فتاة هندية مشوهة تتجاوز أزمتها وتصبح وجهًا لحملة "فينا أن ديفا"

اختارت ماركة "فينا أن ديفا"، الرائدة في مجال تصنيع وتوزيع الساري الهندي،  فتاة هندية شجاعة للحملة الدعائية الأخيرة لها، تحت عنوان "الوجه الشجاع"؛ إذ تعرضت لهجوم بـ"الأسيد" على يد رجل طلب منها الزواج وحينما رفضته قام بتشويه وجهها.

وتعيش لاكشمي سيا (26 عامًا) في دلهي، ورفضت الزواج من شقيق صديقتها حينما كانت تبلغ من العمر 15 عامًا، فأقدم الرجل الغاضب على سكب مادة كيميائية على وجهها مسبِّبًا لها الحروق، ويتعرض اليوم للعقاب.

صورة 1 لاكشمي سيا

 

صورة 2 لاكشمي سيا

 

ومنذ أن تعرضت للحادث العام 2015، خضعت للكثير من عمليات التجميل، وصرحت بقولها: هذه فرصة مثالية بالنسبة لي كي أكون وجهًا لعلامة تجارية شهيرة في الهند، حتى أكون قدوة لنساء مثلي ويكن شجاعات بالرغم من المظاهر، وأعتبر هذه الفرصة منبرًا كي أوصل رسالة واضحة إلى المجرمين أن المرأة لا تفقد الشجاعة حتى بعد أن تتعرض إلى اعتداء بالأسيد يدمر جمالها الجسدي.

وتظهر لاكشمي في فيديو الحملة تبتسم بملابس ملونة بالوردي والبرتقالي، وتأخذ لنفسها صور "سيلفي" في أثواب مميزة، واختارت شركة الملابس لاكشمي لتحتفل بالجمال متجاوزة الصفات الجسدية.

صورة 3 لاكشمي قبل الهجوم إلى اليسار وبعد الهجوم إلى اليمين

 

والتقت لاكشمي بالناشط ألوك ديكسيت أثناء حملته لفرض عقوبات على المعتدي، ووقعا في حب بعضهما البعض وقررا العيش سويًّا، وهي الآن أم لابنة تبلغ من العمر 8 أعوام وتدعي "في".

وذكرت في وقت سابق: لحظة الهجوم، شعرت وكأن شخصًا ما أضرم النار في كل جسدي، وشعرت وكأن جلدي يسقط عن وجهي ويدي.

وكان شقيق صديقة لاكشمي في الحي أبدى إعجابه بها وهو يبلغ من العمر 32 عامًا، وتقدم لخطبتها فرفضت الزواج منه، وللانتقام قام الرجل بالاعتداء عليها بالأسيد أثناء انتظارها الحافلة.

وأضافت: دفعني إلى الأرض وألقى الأسيد على وجهي، وكنت أبكي طلبًا للمساعدة، ولكن لم يأتِ أحد فحاولت أن ألوح للسيارات المارة، ولكن لم يتوقف أحد لمساعدتي، وكانت السيارات على وشك أن تدهسني 3 مرات، فلم أتمكن من فتح عيني بشكل صحيح.

وتركها الحادث الذي وقع في وضح النهار في أكثر أسواق دلهي ازدحامًا متأثرة جسديًّا وعاطفيًّا، واعتقدت أنها لن تجد الحب أبدًا، مضيفة: سألني أحدهم، ماذا لو أراد المهاجم أن يطلب الزواج منك؟ فقلت لقد شوه وجهي ولكنه لم يتمكن من تغيير رأيي فلن أتزوجه.

وأحيلت قضيتها إلى المحكمة العليا في الهند وأدت إلى إجراء تغييرات على القانون بطلب من الحكومة لاتخاذ خطوات لفرض قيود على بيع الأسيد، وفي العام 2013، وضعت المحكمة العليا في الهند بناءً على التماس تقدمت به لاكشمي سياسة أكثر تنظيمًا لبيع الأسيد في الهند، إلا أن الدولة لا تملك قانونًا محددًا لملاحقة المعتدين.

وتشير مؤسسة الناجين من هجمات الأسيد إلى أن العام 2014 شهد 249 حادثًا، كانت النساء فيها الضحيات بالأساس.

الصورة الأخيرة لاكشمي مع صديقها ألوك

وقررت مع صديقها ألوك ديكسيت خوض حملة لفرض عقوبات محددة على معتدي الأسيد، ومساعدة الناجين الآخرين من الاعتداءات المماثلة، وقالت: لقد قررنا أن نعيش معًا ونموت معًا، لكننا نتحدى المجتمع بعدم الزواج، وتقبلت عائلتينا علاقتهما التي تتحدى العادات وتقف إلى جانبهما.

وتستهدف حملة "فيفا أن ديفا" بالأساس النساء اللواتي فقدن جمالهن الجسدي بسبب هجمات الأسيد المروعة؛ لخلق فرصة جديدة لهن في مجال صناعة الأزياء، وتؤكد مصممة العلامة عايشة راستوجي: للحظة، رأينا الجمال بطرق مختلفة وكل ما تمكنا من التفكير فيه هو ما قدمناه، وقد كان العمل مع لاكشمي فرصة مميزة، فهي امرأة قوية وشجاعة.