المنطقة البيروتية المعروفة بتراثها الهندسي العريق

يقع في قلب الجميزة، المنطقة البيروتية المعروفة بتراثها الهندسي العريق، في أروقة أزقتها الضيقة منزل لبناني قديم عُرف بـ"فيلا باراديزو"، واختير هذا الموقع الفريد ضمن أسبوع التصميم في بيروت ليستقبل تجربة متعدّدة الحواس بعنوان "In Harmony" فتفاجأ الوافدون إليها بطريقة فريدة لتغمر حواسهم الخمس.

وأوضحت المصمِّمة من شركة "غرين ستوديوز"، باميلا هيدموس، تفاصيل مسار هذه الرحلة الحسّية، قائلة إنَّ الطابق السفلي من المنزل العريق قُسم إلى 6 غرف فريدة بعناصرها، لِتثير كل حاسّة على حدٍّ سواء.

وأضافت هيدموس أنَّ الغرفة الرئيسية وهي الدار حيث تجتمع العائلة وزوّار المنزل عادةً، صُمِّمت لتغمر حواس الزائرين من الموسيقى (حاسة السمع) إلى المرايا الموجودة في مختلف أرجاء الغرفة (حاسة البصر).

وأشارت إلى أنَّ الحجرة الثانية فسميت "النور" نسبةً إلى الثريا المصمّمة لتزيين الغرفة بعناصر حياكة تقليدية تؤاتي التصميم الهندسي لهذا المنزل القديم، أما الغرفة الثالثة التي سميت "المجلس" فهي صممت بطريقة تسلط الضوء على أهمية الطبيعة التي تطغى دائماً على بيئتنا.

وتابعت: "الغرفة اتّشحت بالأخضر يتوسّطها مقعد خشبي معتّق مغمور بالأعشاب الخضراء، ومن هنا العنصر الحسّي للشعور بالطبيعة فحين نجلس عليه نكون على احتكاك تام بتلك العناصر، وبانتقالنا إلى غرفة "المذاق"، حيث تتدلّى من السقف بطريقة فريدة وخلاقة حشائش جبلية تراثية كالفجل والحمّص الأخضر "إم قليبانة" فيتذوق الزوّار منها بطريقة عفوية ما خلق تقاربًا بين بعضهم البعض فجمعتهم تجربة موحدة فريدة".

واسترسلت: "أما غرفة حاسة الشمّ التي سُمِّيت بـ "الحمام" فتزينت بأنواع نبتات لبنانية عطرة، فخلقت تجانسًا بين العوامل البصرية التقليدية من هندسة المنزل إلى روائح جبلية لبنانية، والحصة الأخيرة كانت للتأمل والراحة نسبةً إلى غرفة "السكون" حيث تغطّي جدرانها كما سقفها وأرضيتها موادّ عازلة من اللون الرمادي فترتاح الحواس للبواعث التي تنشطها كي تستعد لجولة جديدة لخوض هذه التجربة وهي على يقين أكبر".

ثلاث شركات في مجال التصميم، وفق صحيفة "النهار"، شاركت في تنفيذ هذا الحدث المميّز: ستوديو غسان سلامي للتصميم الضوئي، ستوديو 21dB لتصميم الهندسي السمعي، وغرين ستوديوز Green Studios للهندسة الخارجية وتكنولوجيا الجدران الخضراء. سيستمر هذا المعرض من 3 إلى 7 حزيران/ يونيور ضمن أسبوع التصميم في بيروت بنسخته الرابعة.

وما يجدر ذكره أيضا أنَّ فيلا باراديزو ملك عائلة فغالي، التي أصرت على المحافظة على هذا المنزل العريق ودمجه مع النشاطات الثقافية والمعارض والحفلات، وبذلك تكون فرصة للاستفادة من قيمته لتغطية تكاليف ترميمه ومردوده المادي، كما أنه فسحة تتجانس مع هندسته الفريدة أعمال فنية لبنانية وعالمية.