جانب من اعتداءات الاحتلال ضد الصحافيين

أفاد مركز "مدى" للحريات الإعلامية في فلسطين، أن الأيام القليلة الماضية شهدت قفزة كبيرة في عدد وعنف الجرائم والاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين والحريات الإعلامية في فلسطين، علما بأن مسار هذه الاعتداءات لم يتوقف عن الارتفاع التدريجي على امتداد الأشهر والأعوام الماضية.

وذكر "مدى" أن من بين ابرز واشد هذه الاعتداءات خطورة، إصابة المصور في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" نضال إشتية من نابلس، والصحافي في الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام محمد يسري الحطاب من غزة برصاص الاحتلال على التوالي يومي الجمعة والسبت، إضافة لاعتداءات بالجملة نفذها أفراد الأمن والمستوطنين ضد العديد من الصحافيين في القدس وحوارة خلال تغطيتهم أحداثا وقعت يومي السبت والأحد 16 و17 أيار مايو الجاري.

وأوضح شهود صحافيين أن جنود الاحتلال استهدفوا الصحافيين فور انطلاق مسيرة نظمت على حاجز حوارة جنوب نابلس السبت 16 أيار/مايو لمناسبة يوم النكبة، وباشروا بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت ما أدى لإصابة الصحافي نضال اشتية بعيار مطاطي في عينه اليسرى، ما كاد يفقده البصر لولا ما وفرته له كمامة ضد الغاز كان يرتديها، الأمر الذي أدى للتخفيف قليلا من الضرر الذي أصابه.

وأشار اشتية في إفادة لمركز "مدى" انه أصيب بنزيف في عينه وان بعض شظايا الكمامة دخلت في عينه وما يزال يخضع للعلاج والمتابعة الطبية.

وأصيب الجمعة 15 مايو/أيار الصحافي محمد الحطاب برصاصة أطلقها جنود الاحتلال نحوه بينما كان يغطي مسيرة نظمت قرب معبر الشجاعية في قطاع غزة، حيث أوضح "أثناء شروعي بالتصوير والتغطية وجدت نفسي فجأة ملقى على الأرض ، بسبب طلقة نارية اخترقت رجلي اليمني في منطقة الفخد -مدخل ومخرج" .

ولفت مراسل برنامج "عين على القدس" في التلفزيون الأردني، الصحافي رامي الخطيب الذي طالته اعتداءات المستوطنين وأصيب بجروح، حول ما تعرض له الصحافيون في القدس من اعتداءات أمس الأحد إلى أنه "على الرغم من وجود الشرطة الإسرائيلية في المكان إلا أن المستوطنين اعتدوا على الجميع بمن فيهم الطواقم الصحافية، ما يؤكد أن الشرطة سهلت اعتداءات المستوطنين علينا، حيث أغلقوا عدسات الكاميرات كما أنهم استعملوا عصي الأعلام لضربنا، كما ضربونا بالكراتين والزجاجات الفارغة، ونتيجة للاعتداء المباشر علي فقد انشقت شفتي وسالت الدماء منها كما تسبب تعرضي للضرب بالعصي لحدوث بعض الرضوض في أنحاء مختلفة من جسمي".

وتعرض العديد من الصحافيين لاعتداءات مباشرة بالضرب من قبل المستوطنين في القدس منهم المصور امجد ابو عرفة، والمصور محمد صادق، مراسلة "وكالة بيت المقدس" لواء وائل أبو رميلة، وبيان الجعبة، والمصور الحر مصطفى الخاروف، والمصور الصحافي فادي الجعبة وآخرين.

واستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" هذه الاعتداءات المقلقة والمتصاعدة، مؤكدا أن "استمرار وتصاعد هذه الاعتداءات الهادف في جوهره حجب الحقيقة عبر بث الخوف في نفوس الصحافيين فإننا نرى أن وقف هذه الانتهاكات المتصاعدة والمتسعة دائرتها يفرض وضع حد لإفلات مرتكبي هذه الاعتداءات من العقاب وتقديمهم للعدالة".