقصي التانغو في تاريخ الأرجنتين وعشقهم الكبير للرقص".

وقالت الناطقة الإعلامية باسم المهرجان خلود بدوي أن "الموسيقار الأرجنتيني لويس بوردا الذي عمل في أفلام عدة أهمها رقصة التانغو الأخيرة والطريق إلى شاكو سيشارك في حفل الافتتاح". وأضافت ان "المهرجان سيعرض للمرة الأولى في فلسطين مجموعة من الأفلام التوثيقية عن الثورة الفلسطينية، والتي تم تصويرها على يد مخرجين ألمان من خلال برنامج وهج الذاكرة، الذي يستحضر التعاون بين منظمة التحرير وصنّاع أفلام من جمهورية ألمانيا الاتحادية". وأشارت إلى أن "وهج الذاكرة" يشتمل على "أفلام وصور التُقطت في لبنان وفلسطين في الفترة بين العامين 1977 و1988". وتابعت: "ستعرض هذه الأفلام بحضور مخرجيها، إذ سيقومون بتقديم إطار العمل الذي اتبعوه ومناقشة أعمالهم مع الحضور". ويخصص المهرجان في دورته الثالثة للمرة الأولى هذا العام جائزة لأفضل فيلم فلسطيني أو عن فلسطين. وكشفت الناطقة ان "عدد المشاركين في هذه المسابقة بلغ31 فيلماً، وتم اختيار 18 فيلماً منها للتنافس على الجائزة التي تحمل اسم عصفور الشمس الفلسطيني".

ويستمرّ المهرجان الذي يقام بدعم من عدد من المؤسسات المحلية والأجنبية في القدس ورام الله وبيت لحم وجنين وغزة حتى 21 من الشهر الجاري. وأوضح القائمون على المهرجان ان الدخول إلى جميع فعالياته سيكون مجاناً، بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور من متابعة الأفلام المعروضة.