مؤسسة "تيكا" التركية

كشفت وزارة "الأشغال العامة والإسكان" في غزة، عن استعدادها لإقامة مشروعًا إسكانيًا كبيرًا، على الأراضي التابعة للحكومة في منطقة جحر الديك، وسط قطاع غزة، تموله مؤسسة "تيكا" التركية بمبلغ 12.5 مليون دولار، لإيواء أصحاب المنازل المدمرة في العدوان "الإسرائيلي" الأخير.
 
وناقشت وزارة "الأشغال العامة والإسكان"، في وقتٍ سابق، مع وفد من مؤسسة "تيكا" برئاسة المدير التنفيذي سردار تشام عددًا من مشاريع الإعمار، وإنشاء عددٍ من الوحدات السكنية لأصحاب المنازل المدمرة في الحرب الأخيرة.
 
وأعلنت قبل أيام عن صرف دفعة مالية جديدة بقيمة 1000 دولار لأصحاب المنازل المدمرة كليًا، سيتسلمها حوالي 1525 مواطنًا متضررًا في المحافظات المختلفة.
 
وأوضح الوكيل المساعد في الوزارة المهندس ناجي سرحان أن وزارته تعمل حاليًا على إعداد التصميمات المعمارية الخاصة بالأبراج السكنية، والتي ستمولها وكالة التنسيق والتعامل التركي "تيكا" بمبلغ مالي يقدر بـ 12.5 مليون دولار، بعد موافقتها على ذلك.
 
وأضاف سرحان أن المشروع الإسكاني سيتم فيه بناء 330 وحدة سكنية، وهو عبارة عن 3 نماذج من الشقق حسب عدد الأسرة، الأول تبلغ فيه مساحة الشقة 85 مترًا مربعًا، والثاني 100 مترًا، والثالث 115 مترًا.
 
وتابع، "في البداية كان هناك توجهًا من الأتراك لتوفير عدد كبير من بيوت الإيواء المؤقتة "الكرافانات" لمواطنين فقدوا منازلهم خلال الحرب الأخيرة، وتم دراسة الموضوع من قبل مهندسين ومهنيين.
 
وبين أن المختصين في الوزارة وضعوا رؤية وتوصية لإعادة توجيه المشروع والمبلغ المذكور، بحيث يكون أكثر جدوى على المدي الطويل لأسباب عديدة منها: موضوع الكرفانات هو حل مؤقت، كما أنه يستنفذ كثيرًا من الأراضي، ويؤخر عملية الإعمار.
 
وأردف، "ولذلك تم تقديم مقترح للأتراك، لإقامة مشروع آخر، وهو إنشاء عمارات سكانية في منطقة جحر الديك، "مشروع الهدى التابع لوزارة "الأشغال"، وبالفعل تمت الموافقة على ذلك".
 
ولفت إلى أن وزارته سلمت التصميمات المعمارية الخاصة بالأبراج السكنية لـ مؤسسة "تيكا"، وستضيف عليها بعض التعديلات لإضفاء الطابع التركي الجمالي على التصاميم"
 
وأفاد بأنه بعد الانتهاء من ذلك سيتم دخول مواد البناء اللازمة لإنشاء المشروع السكني، مشيرًا إلى أنه حتى اللحظة لم يتم تسجيل أي أسماء من العائلات المتضررة، لحين البدء فعليًا بالمشروع.
 
واعتبر أن المشروع الإسكاني سيخدم عددًا كبيرًا من المواطنين على المدي الطويل، وسياسهم في سد العجز في الوحدات السكنية، والذي يزيد عن 130 ألف وحدة سكنية في القطاع.
 
وشكر الوكيل سرحان تركيا رئاسة وحكومة وشعبًا لدورهم الريادي ومواقفهم المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، ودعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني، والوقوف بجانبه خلال العدوان.
 
وطالب سرحان المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لرفع الحصار، وفتح المعابر كافة، وإدخال مواد البناء للبدء فورًا في عملية الإعمار.
 
ودمرت الحرب الأخيرة على غزة والتي استمرت 51 يومًا، 12.604 منزلًا بشكل كامل، و12.500 منزلًا بشكل جزئي بليغ غير صالح للسكن، و143.500 منزلًا بشكلٍ جزئي، وفق إحصاءات لوزارة "الأشغال العامة والإسكان" الفلسطينية.
 
ويوجد أكثر من 140 ألف مشرد يسكنون في بيوت بالإيجار أو عند أقاربهم أو في مراكز الإيواء، ويعيشون حياة غير مستقرة وغير طبيعية.
 
وكشفت بيانات أوردها البنك الدولي على أن الدول والمؤسسات المانحة أوفت بـ 27% فقط من التزاماتها التي أعلنت عنها في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة الذي عقد في تشرين الأول(أكتوبر) الماضي، ورصد تمويلًا بقيمة 5.4 مليارات دولار لإعادة إعمار قطاع غزة.
 
يُذكر أن رئيس الشؤون الدينية التركية محمد قورماز، وصل الي غزة قبل أسبوعين على رأس وفد تركي مكون من 22 شخصًا، برفقة السفير التركي مصطفى أرنتش، حيث اطلع خلالها على آثار الحصار، وتفقد الوفد عددًا من المساجد المدمرة جراء الحرب التي شنتها "إسرائيل" على غزة العام الماضي، واعدًا بمشاريع وخطط في إعادة الإعمار، ستبدأ التنفيذ في أقصى سرعة ممكنة للمساعدة في إعمار منازل متضررين خلال الحرب الأخيرة على غزة.
 
ونفذت تركيا العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية في قطاع غزة، من بينها بناء مركزًا لرعاية الأيتام في قطاع غزة، حمل اسم "نجم الدين أربكان"، وإنشاء مستشفى "الصداقة التركي"، والعديد من المشاريع الزراعية والاقتصادية، والذي تمولها الحكومة التركية بدعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 
 ويعد المستشفى من أكبر المشاريع التي تموّلها تركيا في الأراضي الفلسطينية، كما قامت مؤسسة "تيكا" قبل أسبوع بتزويج 2000 عريس من مختلف محافظات غزة.
 
وتملك العديد من المؤسسات الخيرية والحكومية التركية فروعًا لها في قطاع غزة لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، أبرزها وكالة التنسيق والتعاون والتنمية التركية"(تيكا"، و"هيئة الإغاثة الإنسانية" "IHH"، وجمعية "ياردم إلي"، إضافة إلى مؤسسة "الهلال الأحمر التركي".